الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو "الحطب" يقاوم محظورات الاحتلال في غزة

حجم الخط
الحطب.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

يخاطر فلسطينيون بأنفسهم من أجل جمع الحطب من الحقول الزراعية؛ لتوفير مصادر بديلة للمحروقات وغاز الطهي بعدما حظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخولهما إلى قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولجأ الفلسطينيون إلى استخدام مواقد النار من أجل طهي الطعام وغلي المياه لتعقيمها قبل استخدامه للشرب مع اشتداد العدوان الإسرائيلي الذي دمر جميع مناحي الحياة في القطاع المحاصر، وهو ما أحيا مهنة التحطيب التي كادت أن تندثر بفعل البدائل المتاحة والسهلة سابقًا للطهي والتهدفئة. 

مخاطرة من أجل لقمة العيش 

ودأبت حمده أبو موسى وثلاثة من أشقائها على التوجه إلى شرق مدينة رفح من أجل جمع الحطب من الحقول الزراعية رغم مخاط التحرك فيها مع التحليق المكثف لطائرات الاحتلال واستهدافها المتكرر للأراضي الزراعية. 

تقول أبو موسى التي تعيل أسرتها بعد استشهاد زوجها عام 2021 لـ"وكالة سند للأنباء": إننا نخاطر بحالنا وأرواحنا من أجل جلب الحطب من الأراضي الزراعية في المنطقة الشرقية.

وتضيف "في بعض الأحيان أطلقت الدبابات الإسرائيلية (المتمركزة داخل السياج الأمني الفاصل شرقا) قذائف مدفعية قربنا لكن الحمد لله ربنا كتب لنا حياة جديدة". 

وتستخدم عائلة أبو موسى عربة يجرها حصان في نقل الحطب الذي يجمعونه يوميا إلى عمق المدينة حيث يتم بيعه للمواطنين بما فيها آلاف النازحين في المدينة. 

وعن ذلك تقول أبو موسى: "نبيع العربة أحيانا بـ 150شيكلا (الدولار 3.7 شواكل) على بعضها، لكن في بعض الأحيان نبيعه بالكيلو مقابل 4 شواكل".  

وأبو موسى تقطن أساسًا شرق رفح لكنها نزحت مع عائلتها إلى عمق مدينة رفح، وتعيش الآن في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء وتشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.

وقال شقيق أبو موسى (40 عاما)، إنه يستخدم الحصان وعربته لنقل الناس في المساء لكسب القليل من المال. 

وأضاف أبو موسى: "هربنا أنا وعائلتي وهذه الدابة من شرق رفح إلى هنا.. اليوم ما في حد يصرف علينا وحتى ما تعطينا إياه الأونروا محدود وقليل".

واستشهد فلسطينيان خلال جمعهما الحطب من منتزه يقع في شمال غربي مدينة رفح نهاية الأسبوع الماضي، وفق مصادر محلية.

خبز الطابون

وتسببت الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على غزة في تدمير عشرات الأحياء وآلاف المنازل والحقول الزراعية والبنية التحتية الحيوية، وتشريد أكثر من 1.5 مليون إنسان بحسب إحصاءات وتقدير حكومية رسمية.

وسكبت منى سليمان القليل من الماء على حفنة من دقيق القمح داخل وعاء من الألمونيوم وشرعت بعجنه بيديها تمهيدا لخبزه على فرن مصنوع من الطين.

وقالت سليمان (52 عاما) لـ"وكالة سند للأنباء": "ما في كهرباء ولا غاز وحتى الحطب شحيح لكن الحمد لله كافين حالنا (...) الولد جاب حبة طحين وزي ما أنت شاف (ترى) بدا أخبزها من أجل الجميع".

وأغلقت معظم المخابز والمطاعم أبوابها في قطاع غزة مع نفاد غاز الطهي والدقيق واستهدافها المتكرر المتعمد من الاحتلال الإسرائيلي في إطار ما تصفه المؤسسات الحقوقية بأنه جزء من حرب تجويع وإبادة جماعية. 

وتعرض 11 مخبزًا على الأقل إلى قصف جوي في أرجاء متفرقة من قطاع غزة، أغلبها جنوب وادي غزة، خلال الحرب مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة مئات آخرين بحسب بيانات أصدرتها وزارة الصحة في غزة، والمكتب الإعلامي الحكومي.  

فلافل على الحطب

واضطر محمد الجزار (30 عاما)، إلى استخدام الحطب لإيقاد شعلة نار لطهي أقراص الفلافل، في مطعم شعبي يعمل به.

وقال الجزار، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منزل مدمر جزئي في شرق خان يونس: "ما في غاز وما وقود لذلك نستخدم الحطب من أجل استمر في العمل من أجل إعالة اسرتي". 

وأضاف لـ"وكالة سند للأنباء" : "الحطب ليس رخيصا، لكنه الخيار الوحيد المتاح لنا الآن. نحن نعاني من نقص في كل شيء، ونأمل أن تنتهي الحرب قريبا".

قائمة المحظورات الإسرائيلية 

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على قطاع غزة وقطع إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان للأسبوع السابع على التوالي. 

ويرزح القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة تحت وطأة ضربات جوية إسرائيلية متواصلة وتوغل بري في مدينة غزة وشمال القطاع مما أسفر عن استشهاد وفقدان قرابة 20 ألف فلسطينيي معظمهم من النساء والأطفال. 

وأكدت منظمة "أوكسفام"، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة.

وقالت في بيان صحفي إنه بناء على تحليل بيانات الأمم المتحدة، فإن 9 % فقط من المواد الغذائية التي كانت تصل إلى قطاع غزة تم إدخالها منذ فرض الحصار الشامل يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ورغم سماح سلطات الاحتلال أخيرًا بإدخال كميات محدودة من المحروقات للأونروا إلا أن غاز الطهي لا يزال ضمن قائمة المحظورات الإسرائيلية لقطاع غزة.

تكيف وتشبت بالصمود

وقال منصور قشطة وهو موزع محلي لغاز الطهي في جنوب القطاع "اليوم ما في غاز في البلد حتى عائلتي أصبحت تطبخ على الحطب الآن". 

وأضاف لـ"وكالة سند للأنباء" أنه "خلال فصل الشتاء يزداد الطلب الغاز وربنا يعين الناس على هذه الأيام الصعب".

ومع كل أزمة يسعى الفلسطينيون إلى التكيف مع الظروف وإيجاد البدائل حتى لو عادوا إلى ما استخدمه الأجداد ليواصلوا الحياة والصمود والثبات في أرضهم مصممين على إفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجيرهم قسرًا منها.