الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خاص تنشرها "سند".. رسائل تنبض بالحب والتحدي من الأسرى لذويهم وشعبهم

حجم الخط
الاسرى.jpg
رام الله – وكالة سند للأنباء

خلال زيارات المحامين لهم، يتساءل الأسرى في سجون الاحتلال عن العالم خارج السجن، وعما يدور بالأرجاء، وماذا عن حراك الشارع، ويقولون أن الأخبار تصلهم بشحٍ شديد، إلا أنّ عزائمهم ترتفع لسماع أي خبر عابر عن وقفة مساندة في المدينة أو المخيم أو القرية، تشعرهم بأن هناك من يتذكرهم، ومن هو دائم التفكير بهم.

ورغم ما في أجسادهم من جروح وندوب، فإنهم حرصوا على أن يحمّلوا المحامين رسائل خاصة لـ"وكالة سند للأنباء" تنبض بالشوق والأمل والتحدي إلى أحبائهم خارج السجون، تخفي خلفها الكثير من المعاناة والألم ومرارة الحياة خلف قضبان السجون.

ورغم الظروف الصعبة للغاية داخل السجون في الفترة الأخيرة، والتي تُعاش لأول مرة داخل السجون، يطلّ أسير تعرّض لضرب شديد، خلال استدعائه برفقة 70 أسيرا آخر لمقابلة مع المخابرات الإسرائيلية، قبل زيارة المحامي له بثلاث أيام.

ويقول للمحامي: "أخبروا زوجتي أنني أحبّها بجنون، وأن لا تقلق عليّ، وأعتذر على كل لحظة فراق، وأعدها بأن النصر والفرج قريب"، مضيفا "فنحن اليوم نعبّر عن حالة من الصمود الأسطوري داخل غرف السجون التي تحوّلت لزنازين جماعية أقرب إلى المقابر".

وفي زيارة محامٍ لأسير، أب لثلاثة أطفال، برزت عليه ملامح التعب الشديد نتيجة الضرب الذي تعرّض له، ونتيجة حالة التخبّط في السجون، يقول الأسير: "أخبري أطفالي أنهم "روح الروح"، وأن المعنوية عالية والنفسية ممتازة، رغم كلّ شيء".

ويضيف: "هم أطفالي من يبقوني حيا، ومن يصنعون الابتسامة على وجهي رغم كل الألم، هم من أحلم بلقائهم وعناقهم كل لحظة، سأحملهم جميعا، واحضنهم بقوة، سأخبئهم في قلبي، وعلى رأسهم أمهم الحبيبة القوية الجميلة".

صامدون رغم الألم

ونقل محامون أن بعض الأسرى تعرّضوا، خلال استدعائهم لمقابلة مع المخابرات الإسرائيلية، لضرب شديد، أدى لكسرٍ في فك أحدهم، وتكسير لأسنان العديد منهم، وضرب على الوجوه، وكانت وجوه معظمهم ملطخة بالدماء، ورغم ذلك كانوا صامدون.

وعن تلك الزيارة قال المحامون: "نعم لا زال الأسرى صامدون أمام القمع الهمجي الوحشي، مؤمنين بأهلهم وذويهم وأصدقائهم وشعبهم الأبي الذي سينتفض لأجلهم، ولأجل الشهداء في غزة والضفة، رافضين للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، منتصرين ومحتفين بالمقاومة الباسلة".

ويقول أسير للمحامي: "وصلنا خبر استشهاد الأسير السادس ثائر أبو عصب، في سجن النقب... حرّكوا الشارع، نحن اليوم أمام حالة من الصمود الأسطوري للأسرى في وجه الهمجية والقمع والإجرام الجنوني".

فيما يقول شبل، في الخامسة عشرة من عمره، خلال زيارة محاميه: "الأكل سيئ كثير، بدهم نضل عايشين، بس دون شبع".

ويضيف واصفا قسوة الحياة داخل السجون: "نشعر بالبرد الشديد، فالشبابيك مفتوحة طيلة الوقت، ولا يوجد إلا حرام واحد خفيف جداً، ولا ملابس، ومرات الصراحة بخاف -بس ما تحكي لأبوي وأمي- بس أنا بخاف وبالذات بالليل، بس لما اشوف الشباب اللي معي بتطمن، وفي واحد صاحبي بضل يخفف عني".

ويضيف: "بس نسمع الأخبار بنفرح، ونفرح عندما يصلنا أن الناس تخرج في الشوارع، وترفع صورنا، بصراحة بنبسط انو في حدا متذكرني وبحبني".

"وينك يا أمي"

وفي زيارة لشبل آخر، يقول: "نحن اليوم 9 أسرى بالغرفة، وأنا أنام على الأرض، ظهري يؤلمني، والبرد شديد جداً، ورغم ذلك أضحك واقول وينك يا أمي تقومي بالليل وتغطيني، بحبك يما، مع ذلك نتحمّل اليوم، لأننا نعلم أننا أقرب من أي وقت مضى للحرية، ولأكبر حضن في العالم، اتوق لاحتضانك يا أمي".

أسير آخر يقول: "الحرية بالنسبة إليّ هي وجه أمي، وابتسامة أبوي وهو يحكي عني أني بطل، بحب كيف بكون يحكي عني إني قوي وشجاع، احكيلهم إني بحبهم، ولما أطلع راح أصلح الأباجور الخربان، وأنظف ظهر (سطح) البيت".

ويقول أحد الأسرى: "كانوا يضعوننا، حوالي 30 أسيرا في غرف الانتظار الصغيرة التي تتسع ل8 أشخاص، لم يكن بالإمكان التحرّك، فقط الوقوف لساعات، وتحمّل الألم بعد الضرب الشديد، وما يصبّرنا هو التفكير بالأهل والأحبة في الخارج، وبلقاء الحريّة المنتظر".

وفي إحدى زيارات المحامين للأسرى، يأتي الأسير محملاً بعدد من أسماء رفاقه بالزنزانة، من يريد طمأنة خطيبته، أو زوجته، أمه، وأباه، وأطفاله، متعطشون لسماع أي كلمة عن الحال في الخارج، ويسرعون في السؤال عن حراك الناس، وكيف تشعر الناس أمام الهجمة الشرسة على الأسرى.

يقولون أن بعض الأخبار الشحيحة تصلهم، وينتظرون سماع أن الشارع ينتفض لهم، وأن الناس ترفع صورهم عالياً، إلى جانب صور الشهداء، قرابين الحريّة.

في جملة صريحة ومقتضبة، يقول أحد الأسرى، أمضى عشرين عاما في السجون على فترات متقطعة، لمحاميه: "كنا بالسابق نقول أن هناك إهمالا طبيا، اليوم نقول لا يوجد أي نوع من المتابعة الطبية، لا أدوية، لا فحوصات، لا مراجعات".

ويضيف: "هذه محاولات لقتل الجسد، أمام ما يراه السجان من صمود ورؤوس عالية، إرادة تطال عنان السماء، توّاقة للحريّة".

وفي زيارة لأحد الأسرى، يقول: "لا أريد أي شيء، فقط أبلغوا والدتي أنني بخير وأني بحبها كتير كتير، وأن اللقاء اقترب".