الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

في ذكرى مجزرة 1956 .. خانيونس تجابه مذبحة جديدة بمقاومة باسلة

حجم الخط
32952218-1700473379.webp
خانيونس - وكالة سند للأنباء

بعد 67 عامًا وشهر واحد، تعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي تكرار مجازرها في خانيونس، جنوب قطاع غزة، التي بقيت على مدار التاريخ قلعة صمود وتحدٍ للغزاة.

وبدأت قوات الاحتلال في 3 ديسمبر الجاري، عدوانها البري في أطراف خانيونس، قبل أن توسع الليلة الماضية تحت غطاء ناري مرعب، وأحزمة نارية لم تتوقف على مدار أكثر من 10 ساعات، لتجتاح بلدات المنطقة الشرقية ومنطقة السطر الغربي، وسط اشتباكات ضارية مع المقاومة بقيادة كتائب القسام.

ووصل أكثر من 50 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى مستشفيي ناصر والأوروبي في خانيونس إثر عمليات القصف الإسرائيلية التي لم تتوقف على مختلف أرجاء المدينة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأعلنت قوات الاحتلال خانيونس منطقة أعمال حربية وأصدرت أوامر تهجير قسري للسكان من بلداتها الشرقية والعديد من أحيائها التي تؤوي أكثر من 300 ألف نسمة، وطلبت منهم التوجه إلى رفح التي لم تتوقف الغارات عن استهدافها.

ومع مجازر الاحتلال في هذا التاريخ يستذكر كبار السن في المدينة مجزرة مروعة اقترفتها قوات الاحتلال في 3 نوفمبر 1956 وخلال الأيام التسعة التالية، وأعدمت خلالها 520 مواطنًا على الأقل، أغلبهم جرى تصفيتهم بعمليات قتل جماعية، منهم 250 على الأقل قتلوا في اليوم الأول.

ذاكرة مثخنة بمشاهد مؤلمة

المسن الفلسطيني تكريم البطة لا تزال ذاكرته مثخنة بمشاهد مؤلمة لعمليات إعدام وقتل جماعي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات الفلسطينيين من سكان مدينة خان يونس خلال حملتها لاحتلال قطاع غزة عام 1956.

البطة كان حينها بعمر 10 سنوات وشهد على تفاصيل مروعة، وفق تصريحات صحفية سابقة له، فشقيقه نديد استشهد بإطلاق الرصاص عليه بينما كانت العائلة تهمّ بالخروج من منزلها بناء على أوامر الاحتلال للتجمّع بساحة مقابلة.

الصورة الأكثر دموية -حسب تكريم- كانت مشاهدته جثث العشرات، ومن بينهم شقيقه الثاني حسن، والدماء تتدفق من رؤوسهم وصدروهم جراء إطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر، بينما كانت بعض الجثث ممزقة وأخرى تلتصق أجزاء منها بجدران أجبر الضحايا على الوقوف أمامها.

وبدأت خيوط مجزرة 1956 بإلقاء الاحتلال منشورات من الطائرات تحذر السكان من مقاومة القوات الإسرائيلية، قبل أن تدفع بآلياتها العسكرية بشوارع خان يونس وتطالب عبر مكبرات الصوت بخروج الذكور من عمر 16 وحتى 50 عاماً.

التاريخ يعيد نفسه

وكأن التاريخ يعيد نفسه، وتتكرر المشاهد ذاتها هذه الأيام في خانيونس، حيث ألقت قوات الاحتلال منشورات تطالب بتهجير السكان، قبل أن تجتاح العديد من الأحياء السكنية.

وفي حين جاءت مجزرة عام 1965 كعقوبة للمدينة الباسلة التي صمدت في وجه الاجتياح، تأتي مجازر اليوم لترضي دموية الاحتلال وساديته بعد فشل اجتياحه لغزة وشمالها، حيث يبحث عن نصر مزعوم في ثاني أكبر المدن الفلسطينية في قطاع غزة.

وبقيت مجزرة 1956 طي الكتمان حتى عام 1995 عندما بدأ صحفيون وباحثون في تسليط الضوء عليها عبر شهادات من ناجين.

فقد عملت قوات الاحتلال طوال الوقت على إخفاء جريمتها ولم تذكرها في مصادرها، كما تفعل اليوم بقطع الاتصالات والإنترنت لإخفاء والتغطية على جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها.

وحسب أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأقصى الدكتور سامي الأسطل في تصريحات سابقة فإن أعداد ضحايا مذبحة 1956 تتجاوز الرقم المعلن (520 شهيدا) تتجاوز ذلك، إذا ما أخذ بعين الاعتبار الشهداء غير الموثقين وأضفنا إليهم أعدادا أخرى من الجنود المصريين والفلسطينيين.

ويصف الأكاديمي مجزرة خان يونس بالفريدة، كونها ارتكبت بإرهاب دولة إسرائيل المنظم وليس من عصابات يهودية كما حال مذابح أخرى، كما أن معظم المذابح تحدث ليلا ولساعات محدودة، لكن خان يونس شهدت مذبحة في وضح النهار واستمرت لأيام عدة، حسب قوله.

ولم تأت المصادر الإسرائيلية – بحسب الأكاديمي الفلسطيني – على ذكر مذبحة خان يونس، رغم أن قطاع غزة خضع للاحتلال الإسرائيلي كجزء من العدوان الثلاثي على مصر، بدءا من شهر نوفمبر/تشرين ثاني 1956 وحتى مارس/آذار 1957 قبل عودة القطاع مجددا لحكم الإدارة المصرية.

مقاومة باسلة

وتقع خان يونس أقصى جنوب غربي فلسطين على بعد عشرة كيلو مترات من الحدود المصرية، مساحتها 54 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن الفلسطينية كثافة بالسكان، إذ يقطنها أكثر من 440 ألف نسمة، وزاد العدد إلى ما يقارب المليون مع أعداد النازحين من غزة وشمالها.

ويجابه المقاومون في خانيونس المجزرة الجديدة بأجسادهم الحية ويخوضون بطولات واشتباكات من مسافة صفر، فخلال أقل من 12 ساعة أعلنت كتائب القسام عن استهداف 28 آلية للاحتلال في خانيونس، والإجهاز على عدد من الجنود من مسافة صفر فضلا عن قنص آخرين.

ويؤكد سكان خانيونس الذين يترقبون تطورات العدوان ومعارك التصدي، أنه مهما أوغل الاحتلال واقترف مجازر فنهايته إلى زوال، وكما فشلت مجزرة 1956 في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ستفشل المجازر الحالية وسيبقى الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم وأرضهم حتى النهاية وكلهم ثقة ويقين بأن الاحتلال إلى زوال.