الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

نحو 8 آلاف مفقود منذ بداية الحرب

بالفيديو والصور حكايات المفقودين تحت الركام لا تنتهي في غزة

حجم الخط
عمر وأسامة.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

يخط فلسطينيون أسماء ذويهم المفقودين على جدران منازل مدمرة على أمل العثور عليهم عندما تتوقف الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة.

وسوّت الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ 68 يومًا، آلاف المنازل بالأرض على رؤوس سكانية في أنحاء القطاع دون إنذار مسبق، وفق ما يقول فلسطينيون فجعوا باستشهاد عائلاتهم.

عمر وسلمى

وخط رائد بدوي أسماء أبناء خالته عمر وسلمى باللون الأحمر على ما تبقى من جدران منزله في رفح جنوب قطاع غزة، للإشارة إلى أن طفليه لا يزالان تحت الأنقاض رغم مرور شهر تقريبا على تدمير منزله واستشهاد 28 فردا داخله.

يقول بدوي بصوت مخنوق: "الطيران الإسرائيلي قصف المنزل المكون من ثلاثة طوابق على رؤوس ساكنيه... وخالتي وزوجها وأولادها وبناتها وأحفادها وعائلتين من النازحين لديهم استشهدوا دفعة واحدة".

ويضيف الرجل المكلوم لوكالة سند للأنباء "يوم القصف كأن زلزالا أصاب المكان. الدفاع المدني والمسعفون انتشلوا 20 جثمانا في الساعات الأولى من القصف الإسرائيلي الإجرامي".

ويتابع بدوي (41 عاما) "في اليوم الثاني وصل الباقر (الحفار) وظلت طواقم الدفاع المدني تعمل حتى المساء وسحبوا 6 جثامين غير أن الطفلين عمر وسلمى لم يظهر لهما أثر".

ويشير إلى أنه بقي يحاول مع عدد من أقربائه البحث تحت الركام لعدة أيام دون جدوى؛ لذلك قرر أن يكتب اسميهما على الجدران ".

وائل وفؤاد

حال بدوي ينطبق على شادي أبو الفول الذي يأمل أن يعثر على شقيقيه اللذين فقدا عقب غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في خان يونس ثاني أكبر مدن قطاع غزة.

يقول أبو الفول (52 عاما) الذي نزح إلى رفح الأسبوع الماضي: "قبل يومين من نزوحنا إلى رفح قصف الاحتلال بيت إخواني وهو بجوار بيتي. جميع من كان في البيت استشهدوا وأنا منزلي تضرر وأصيبت زوجتي واثنان من أطفالي ".

ويضيف أبو الفول لوكالة سند للأنباء "وائل وفؤاد إخواني ما بيّن لهم أثر بعد القصف، والدفاع المدني ظل يجرف في الركام لكن لم يصلوا إلى شيء ".

ويشير إلى أنه مع تكثيف جيش الاحتلال عدوانه على خان يونس الأسبوع الماضي حمل أفراد أسرته ونزح إلى مدينة رفح حيث يعيش في خيمة الآن.

وتعد الشهادات السابقة نماذج بسيطة من معاناة آلاف الأسر الفلسطينية بخصوص فقدان أبنائها، جراء الحرب المروعة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

دمار.jpg
 

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي فإن عدد المفقودين الفلسطينيين بلغ حتى أعداد هذا التقرير (7,760) مفقودا بينهم أكثر من 4700 طفل وسيدة، إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولا.

وتشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد 18 ألفا و412 فلسطينيا، بالإضافة لقرابة ال 50 ألف إصابة منذ بداية الحرب على القطاع.

ويقول فلسطينيون في غزة وشمال القطاع إنهم فقدوا العديد من أقربائهم جراء القصف والتوغل الإسرائيلي المستمر هناك دون هوادة. 

عائلة اللوح

وباتت عائلة أحمد اللوح من تل الهوى في عداد المفقودين عقب التوغل الإسرائيلي البري هناك بداية نوفمبر/ كانون الثاني الماضي. 

ويوضح اللوح وهو يجمع أطفال داخل خيمة في مركز إيواء في رفح "والدي وأخواتي بقوا بالتل وأنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة نزحا قبل شهر ونصف إلى رفح، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم جميعًا". 

ويضيف اللوح "خاطبت الصليب الأحمر وتواصلت مع ما تبقى من أقربائنا في غزة ووسط القطاع لكنهم لا يعلمون عنهم أي شيء". 

وانقلبت حياة الفلسطينيين في غزة رأسا على عقب، مع اشتداد القصف الإسرائيلي برا وبحرا وجوا، وحرب تجويع هي الأشد تمارس ضد 2.3 مليوني فلسطيني في القطاع.

وفرضت إسرائيل منذ بدء العدوان إغلاقا كاملا على قطاع غزة، شمل وقف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ثم عمدت إلى حظر إيصال أي إمدادات إنسانية لمناطق شمال القطاع ومدينة غزة.

الدفاع المدني

وقال رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في جهاز الدفاع المدني محمد الحاج يوسف" منذ بداية العدوان لم تصلنا أي معدات جديد أو قطع صيانة على الرغم من المناشدات المتكررة ورغم ذلك نواصل عملنا ".

وأضاف يوسف لوكالة سند للأنباء أن طواقم الدفاع المدني تعمل كل ما باستطاعته من أجل إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وتسخر كل إمكانياتها للبحث عن ناجين أو مفقودين.

وتابع أن بعض المنازل التي تتعرض للقصف الإسرائيلي لم نتمكن من انتشال جميع الضحايا نظرا لحجم الدمار الكبير والمخاطر المحدقة بالطواقم العاملة جراء تكرار القصف.

وأوضح أن الدفاع المدني في غزة يضم نحو 800 عنصر، استشهد 25 منهم على الأقل في غارات إسرائيلية خلال الحرب الحالية، كما تعرضت عدة مقرات ومركبات له للاستهداف المباشر وغير المباشر بالقصف.

وقبل الحرب الحالية، عانى الدفاع المدني من امتلاك فرقه الميدانية 30 مركبة إطفاء وإنقاذ فقط، ومركبة صهريج واحدة مع 4 سلالم هيدروليكية فقط، تعمل 3 منها بجودة متدنية، فيما تعطل الرابع لعدم وجود قطع غيار له.

ويوضح الحاج يوسف أن أرقام المعدات المذكورة دخلت الخدمة منذ عام 1994 ولم يتم تحديثها أو استبدالها أو تجديدها، فيما لم يتسن لها امتلاك معدات ثقيلة للتعامل مع الكميات الكبيرة من أنقاض المباني.

ويشير إلى سلطات الاحتلال على مدار سنوات تمنع إدخال أجهزة الأكسجين وأقنعة التنفس وأجهزة تستخدم في تكسير الباطون، وأخرى لكشف وجود أحياء تحت الأنقاض، والخوذ والسلالم الهوائية، وكشافات تخرق الحريق والدخان، وملابس الدفاع المدني التي تتحمل الحرارة العالية.