الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو والصور الراديو .. وسيلة الفلسطينيين في غزة لمتابعة أخبار الحرب المروعة

حجم الخط
سيدة راديو.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

أصبح الراديو إحدى الوسائل الأساسية بالنسبة للفلسطينيين في غزة من أجل الحصول على معلومات عن القصف الإسرائيلي المروع في القطاع وتطورات العدوان مع انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات.

ودأبت انتصار الإفرنجي على متابعة أخبار عائلاتها الكبيرة وجيرانها وأحبائهم، من خلال المذياع، ووصفت القصف الإسرائيلي الحالي بأنه "الأعنف على الإطلاق منذ أبصرت الحياة".

والإفرنجي (77 عاما) من سكان غزة، نزحت مع ابنها وعائلته في البداية إلى خان يونس ومن ثم إلى رفح جنوب قطاع غزة، وبقي اثنان من أبنائها مع أسرتيهما في مدينة غزة حيث تتوغل دبابات جيش الاحتلال هناك.

حرب مروعة

وقالت المسنة الفلسطينية وهي تضبط موجة المذياع لسماع نشر الأخبار "عشت حربا ال 1956 وحرب 1967 وحرب 1973 وحروب غزة السابقة لكن ما شفت (رأيت) مجازر زي (مثل) اليوم".

وأضافت "عندما ينقطع الاتصال والإنترنت فش (لا يوجد) غير الإذاعة هي التي توفر الأخبار، ونعرف من خلالها أين القصف ومن عايش ومين مات".

وتابعت قائلة "حكيت مع ابني على التلفون الأسبوع الماضي لكن اليوم أن مش قادرة أعرف أخباره رغم أن الاتصالات والنت رجعوا".

صمود رغم العدوان

ورغم ذلك، تؤكد الإفرنجي صمود الفلسطينيين في وجه العدوان الإسرائيلي، وعزمهم العودة إلى منازلهم وأحيائهم لإعادة إعمارها من جديد عندما يتوقف العدوان.

ويواجه الفلسطينيون صعوبة في العثور على أحبائهم في ظل القصف والحصار الإسرائيلي اللذين فاقما الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

ويبقى العديد من سكان غزة قرب أجهزة الراديو للاستماع للأخبار، حيث تنتشر في خيام النازحين ومراكز الإيواء والشوارع والحارات والمنازل.

وأصبح قطاع غزة معزولا عن بقية العالم، حيث تقصف إسرائيل في مختلف أنحاء القطاع خلال الليل والنهار ولا أحد يعرف أين القصف إلا عندما يهرع السكان إلى الشارع طلبا للنجدة.

وعادت خدمات الإنترنت والاتصالات إلى العمل مساء الخميس الماضي، بعد انقطاع استمر حوالي 36 ساعة.

وهذه ثانية مرة يفقد سكان غزة تلك الخدمات خلال الشهر الجاري، وسادس مرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المروعة على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان الفلسطينيون يعتمدون على الإنترنت والاتصالات الخلوية للوقوف على أخبار عائلاتهم وأصدقائهم خلال الحروب الإسرائيلية السابقة على القطاع، إضافة لمتابعة القنوات الفضائية، وبينها الحرب المدمرة التي استمرت 51 يوما خلال عام 2014.

لكن مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل منذ بداية الحرب، أصبح المذياع إحدى الوسائل الرئيسية لمتابعة أخبار الحرب والوقوف على نتائجها المروعة.

متابعة مستمرة 

وتوقف تشغيل معظم أجهزة التلفاز والحواسيب اللوحية جراء عدم توفر التيار الكهربائي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وحتى الطاقة البديلة لا يملكها سوى عدد محدود من السكان وكفاءتها تتناقص بسبب الإضرابات الجوية ودخول فصل الشتاء.

وقال محمد أبو جياب ويمتلك متجرا للأجهزة الكهربائية والهواتف وسط رفح: إن جميع أجهزة الراديو نفدت من متجره خلال الشهر الأول من الحرب.

وأضاف لوكالة سند للأنباء "اليوم بطاريات الراديو مش موجودة في السوق وحتى لو وجدها ستجد ثمنها أصبح خمسة أضعاف".

وتعمل أجهزة الراديو على بطاريات صغيرة ويمكن شحنها بشكل دوري من خلال الطاقة البديلة أو في المستشفيات ومراكز الإيواء التي تمتلك مولدات كهربائية.

سماع الأخبار

وتعيش زينب عودة و17 من أفراد عائلتها الآن في مخزن كان مخصصا لبيع البقالة في رفح منذ شهرين، وكانت تلك العائلة تقيم في مدينة غزة قبل نزوحها قسرا من هناك هربا من القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف.

ولا تزل عائلة عودة متماسكة رغم فقدان زوجها وأحد أبنائها في بداية الحرب.

وتقول بينما كانت تضبط موجة المذياع "زوجي وابني استشهدوا في بداية الحرب وأنا وباقي أبنائي وبناتي وشقيقتي وأولادها نزحنا إلى هنا. وسنبقى صامدين مهما حصل وسنظل في وطننا".

وتضيف عودة (47 عاما) "كل يوم لازم أسمع الأخبار في الصباح والمساء. كثير من أقربائي وجيراني استشهدوا أو اعتقلوا أو فقدوا".

وعمدت فضائيات إخبارية عربية على شراء موجات إذاعية لبث أخبارها ومتابعتها لأحداث الحرب للسكان في الأراضي الفلسطينية.

صوت المذياع

وفي المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء لا يتوقف صوت المذياع بين الخيام وداخل الفصول الدراسية على مدار اليوم.
وتجاوزت الملاجئ في رفح طاقتها الاستيعابية بشكل كبير واستقر معظم النازحين الوافدين حديثا في الشوارع والأماكن الفارغة في جميع أنحاء المدينة.

وأصبحت رفح المتاخمة للحدود مع مصر المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الكثافة السكانية تتجاوز الآن 12,000 شخص لكل كيلومتر مربع، أي بزيادة أربعة أضعاف قبل الحرب على غزة، كما أن ما يقرب من 2 مليون شخص في غزة، هم نازحون داخليا، بما في ذلك الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات.

وطلب حاتم اللداوي من أبنائه وأحفاده التزام الصمت لسماع نشرة الأخبار، بعدما علم بأن جيش الاحتلال فجر مربعا سكنيا كامل في محيط منزلة بمنطقة الشيخ رضوان في غزة نهاية الأسبوع الماضي.

يقول اللداوي في العقد الخامسة من العمر وهو يمسك المذياع بين يديه "الاحتلال يعتقد أن تدمير منازلنا وأحيائنا وقتل أطفالنا واعتقال أبنائنا وتجويعنا وترويعنا سيدفعنا إلى الاستلام".

ويضيف الرجل الذي نزح قسرا إلى رفح الشهر الماضي "كل جرائم الاحتلال هي دافع إضافي لصمودنا وسنبقى متحدين ومتماسكين حتى انتهاء العدوان وزوال هذا الاحتلال المجرم".