الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو العمل تحت القصف .. إرادة صمود وحياة تتحدى الاحتلال في رفح

حجم الخط
عوامة.JPG
رفح - تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

في ميدان العودة وسط رفح جنوب قطاع غزة، يحضر حسن قنوع وآخرين مأكولاتهم لسيل من المشترين، رغم الغارات المتواصلة وتحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء المدينة الحدودية المكتظة بالنازحين.

يقول قنوع (27 عاما) الذي نزح من غزة إلى رفح منذ شهر ونصف وهو يقلب حبات العرمة بالعسل داخل وعاء مصنوع من صاج الحديد، "نشتغل من أجل أن نعيش... طيارة الرنانة (الاستطلاع) فوق رأسي طول اليوم، والقصف ما بوقف في رفح".

إصرار على البقاء 

وعلى بعد أربعمائة متر من قنوع، استشهد 5 فلسطينيون وأصيب آخرون اليوم الجمعة، جراء غارة جوية استهدف سيارة مدينة وسط رفح.

وكثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على المدينة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، رغم أن غالبية شوارعها وأحياها ومدارسها ومنشأتها تعج بالنازحين.

رغم ذلك، واصل قنوعا وآخرين البقاء في شوارع وسط المدينة واستمروا بالعمل أمام السكان وبينهم آلاف من النازحين.

ويؤكد قنوع لوكالة سند للأنباء "عايشن تحت القصف في الليل والنهار، نعمل ولن نتوقف. نريد أن نعيش ونطعم عائلاتنا".

ويرزح قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة تحت وطأة ضربات جوية وبحرية ومدفعية إسرائيلية متواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتسببت تلك الضربات المروعة في نزوح مئات الآلاف من السكان عن منازلهم قسرا، وكثير منها سوي بالأرض خصوصا في مدينة غزة وشمال القطاع.

كما تسببت، في استشهاد 20057 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 53320 ألفا منذ 7 من أكتوبر الماضي، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في غزة.  

وفي الجهة المقابلة لقنوع، دأب سالم شويدح على سكب عجينة الفلافل في زيت مغلي على الحطب قبل بيعها لزبائنه.

وكان شويدح يمتلك مطعما للفلافل في غزة قبل أن ينزح قسرا إلى رفح، والآن يعمل على بسطة مكونة من طاولة خشب صغيرة.

العمل رغم القصف 


ويقول شويدح وهو يغلي الزيت قبل أن يسقط فيه عجينة الفلافل "طالما القصف بعيد، نحن نعمل لنحصل رزقنا. عندي خمسة عشر شخصا في رقبتي".

ويضيف لوكالة سند للأنباء "نزحنا عن غزة بعد ما سفن الموت... سبت بيتي ومطعمي، وكل ما أملك واليوم لازم أعمل من أجل أن نعيش".

وتابع شويدح "اليهود أكذب ناسا في العالم حقولنا (أبلغونا) روحوا على الجنوب ويا زيت ما رحنا. في خان يونس قصفونا وجينا على رفح وبرضوى قصفونا".

ويؤكد الرجل أن عائلته نجت من موت محقق قبل نزوحها من خان يونس إلى رفح الأسبوع قبل الماضي.

وكانت عائلة شويدح تقيم في منزل مستأجر شرق خان يونس، ويقول شويدح "عندما توغل جيش الاحتلال هناك كانت القذائف

تتساقط علينا كالمطر، كانت أغراض الفلافل على الكاره (عربة تجرها حصان) حملنا حالنا وجينا على رفح".

وتحولت مدينة خان يونس ثاني أكبر مدن القطاع التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها مقر للإيواء في بداية الحرب إلى مسرحًا للعمليات العسكرية البرية. 

وللأسبوع الثاني على التوالي يتواصل القتال بين جيش الاحتلال من جهة وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، في شرق ووسط المدينة التي نزح الكثير من سكانها باتجاه غرب المدينة ورفح ووسط القطاع.  

رفح الأكثر اكتظاظا 

وتجاوزت الملاجئ في رفح طاقتها الاستيعابية بشكل كبير واستقر معظم النازحين الوافدين حديثا في الشوارع والأماكن الفارغة في جميع أنحاء المدينة.

وأصبحت رفح المتاخمة للحدود مع مصر المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، حيث يضطر مئات الآلاف من النازحين داخليا إلى العيش في أماكن مكتظة للغاية وفي ظروف معيشية مزرية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الكثافة السكانية تتجاوز الآن 12,000 شخص لكل كيلومتر مربع، أي بزيادة أربعة أضعاف قبل الحرب على غز، كما أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة، هم نازحون داخليا، بما في ذلك الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات.

وفي سوق رفح المركزي، يطهو النازح بلال حمتو (23 عاما) كل يوم الدجاج واللحم على الفحم لآلاف السكان المكدسين وسط المدينة.

ويروي قائلا لوكالة سند للأنباء: "من شهر ونصف وأنا أعمل هنا. الأسبوع الماضي قصفوا بيتا بعيدا عنا 300 متر".

ويضيف حمتو "نزل الصاروخ على البيت وكأن زلزل ضرب المكان الناس صارت تجري في كل مكان لكن الحمد لله نجونا".