الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

عند ضبط تردد الراديو.. أرواح الأسرى تُحلق مؤقتا خارج أسوار السجن

حجم الخط
السجون
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

ساعة من الصمت، لا يُسمع فيها سوى صوت المذياع، ولحظات من الترقب يعيشها الأسرى في انتظار أن يُبرق لهم الأثير رسالة شوق من أحبتهم، أو ربما يحمل لهم دعوات بـ"الله يرضى عليك يما ويفرج عنك"، فتكون كلماتها بلسمًا، وصوتها حرية.

وتخصص إذاعات محلية فلسطينية، برامج متنوعة لتواصل عائلات الأسرى مع أبنائهم داخل السجون، فتتيح لهم الاتصال المباشر بالبرنامج، أو إرسال رسائل يقرأها المذيع عبر الأثير، لتصل لقلب مشتاق ينتظر الموعد كل أسبوع، ليروي عطش روحه لأخبار أحبته.

وتتحوّل غرف الأسرى خلال موعد البرامج لأشبه بحالة حظر للتجوال، فيفرحون جميعا لسماع رسالة لأحد زملائهم، وتصبح مناسبة لتبادل أطراف الحديث والملاطفة بينهم.

وانطلقت بعض البرامج المهتمة بالأسرى منذ نحو 11 عامًا، منها ما توقف لظروف فنية ومنها ماهو مستمر حتى اليوم.

جسور الحرية

وعبر أثير إذاعة "ناس" في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، يقدّم المذيع طارق سويطات برنامجه المعروف "جسور الحرية" منذ عام 2014، خلال ثلاثة أيام في الأسبوع، وينقل فيها رسائل منوعة يغلب عليها طابع الإنسانية.

ويقول "سويطات" لـ"وكالة سند للأنباء" إن "برنامجه يلقى اهتماما خاصا في سجن مجدو القريب من جنين"، معربا عن أسفه لعدم وصول البرنامج لسجون الجنوب .

وعن أهمية البرنامج، بالنسبة لأسرى مجدو يُضيف "سويطات" :"أن ما يميز مجدو أنه يستقبل الأسرى الجدد والموقوفين دون محاكمة وبحاجة للمزيد من أخبار محاميهم وعائلاتهم".

وتزداد أهمية البرنامج للأسرى وذويهم في شهر رمضان  المبارك _تبعًا لسويطات_، فهو الوسيلة الأنسب للتواصل في ظل انعدام الاتصالات الخلوية في السجن، ما يعطي القيمة المعنوية للاتصالات الصوتية المباشرة، يتلقاها الأسرى الذين يفرضون نظام منع تجوال طوعي خاص بهم على مدار ساعة ونصف الساعة كل حلقة .

صوت المعنويات

وعن أكثر الرسائل التي تلامس شغاف القلوب، يُحدثنا المذيع "سويطات": "صوت طفلة بدأت بالنطق حديثا، تبعث التحية لوالدها لأول مرة، وكذلك الحال مع صوت أم لإبنها أو والد لولده، ما يرفع معنويات الأسرى" .

وفي سؤالنا عن أبلغ حادثة وقعت معه يُجيب، أن خاله قد "توفي بينما كان ابنه معتقلا في سجن مجدو، ما جعله يبث القرآن على مدار يومين عبر الأثير، وهو ما رسخ في ذهن الأسير وعلم بالتلميح وفاة والده دون رسالة مباشرة".

رسائل رمضان.. شوق مضاعف

الصحفي محمد الزغلول من بيت لحم يقدّم برامج إذاعية وتلفزيونية خاصة بالشهر الفضيل، ويجمع خيوط العمل المتواصل بجهوده المتشعبة خدمة للأسرى كما يقول .

ويلفت "الزغلول" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أنه يدير ويقدم برنامجه "كلنا أسرى" منذ عام 2009، ويتلقى بثه أسرى سجون الجنوب في النقب ونفحة وريمون.

ويضيف: "يصبح للبرنامج الإذاعي والتلفزيوني قيمة مضاعفة في شهر رمضان المبارك، حيث يقوم بزيارة عائلات الأسرى مع هدية رمزية وينقل الرسائل الإنسانية الاجتماعية للاسرى".

ويوكد "الزغلول"، أنه لم يترك بيتًا لأسير أو أسيرة دون زيارة وتغطية إعلامية، موضحا أن الأسير يشعر بالفخر لدى تواصل عائلته وسماع رسائلها، بينما تكون مشاعر من لا يسمع أخبار عائلته ومشاركتهم في الوقفات التضامنية عكس ذلك.

وتلقى "سويطات" و"الزغلول" رسائل وشهادات شكر من الأسرى، إضافة لزيارة مقرات إذاعاتهم بعد تحرر الأسرى تقديرًا لجهودهم وما أحدثته في معنوياتهم خلال الأسر.

على أحر من الجمر

إلى ذلك، تقول وفاء جرار زوجة الأسير عبد الجبار جرار إن: "زوجها والأسرى ينتظرون رسائل العائلات الصوتية على أحر من الجمر".

وتضيف "جرار" لـ"وكالة سند للأنباء" أن زوجها أبلغها مرات عديدة عقب حريته عن فعل البرامج وتأثيرها في نقل الأخبار العائلية والاجتماعية بين صفوف الأسرى".

ويرى الأسرى في الاتصالات التي تتم وخاصة الرمضانية زيارة جديدة، ولكن عبر أمواج الأثير، وفق ما أوردته "جرار".

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قرابة 4400، بينهم 33 سيدة و160 قاصرا و490 معتقلا إداريا حتى نهاية فبراير/شباط الماضي، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.