الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو بكرسي متحرك.. تُحلق "أسماء" بمشروع "الفراشة" لتحقيق مرادها

حجم الخط
أسماء أبو طير
غزة - فاتن الحميدي – وكالة سند للأنباء

كخفة الفراشات تنطلق أسماء أبو طير باندفاعية وحب نحو الحياة، تواجه مرّها بإبرة وخيط تصنع منها الجمال والأمل، أمام واقع فرض عليها منذ 8 سنوات، تحولت فيه من شخص سليم إلى ذوي الإعاقة "أصحاب الهمم".

في داخل ورشتها المتواضعة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تطير "أسماء" على كرسيها المتحرك، مع مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "الفراشة" لتصميم وتفصيل الأزياء النسائية وملابس الأطفال والزي المدرسي، فلم يمنعها بتر ساقها في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014 أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ظروف الحياة الصعبة، وحلم جميل يلوح في الأفق بانتظار تحقيقه.

أسماء أبو طير (34 عاماً) أم لثلاثة أطفال، لحقت بركب الأشخاص ذوي الإعاقة بعد إصابتها في العدوان الإسرائيلي قبل 8 سنوات، ما أدى لبتر قدمها اليسرى من فوق الركبة، وانزلاق في كاحلها الأيمن الذي يُثبت الآن ببراغي بلاتين.

الطريق نحو الحلم

تقول "أبو طير" لـ "وكالة سند للأنباء": "لم أرضَ أن تكون الإصابة عائقاً رغم الظروف الصحية والنفسية، لأكافح أمام أطفالي دون إشعارهم بالعجز والنقص".

أدركت ضيفتنا بعد إصابتها صعوبة الحصول على فرصة عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفةً "سأعمل باجتهاد على توسيع مشروعي الخاص، لتشغيل أكبر عدد ممكن من هذه الفئة التي تعاني من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة".

وأمام طريق تحقيق الحلم، بدأت "أبو طير مشوارها في مشروع تفصيل وتصميم الأزياء منذ عام 2017، حيث تلقت تدريباً لستة أشهر في مركز لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، قدمت خلاله العديد من الطلبات للزبائن، وما إن أنهت تدريبها، حتى انطلقت بمشروع "الفراشة".

تحدثنا "أسماء" أنها اتخذت اسم "الفراشة" لمشروعها؛ كونها ترمز للجمال والانطلاقة والاندفاعية في الحياة، فذوي الإعاقة يندفعون اندفاع الفراشات للوصول إلى مرادهم واندماجهم في المجتمع.

وحول التفاصيل الجميلة، تأخذ "ضيفة سند" الموديلات المختلفة وتبدأ برسمها على ورق الباترون، ثم تفرغه على القماش وتشرع بتخييطه وعرضه نهائياً وتسليمه للزبائن.

وتلفت "أبو طير" إلى أنها اختارت مجال التصميم والخياطة لتتبع شغفها، ولاعتبارها مهنة لم تجعل من الإصابة عائقاً للاستمرار بممارستها.

أما عن طموحها، تقول "أسماء" قولها بنبرة أمل، "الحياة تستحق أن نغامر فيها، آمل بامتلاك محل لعملي وليس بالإيجار –كما هو الآن-، كذلك تطوير المشروع وتزويده بالأجهزة والأدوات الحديثة، لأستضيف فيه عمالاً أكثر، خاصة من فئة ذوي الإعاقة".

تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة

وفي الحديث عن فرص أصحاب الإعاقة في الحصول على مقاعد للعمل في الوظائف الحكومية، يقول مستشار وزارة التنمية الاجتماعية وشؤون الإعاقة في قطاع غزة، ظريف الغرة، إن ما يقارب 60 شخصاً من أصحاب الإعاقة لحقوا بالوظائف الحكومية منذ أواخر العام 2021.

ويوضح "الغرة" لـ"وكالة سند للأنباء" أن فلسطين من أوائل الدول العربية التي أقرت قانوناً لذوي الإعاقة رقم 4 لعام 1999 "يضمن حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل والوظائف الحكومية وغيرها، بما لا يقل عن 5% من تعداد العاملين لأي وظيفة".

وحديثاً في قطاع غزة تم الشروع بتنفيذ القانون، ففي نهاية 2022 أقرت لجنة العمل الحكومي إجراءات توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وأصدرت لائحة توضيحية حولهم، وفق "الغرة".

ويُكمل: "هناك مراعاة لذوي الإعاقة في أي إعلان لوظيفة حكومية، فيتم معاملة المتقدم من هذه الفئة بتمييز إيجابي، حيث تشكل لجنة يعرض عليها المتقدم، ويتم التأكد من الإعاقة وهل يؤهل لهذه الوظيفة، ثم يعرض على لجنة ثم اختبار، ويتم الاختيار لاحقاً".

أما حول المشاريع الخاصة، يشير "الغرة" إلى وجود بعض المؤسسات الداعمة للمشاريع الصغيرة، كالصليب الأحمر التي تقدم 150 مشروعاً كل عام، كذلك الإغاثة الإسلامية والإغاثة التركية، فتساهم بتوفير فرص عمل لهم لإدارة مشاريعهم التي تم دعمهم بها.