فندت حركة "حماس" المزاعم التي أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" حول سلوك المقاومين الفلسطينيين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونشرت "نيويورك تايمز" تقريرا حول مزاعم اغتصاب وعنف جنسي من مقاتلي المقاومة الفلسطينية خلال عملية "طوفان الأقصى"، بعنوان "صرخات بلا كلمات": كيف استخدمت حماس العنف الجنسي كسلاح في 7 أكتوبر/تشرين الأول" للكاتب جيفري جيتلمان وآخرين.
وجدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. باسم نعيم، في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم الاحد، نفي الحركة القاطع لهذه الادعاءات.
ووصف هذه الادعاءات بأنها "جزء من المحاولة الصهيونية لشيطنة المقاومة وتبرير جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في كل مواقع تواجده".
وأضاف: "يؤسفنا القول أن أغلب وسائل الإعلام الغربية الرئيسية قد تخطت فكرة الانحياز للدعاية الصهيونية إلى التواطؤ مع هذه الدعاية من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات ضد الفلسطينيين ومقاومتهم".
ولفت إلى أن كاتب التقرير اعتمد فقط على إفادات من موظفين حكوميين إسرائيليين الذين لن يتحدثوا إلا في سياق الدعاية الرسمية الإسرائيلية وما يخدم أهداف شيطنة الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الكاتب "نقل شهادات من نساء نقلن أخبارا سمعنها عن آخرين، وكل ما ذكر لا يشير في أي حالة إلى وجود دليل واحد على قيام أي من أبناء شعبنا بهذه الأفعال المشينة".
ونبه إلى أن إدعاءات "نيويورك تايمز" تتعارض مع الشهادات التي أدلت بها كثير من النساء الإسرائيليات، واللواتي تحدثن عن المعاملة الطيبة التي تلقينها من المقاتلين الفلسطينيين يوم 7 أكتوبر.
وإضافة لذلك، فإن شهادات جميع النساء اللواتي تم احتجازهن في غزة وأفرج عنهن لاحقا، لم يذكرن إلا المعاملة الحسنة التي تلقينها ممن احتجزهن، بل وأكدن في كل شهاداتهن حرص المقاومين على حمايتهن وتوفير ما يستطيعون للتخفيف من الظروف الصعبة التي مررن بها، بل وتحدثوا عن القيم الإنسانية الراقية التي لمسوها لدى المقاومين طوال الوقت.
وقال نعيم: "إن مقاتلينا هم مقاتلو حرية وكرامة، ولا يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الأفعال المشينة، فديننا الإسلامي وقيمنا الوطنية وثقافتنا المجتمعية لا تقبل مثل هكذا أفعال مخزية".
وأضاف "إن مقاومينا الفلسطينيين في 7 أكتوبر كانت أمامهم مهمة رئيسية وواحدة، وهي الدفاع عن شعبنا أمام احتلال جائر، وكسر هذا الطوق الخانق على شعبنا في غزة والمتمثلة في فرقة غزة من الجيش الصهيوني، وهذا ما نجحوا في انجازه بكل رجولة وشرف".
وأشار إلى أن عملية "طوفان الأقصى" "لم تستمر أكثر من عدة ساعات، "انسحب بعدها أغلب المقاتلين من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وعادوا الى غزة لاستكمال مهمتهم في الدفاع عن شعبهم أمام العدوان الصهيوني الفاشي".
وأعاد التأكيد على استعداد "حماس" لاستقبال لجان تحقيق دولية في أي حادثة، "وعلى الكيان بدلا من الاستمرار في نشر الدعاية السوداء للتغطية على جرائمه أن يعلن استعداده لاستقبال لجان التحقيق الدولية أو الذهاب إلى المحاكم الدولية والأممية، إن كان يستند في روايته لأي حقائق وأدلة فعليه تثبت صحة ما يقول".
وقال إن الصحيفة أغفلت بشكل متعمد أن كل الجرائم التي ارتكبت في ليلة ويوم ٧ أكتوبر، والتي ادعت أنها بفعل المقاومين، أثبتت وسائل الإعلام الإسرائيلية لاحقا أنها كانت بفعل قوات إسرائيلية، وبشكل متعمد.
كما أغفلت شهادات حية لأسيرات فلسطينيات تؤكد تعرضهن للتحرش الجنسي اللفظي والجسدي من جنود الاحتلال، والذين يتلقون النصائح والإرشادات من الحاخام الأكبر للجيش وغيره من الحاخامات، والذين يدعون علناً لاغتصاب الفلسطينيات في غزة.
وطالب نعيم الصحيفة الأمريكية "بالاعتذار عن هذه الخطيئة المهنية، وحذف المقال فورا، والتوقف عن تبني الدعاية والأكاذيب الصهيونية، حتى تحافظ على مهنيتها وسمعتها كصحيفة دولية مرموقة ومحترمة".
