الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

يعيشون حياة بائسة في خيام رفح

بالفيديو وقف الحرب .. أمنية أطفال غزة في العام الجديد

حجم الخط
أطفال غزة.jpg
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

مع حلول العام الجديد يتفق أطفال غزة في أمنياتهم، التي تتلخص في وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، وأن يعودوا إلى منازلهم، وشوارعهم، وحاراتهم، ومدارسهم، ويتخلصوت من واقعهم البائسة، ليعيشوا حياة طبيعية مثل باقي الأطفال حول العالم.

وبين سيل الخيام في رفح جنوب قطاع غزة، يلعب الأطفال كرة القدم، بينما ينتظر آخرون تجهيز أمهاتهم القليل من الطعام على نار الحطب، ويصطف غيرهم من أصحاب الحظ العاثر دورهم لتعبئة جالونات المياه كل صباح.

ظروف معيشية قاسية

وقلبت الحرب الإسرائيلية على غزةـ وهي الأقسى في التاريخ الحديث، حياة أطفال وكبار غزة رأسا على عقب، وتسببت بقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين عن منازلهم وتركتهم فريسة للجوع والعطش والعيش في الخيام وتحت المطر ووسط أجواء باردة وموحشة خصوصا خلال ساعة ليل الشتاء الطويلة.

وأصبحت منطقة المواصي غرب رفح قبلة للمزيد من الأسر الفلسطينية المهجرة قسرا خصوصا من شمال ووسط القطاع وخان يونس، حيث تنتشر الخيام في كل مكان وسط ظروف معيشية قاسية دون كهرباء أو مياه أو صرف صحي.

نفسي أرجع دارنا

يقول الطفل وئام شبير من خان يونس وهو يمسك كرة قدم بين يديه "نفسي الحرب تنتهي وأرجع على دارنا وأرضنا ومدرستي وأشوف (أرى) أصحابي وألعب معهم".

ويضيف الطفل شبير الذي استغل مع مجموعة من الأطفال شروق الشمس صباح اليوم الثلاثاء بعد ليلة ماطرة في لعب كرة القدم لوكالة سند للأنباء "الدنية صقعة وثلج (باردة) ومش قادرين نتحمل العيش هنا".

أما الطفلة أمل عقل من مخيم جباليا شمال قطاع غزة فلخصت أمنياتها خلال العام الجديد قائلة "يجب أن تنتهي الحرب وأن نعود إلى دارنا سالمين وأن ألعب مع بنات عمي وصديقاتي في المدرسة زي ما كنا قبل الحرب".

وكانت الطفلة عقلا تنظر أن تجهز والدتها الطعام لها وأشقائها السبعة.

كابوس الحرب

وأعربت الطفلة حنان العطل من بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع عن أملها بأن "تعود إلى مدرستها وصديقتها وينتهي كابوس الحرب ".

وقال العطل بصوت مخنوق" قبل شوى عبيت (ملئت) جالونا ميت ومعنديش (لا يوجد) أخوا كبار، وأبويا ظل في غزة وما نعرف عنوا أشي ونفسي نرجع إلى بيتنا وننجمع مع والدي وأعمامي وأقاربنا من جديد".

وتسبب الحصار والنزوح والقصف الإسرائيلي المستمر على غزة في معاناة شديدة لسكان القطاع، وخاصة الأطفال.

ووفقا لتقديرات اليونيسف، يحصل الأطفال النازحون مؤخرا في جنوب قطاع غزة على ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا،

وهو أقل بكثير من الحد الأدنى- ثلاث لترات يوميا- الذي يتيح لهم البقاء أحياء.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، يقدر أن 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة هجروا، أكثر من نصفهم أطفالا، وقد نفدت إمدادات المياه والأغذية والوقود والأدوية، كما تدمرت منازل الأطفال وتشتت أسرهم.

ويعاني أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الصغار فقرا غذائيا حادا، وأكثر من ثلثي المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية.

أرقام صادمة

وقالت سيدة عرفت نفسها باسم أم محمد "نعيش وسط ظروف مأسوية ولا نستطيع الاستمرار في العيش في الخيام خصوصا في ظل الأجواء الباردة والرياح والأمطار ونقص الطعام والشراب والملابس ".

وعبرت الأم الفلسطينية لوكالة سند للأنباء عن أملها أن تعود مع أطفالها إلى منزلها في مخيم البريج وسط القطاع وأن تعيش حياة أمنة مثل باقي أسر العالم.

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيرا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، بلغ نحو 9200 طفل من بين 22 ألفا و185 شهيدا.

وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 88 يوما.

ووفق مركز الإحصاء الفلسطيني فإن حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة من قبل إسرائيل.

عجز الأونروا

وفي هذه الأثناء، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بتسليم أطفال فلسطينيين نقلهم الجيش الإسرائيلي قسرا إلى خارج قطاع غزة في شكل آخر لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وحث الأورومتوسطي في بيان له، الثلاثاء، المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته إزاء الجريمة المريعة بخطف أطفال، والتي تأتي في وقت تستمر فيه السلطات الإسرائيلية في الإخفاء القسري لمئات المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في ظروف غامضة.

وفي أماكن أخرى في وسط رفح يقضي معظم الأطفال يومهم بين اللعب في ساحات المدارس التي تحولت إلى مركز إيواء، في حين يساعد أخريين ذويهم في تلبيه الاحتياجات الحياتية اليومية من طعام وشراب.

وقال مصدر مسؤول في وكالة غوث وتشغيل الأونروا لوكالة سند للأنباء إن احتياجات الأسر النازحة وخصوصا الأطفال هائلة جدا ولا تستطيع الوكالة الدولية تلبيتها في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع.

وأضاف المصدر ذاته أن" مئات وربما الآلاف من الأسر تعيش في الشوارع أو نصبت خياما بدائية لا تحمي من البرد والمطر في مناطق مفتوحة في رفح ولم نستطع أن نقدم لها شيء في ظل ارتفاع أعداد النازحين بشكل كبير جدُا في رفح".