الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أبو منصور".. أسطورة شعبية خلّدها التاريخ الفلسطيني !

حجم الخط
نزار الفالوجي – وكالة سند للأنباء

ببسالة أسطورية كان يرسم خارطة الوطن بتضحياته وبطولاته التي تشهدها جبال الخليل، وقُرى الضفة الغربية، لم يكن لديه حلم أكبر من أن يرى وطنه قد تحرر من دنس المحتل، ظّل يُناضل ويُقارع الاحتلال الإسرائيلي ودورياته ليل نهار، إلى أن ارتقى شهيدًا في إحدى اشتباكاته البطولية شرق مدينة الخليل، إنه المناضل الشهيد سلامة منصور السواركه.

الشهيد السواركه، والمعروف حركيًا باسم "إسعيد"، تعود جذوره إلى إحدى القبائل البدوية جنوب قطاع غزة، التحق بصفو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عقب حرب 1967، وسافر من غزة إلى الخليل.

وفي حارة الشيخ، الواقعة في مدينة الخليل العتيقة، سكن أبو منصور، وتزوج إحدى بناتها، من عائلة القواسمي، ولديه خمسة الأولاد والبنات.

كان أبو منصور فقير الحال، يعمل في مهنة رعي الأغنام، ليوفر قوت يومه، وفي الوقت ذاته يقاوم الاحتلال حتى أرهق المحتل في حرب استنزاف طويلة في جبال الخليل وشعابها وأوديتها.

ولا زالت ذكريات "أبو منصور" حية في معاركه المتناثرة في منطاق الحاووز وحرايق الظاهرية ومعركة الفوار وعين ساره وعين خير الدين ووادي التفاح والكرنتينا ومعسكر المجنونه وبني نعيم.

نموذج فريد

وفي حديثٍ لـ "وكالة سند للأنباء" مع أحد رفاق الشهيد بدران جابر قال: "أبو منصور نموذج فريد أمضى أكثر من 30 شهرًا بين جبال الخليل يُقارع الاحتلال صباح مساء، وكان رفيقا للقائد عبد الرحيم جابر".

وبعد اعتقال القائد أبو جابر، أصبح أبو منصور قائدًا للمجموعات العسكرية في جبل الخليل، ولكثرة انزعاج الاحتلال منه، أعلن فيما بعد عن جائزة مقدارها 20 ألف دينار أردني لمن يُدلي بأي معلومة عن مكان تواجد أبو منصور أو تحركاته.

الشرارة الأولى

أبو منصور كان الشرارة الأولى للنضال الثوري الفلسطيني في جبل الخليل، كما قال المحرر والقائد في الجبهة الشعبية عبد العليم دعنا.

وخاض الشهيد معارك دامية مع الاحتلال سقط خلالها عشرات من جنود الاحتلال.

ويُتابع دعنا لـ "وكالة سند للأنباء": "رغم أن الشهيد كان إنسان  بسيط وراعي غنم إلا أنه كان يقود معركة ضد الاحتلال منظمة ومبرمجة وناجحة عجز عن مواجهتها جنرالات تلقوا تعليمهم في كليات الأركان العسكرية".

شهيد الجمعة

وفي صباح يوم الجمعة العاشر من تموز عام 1970 وبالقرب من منطقة بيت عنون شرقي مدينة الخليل خاض أبو منصور معركة ضاربة وغير متكافئة مع قوات الاحتلال "ضرب فيها أورع الأمثلة في النضال والمواجهة والشجاعة"، كما يصفه دعنا.

 واستشهد أبو منصور وهو يغطي انسحاب رفاقه بعد أن تمكنوا من إحداث ثغرة في الطوق الذي ضربه الاحتلال حولهم كما استشهد معه في هذه المعركة محمود مصطفى القواسمي المُلقب بـ"الضبع"، وجُرح مناضل آخر.

ابو منصور 3 (1).jpg
حارة القيادة

وهدم الاحتلال منزل الشهيد السواركه، الذي كان يقع في رأس حارة الشيخ المعروفة بـ "حارة القيادة" نظرًا لكثرة عدد المناضلين الكبِار الذين كانت تحتضنهم.

ولا زال الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد في مقبرة الأرقام حتى اليوم.

ورغم مرور سنوات طويلة على رحيل الشهيد السواركه، إلا أن بطولاته حاضرة ذكريات أهالي الخليل وخاصة في حارة الشيخ من آل القواسمي وآل الجولاني وآل الزغير، ولا تخلي جلساتهم وأحادثيهم من سيرة أبي منصور وعن معاركه وبطولاته ونضالاته المشرفة.