الساعة 00:00 م
الجمعة 18 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

المدنيون أهداف ومقارنة صادمة بالحربين العالميتين

صحيفة بريطانية تكشف: أعداد الشهداء بغزة أكبر من المعلن

حجم الخط
مجازر في قطاع غزة.jpg
لندن - وكالة سند للأنباء

خلص تحقيق أجرته صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المعلنة من وزارة الصحة الفلسطينية، هي أقل من العدد الفعلي.

وكشفت الصحيفة أن عدد الضحايا المدنيين في غزة مهول مقارنة بما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وقالت الصحيفة: تستمر أعداد القتلى المذهلة في غزة في الارتفاع بمعدل مذهل، ولكن مع قصف إسرائيل للقطاع على نطاق غير مسبوق، أصبح إحصاء شهداء الحرب صراع يومي.

وتصدر وزارة الصحة في غزة بانتظام إحصاءات حول عدد الضحايا، وقد ارتفع عدد الشهداء حسب آخر تحديث مساء الجمعة، إلى 24,762 شهيد و62108 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي. 

تشكيك إسرائيلي مردود

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تشكيك إسرائيل في أعداد الضحايا بغزة، بدعوى إدارة وزارة الصحة من حكومة حماس، لذلك تذكر وسائل الإعلام الدولية أن الإحصاءات مرفقة بإشارة أنها من حماس.

ووفق الإندبندنت؛ فإن الباحثين الذين حللوا الأرقام يقولون إنه من غير المرجح أن يتم تضخيمها، ويشيرون إلى أنها تقديرات متحفظة.

العدد الحالي أقل من الفعلي

ونقلت عن زينة جمال الدين، الباحثة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي قولها: "من المحتمل جدًا أن يكون العدد الحالي للشهداء القادمة من وزارة الصحة أقل بكثير من العدد الفعلي".

شاركت جمال الدين في تأليف دراسة نشرت في مجلة لانسيت استنادا إلى أرقام وزارة الصحة اعتبارا من أكتوبر، والتي أدرجت 7028 شخصا استشهدوا في ذلك الشهر، بما في ذلك بطاقات الهوية والأسماء والعمر والجنس.

ووجدت الدراسة أن القائمة سليمة، قائلة: "يشير تحليلنا البسيط إلى ارتفاع معدل الوفيات بين مجموعات سكان غزة التي من المرجح أن تكون مدنية إلى حد كبير، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والرعاية الصحية، مما يشير إلى عدد كبير من الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هذه الفترة".

وأشارت إلى أن تقييمات بيانات الوفيات الناجمة عن الصراعات الماضية "أظهرت دقتها".

نظام متطور ودقيق

وقالت جمال الدين إن نظام الإبلاغ عن الوفيات (الشهداء) في غزة متطور وصارم، حيث تقوم وزارة الصحة بإحصاء أولئك الذين يصلون إلى المستشفيات أو المشارح فقط.

ولا يشمل عدد الشهداء الأشخاص الذين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض – ويُعتقد أن عددهم يزيد عن 7000 شخص – أو أولئك المدفونين في منازلهم أو في مقابر جماعية.

وقد تعرقلت الجهود المبذولة لتجميع أرقام الضحايا بسبب إغلاق المستشفيات في جميع أنحاء غزة واسشتهاد مئات الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الصحة، فضلا عن انقطاع الاتصالات.

وأضافت جمال الدين: "عندما تعرضت المستشفيات للهجوم، أصبح من الصعب أكثر فأكثر الإبلاغ عن عدد الوفيات، ولم تتمكن وزارة الصحة من نشر هذه البيانات لفترة من الوقت".

تحليل كلية لندن للصحة

وكان تحليل كلية لندن للصحة والطب الصحي واحداً من عدة دراسات أجريت منذ تشرين الأول/أكتوبر حول أعداد الضحايا التي نشرتها وزارة الصحة، والتي توصلت إلى استنتاجات مماثلة مفادها أن البيانات موثوقة وأن معظم الوفيات في غزة هم من النساء والأطفال، أي حوالي 70 بالمائة.

وقال علماء في كلية بلومبرج للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة في دراستهم التي نشرت في مجلة لانسيت الشهر الماضي: إن الاتصالات وتقارير الوفيات من وزارة الصحة في قطاع غزة انهارت في 10 نوفمبر نتيجة الهجمات.

وكان ذلك في الوقت الذي سيطرت فيه القوات الإسرائيلية على مستشفى الشفاء في شمال غزة، حيث يقع مركز جمع البيانات الرئيسي التابع لوزارة الصحة.

وقال مسؤول فلسطيني: إن من بين المسؤولين الأربعة الذين يديرون مركز بيانات الشفاء استشهد أحدهم في غارة جوية أصابت المستشفى بينما فُقد الثلاثة الآخرون عندما استولت القوات الإسرائيلية على المشفى.

أفاد خبراء في جون هوبكنز أنه "خلال هذه الفترة، ربما لم يتم الإبلاغ عن عدد الشهداء من وزارة الصحة في غزة بسبب انخفاض القدرة".

المرصد الأورومتوسطي

ونقلت الصحيفة، عن رامي عبده، مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، قوله: إن منظمته تعمل مع 42 باحثًا على الأرض في غزة ينسقون مع وكالات مختلفة، بما في ذلك وزارة الصحة، بالإضافة إلى العائلات وقادة المجتمع "للتأكد من دقة المعلومات". 

ووفقاً لتحليل الأورومتوسطي للإحصاءات التي قدمتها وزارة الصحة والأرقام الخاصة به، فقد استشهد ما يقدر بنحو 32246 فلسطينياً حتى يوم الجمعة.

وقالت المنظمة إن 92% من هؤلاء مدنيون، بينهم 12660 طفلاً، و6860 امرأة، و301 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، و41 من أفراد الدفاع المدني، و115 صحفياً.

وأصيب 62634 شخصا آخرين، وفقا لأحدث أرقام المجموعة.

وقال عبده: إن عدد الشهداء يشمل أولئك المحاصرين تحت الأنقاض، بناءً على معايير تأكيد المعلومات من قبل مصدرين على الأقل وأن الضحايا ظلوا تحت الأنقاض لمدة 14 يومًا.

وأضاف: "هذا يعني أن احتمال بقائهم على قيد الحياة هو صفر"، مضيفاً أن 23 فرداً من عائلته كانوا من بينهم.

ويعتقد عبده أن العدد الحقيقي للضحايا أعلى من تقديرات الأورومتوسطية البالغة 32246، بالنظر إلى مئات الجثث المدفونة لأشخاص مجهولين.

وقال: "لقد وثقنا 125 مقبرة جماعية منتشرة في أنحاء قطاع غزة". “يمكنك العثور عليهم في الشوارع والمدارس والحدائق وقاعات الأفراح والمستشفيات.

وأشار إلى أن وزارة الصحة في غزة لم تسجل أي شخص في المنطقة الشمالية منذ الهجوم على مستشفى الشفاء، منبها إلى أن ابن عمه دفن في منزله لأنه ببساطة لم يتمكن من الوصول إلى المستشفى في الشمال”.

مقارنات صادمة 

وقارن ليث أبو رداد، أستاذ سياسات وأبحاث الرعاية الصحية في كلية طب وايل كورنيل في قطر، معدلات الوفيات في الصراع الحالي مع معدلات الوفيات في الحروب السابقة في الأعوام 2008 و2012 و2014 و2021.

وقال البروفيسور أبو رداد إن دراسته مع العلماء في الدوحة وجدت أن عدد الشهداء المدنيين "يزداد سوءا مع كل صراع".

وقال: "حتى قبل صراع 2023، رأينا أن هناك تأثيرًا أكبر وأعلى على المدنيين، وهذا يشير إلى أن عتبة الخسائر المدنية المقبولة كانت تتغير بمرور الوقت".

ويؤكد البروفيسور أبو رداد فإن المدنيين كانوا دفاً للحرب وليس أضراراً جانبية".

دلالات حجم الكارثة

وللتدليل على حجم الكارثة التي ألمت بالمدنيين، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في الحرب العالمية الأولى، التي حدثت في وقت مختلف تمامًا عن الوقت الحالي حيث لدينا قنابل موجهة بدقة وتقدم تكنولوجي هائل، كانت الوفيات بين المدنيين مساوية تقريبًا للوفيات العسكرية.

أما "في الحرب العالمية الثانية، التي شهدت المزيد من الفظائع التي وقعت فيها الإبادة الجماعية، بما في ذلك الهولوكوست، كانت الوفيات بين المدنيين ضعف الوفيات العسكرية".

وقال الباحثون إن الدافع الرئيسي وراء دراساتهم جاء من تعليقات الرئيس الأمريكي جو بايدن في 25 أكتوبر، عندما شكك في صحة أرقام وزارة الصحة. وقال: “ليس لدي ثقة في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون”.

وعلى الرغم من تصريحات بايدن، كشف تحقيق أجرته صحيفة "هافينغتون بوست" أن وزارة الخارجية الأمريكية استخدمت أرقام وزارة الصحة في تقاريرها الخاصة عن غزة.

تاريخيًا، حظيت بيانات وزارة الصحة بثقة المنظمات الدولية بشكل عام، بما في ذلك في إسرائيل. 

وقال باحثون في جون هوبكنز إنه في الصراعات السابقة، كانت التناقضات بين بيانات وزارة الصحة وأرقام الأمم المتحدة المستقلة تتراوح بين 1.5 في المائة و3.8 في المائة فقط.

وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن سكان غزة يشكلون الآن 80% من جميع الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو الجوع الكارثي في جميع أنحاء العالم، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الناس معرضون لخطر الإصابة بأمراض فتاكة.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن حملة القصف الإسرائيلية أدت إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، مع اضطرار 85 في المائة من فلسطينيي القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى الفرار من منازلهم.