الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو مأساة تحولت إلى إبداع.. رحلة أسيل نسمان من غزة إلى الحدود المصرية

حجم الخط
Opera Snapshot_2024-03-18_103935_snd.ps.png
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

على وقع هدير الرياح وصدى القصف، تختزن خيمة صغيرة في رفح قرب الحدود المصرية مشاهد لحكاية استثنائية، تحمل في طياتها قصة شابة فلسطينية تدعى أسيل نسمان، والتي تمكنت من تحويل مأساتها إلى إبداع فني ملهم.

تعيش نسمان (21 عاما) تحت قمة السماء وتتجاوز الصعوبات بقلمها وفرشاتها، لتروي للعالم قصص الموت والدمار في غزة.

ونزحت نسمان مع عائلتها مثل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من جحيم الحرب والأحزمة النارية في غزة قبل أربعة أشهر، تاركة خلفها ذكريات وأصدقاء، لكنها لم تجد سوى خيمة تؤويها مع عائلتها المكونة من سبعة أفراد.

في خيمتها، وجدت نسمان ضالتها في الرسم. بدأت ترسم مشاهد من مآسي الحرب، تعبيرًا عن مشاعرها وأفكارها.

وتقول نسمان في مقابلة مع مراسل "وكالة سند للأنباء": "أرسم ما أراه من حولي، من حزن وألم وخوف. أريد أن أوصل للعالم رسالة عن معاناة الشعب الفلسطيني."

وتضيف: "الرسم هو حياتي، عشرات الرسومات وأرشيفي ومكتبي وحجرتي الجميلة دمرت في غمضة عين. الحمد لله نجونا ونزحنا أكثر من مرة".

وتابعت: "بعد تدمير شقتنا بأبراج المخابرات عشت 100 يوم في ترحال وألم وخوف وترقب دائم، لكن عندما وصلت إلى رفح حيث الحدود هنا، بدأت أعود لحياتي مع الرسم".

وحملت أحد رسوماتها مشهدا لأب يطعم ابنه حشائش القريص مع تفشي المجاعة في مدينة غزة وشمال القطاع. وفي لوحة ثانية، رسمت نسمات أب يصرخ تحت المطر وهو يحمل طفله الذي استشهد في غارة إسرائيلية على غزة.

كما رسمت شقيقتها الصغرى وهي ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز وسط سيل من خيام النازحين على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر.

وفي رسومات أخرى تسلط نسمان الضوء على الأسرة الفلسطينية وهي على مائدة إفطار شهر رمضان بين الماضي والحاضر.

وقالت والدت نسمان إن ما عاشته أسرتها في رحلة النزوح من غزة إلى النصيرات وخان يونس ثم رفح كانت "قاسية ومروعة".

وأضافت: "أسيل لأول مرة تتوقف عن الرسم لمدة ثلاثة أشهر. وبالصدفة وجدت أدوات أثناء وجودنا في رفح أدوات رسم أطفال وأخدتها (أسيل) كبدائل، وبدأت ترسم لوحات جديدة عن مشاهد الوجع والألم والحرب في غزة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى اليوم الإثنين، 31 ألفا و726 شهيدا و73 ألفا و792 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعدادا كبيرة للنزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

مع حلول شهر رمضان المبارك، تفتقد عائلة نسمان الأجواء الأسرية. تقول أسيل: "أفتقد مائدة رمضان في غزة، وجلسات العائلة والأصدقاء. لكنني أحاول أن أصنع جوًا رمضانيًا هنا في الخيمة، مع من حولي من النازحين."

تُحضر أسيل سفرة إفطار بسيطة، تتكون من بعض التمور والمعلبات والخبز. وتقول: "تختلف سفرة إفطار رمضان اليوم عن الماضي. في غزة، كنا نجتمع على مائدة واحدة في رمضان، نتشارك الأطباق الشهية ونفرح بوجود العائلة والأقرباء والأصدقاء".

وتضيف "لكننا هنا نكتفي بما هو متاح."