الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

اجتياح مجمع الشفاء .. القصة كاملة ترويها ناجيات من الموت

حجم الخط
نزوح.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

من بين جنازير الدبابات وتحت رصاص المسيّرات، أجبرت قوات الاحتلال مئات النساء والأطفال على النزوح من مجمع الشفاء الطبي بعدما اجتاحته فجأة فجر الاثنين الماضي.

بمرارة، تتذكر الفلسطينية أم أحمد بخيت، تفاصيل كيف استيقظت مع آلاف في ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين قبل الماضي، على صوت القصف والقذائف والأعيرة النارية في كل مكان، ليتبين بعد ذلك أنها عملية استهداف من قوات الاحتلال لمشفى الشفاء الطبي، الذي يأوي بين جنباته المرضى والمصابين والمئات من النازحين.

3 أيام من الحصار

تروي أم أحمد -وهي نازحة من منطقة الكرامة إلى مشفى الشفاء بعدما هدم الاحتلال بيتها مطلع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- لوكالة سند للأنباء ما حدث، قائلة: "كنا نيام في مشفى الشفاء الذي ظننا أنه مكان آمن خاصة أنه سبق ان اجتاحه الاحتلال ودمر فيه ما دمر، هربا من الحرب اللعينة، واستيقظنا الساعة الثانية والنصف على صوت طائرات مروحية يبدو أنها كانت تقوم بعملية إنزال جوي لجنود الاحتلال".

وأضافت: تبع ذلك صوت قذائف الدبابات ورصاص المسيرات ومن ثم صوت ينادي عبر مكبرات الصوت بعدم الاقتراب من الشبابيك والأبواب وأنهم جاؤوا لعملية خاطفة.

وتتتابع بألم يعتصر قلبها على ما مرت به: "تجمع كل من في مبنى الجراحة التخصصي على سلم الطابق الأول، لمدة 48 ساعة ويزيد دون طعام أو شراب، أو أي شيء ينهي صيامنا أو نبدأ به صيامنا التالي".

ساعات عن سنوات

وتصف تلك الساعات بأنها سنوات، وتقول: "عشنا تلك الساعات في رعب وخوف وكأنها سنوات، نتيجة للتعذيب النفسي الذي مورس علينا، فقد استهدف الاحتلال الطابق العلوي للمبنى ونحن بداخله، وأخذوا ينادون عبر مكبرات الصوت من هم فوق سن 13 عاما يخرج ويسلم نفسه، تبعه صوت آخر من هم فوق 16 سنة يسلم نفسه.

وتابعت: هكذا حتى بقيت النساء والأطفال فطلبوا منا تجهيز شيئا بسيطا من حاجياتنا وانتظار أمر الخروج، تبعه صوت آخر تجهيز حقيبة صغيره وإن كانت كبيرة يتم استهداف صاحبها، وهكذا حتى جاء أمر خروجنا تاركين أدويتنا وأموالنا وملابسنا وأمتعتنا خلفنا".

وتابعت والدموع في عينيها من هول ما حدث لها: "عندما خرجنا، كنا في طابور فيه الأطفال يبكون والنساء يتألمون والمسنين يكادون يسقطون من التعب والألم، فلم يدخل رمقهم أي طعام أو شراب منذ ثلاثة أيام، وما إن رآنا الجنود في ساحة المشفى المدمر عن بكرة أبيه، حتى شرعوا بسيل من الشتائم والألفاظ النابية وكلمات السخرية والاستهزاء مما نحن فيه، ومن ثم أحضروا عددا من الرجال بعدما أجبروهم على خلع ملابسهم وأجلسوهم أمامنا في مشهد مذل ومهين لنا ولرجالنا".

وأوضحت أنهم أجبروا على السير من بين المجنزرات والدبابات ورصاص المسيرات فوق رؤوسهم لا يستطيعون الالتفات أو الاطمئنان على بعضهم.

وقالت: "وصلنا دوار الأنصار وإذا باشتباكات شديدة هناك دفعتنا ومن معنا للدخول في أحد الشوارع واتجهنا جميعنا إلى الناحية الشرقية".

وأضافت: "مشينا في طرق وعرة ومرتفعة، وقعنا في حفر، غاصت أقدامنا في المياه العادمة، حتى وصلنا إلى مأوى للنازحين نفترش الأرض ونلتحف السماء بعدما خرجنا من الموت".

دبابة حاولت دهسي

أما الطفلة ريتاج بخيت 10سنوات، فتصف ما حدث بالمخيف والمرعب: "استيقظت على صوت قذائف الدبابات، وإطلاق نار شديد منعني من إكمال نومي يرافقه صوت مناداة قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت: المكان محاصر من يخرج نطلق النار عليه، حتى سمحوا لنا بالخروج بعد ثلاثة أيام والسير باتجاه الجنوب والدبابات ترافقنا حتى كادت إحداها تدهسني لولا عناية الله".

أيام القهر

منى التتر التي تعاني من آلام في قدمها ولا تستطيع السير عليها، تروي ما حدث معها قائلة: "بعد أيام من القهر والذل واعتقال أخي وابنه وابن أخي المصاب بكسور في الحوض واليد، من داخل المجمع الطبي، أجبرنا الاحتلال على الخروج من المشفى والسير باتجاه البحر وأثناء ذلك تعبت أختي المريضة فطلبت من أحد الشباب مساعدتها في حمل حقيبتها وبعدما سرنا قليلا إذا بأحد الجنود يطلب منه إعادة الحقيبة فأخذتها وهي تبكي من شدة الألم دون أي رحمة أو شفقة على حالها".

وتواصل قوات الاحتلال منذ 18 مارس/آذار الجاري عمليتها العسكرية في مجمع الشفاء الطبي الذي اجتاحته فجأة، وأعدمت حتى الآن نحو 200 مواطن واعتقلت 600 آخرين، ولا تزال تحتجز مرضى ومصابين وطواقم طبية في أحد مباني المشافي الذي دمرت مجددًا العديد من مبانيه المتبقية والمنازل المحيطة به.