الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

عمّه تحدث لـ "سند"..

خاص نجا مسبقًا من القصف.. صندوق مساعدات يقتل الطفل زين عروق بغزة

حجم الخط
الطفل الشهيد زين عروق.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

للموت على أرض غزة التي تتعرض لأشرس حربٍ إسرائيلية منذ عقود، أوجه متعددة؛ بحثًا عن "لقمة عيشٍ لا تصل، وإن وصلت فهي مغمّسة بالدم"، فهذا الطفل زين محمود عروق ابن الـ 13 ربيعًا، استشهد فجر اليوم الأحد، نتيجة عمليات إنزال خاطئة للمساعدات من الطائرات.

يقول عمّه عبد الرحيم عروق في مقابلة مع "وكالة سند للأنباء" إنّ ابن شقيقه أُصيب أمس السبت بجراحٍ خطيرة إثر سقوط صندوق مساعدات "الباراشوت" عليه مباشرة، بعدما ألقته طائرات من الجو، على منطقة المخابرات بمدينة غزة.

"زين" هذا الطفل الذي نجا من القصف الإسرائيلي بأعجوبة قبل شهور، تقتله اليوم المساعدات الإغاثية القادمة من الجو ليكون شاهدًا حيًا على مأساة الغزيين، يُضيف عمّه: "قُصف منزل العائلة الكبير على رؤوس ساكنيه في حي الشيخ رضوان في ديسمبر/ كانون أول الفائت، واستشهد 21 شخصًا بينهم جدته وأعمامه، فيما نجا زين ووالديه، بعد إخراجهم من تحت الأنقاض".

ومنذ تلك اللحظة عانى "زين" من ويلات ومرارة النزوح أكثر من مرة برفقة والديه وشقيقيه، متنقلًا بين منازل أقاربه في مدينة غزة التي لم يسلم أي شبرٍ منها من قصف الاحتلال وتغوله، كما عاش مع 700 ألف فلسطيني في شمال القطاع المحاصر، ظروفًا غاية في القسوة بسبب انتشار المجاعة.

ويشير عمّه عبد الرحيم عروق، إلى أنّ المجاعة بكل مراحلها دفعت عائلة "زين" لخبز أعلاف الحيوانات مع غياب الطحين، وطبخ النباتات البرية وحشائش الأرض، وفي أحيانٍ كثيرة لم تجد ما يسد رمقهم؛ في ظل انعدام الإمدادات الغذائية، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال.

اضطر الطفل "زين" مرارًا الذهاب إلى أماكن توزيع المساعدات جوًا وبرًا؛ بحثًا عن لقمة عيش مغموسة بالدم لعائلته، ونجا بأعجوبة من الموت أكثر من مرة.

يُحدثنا عمّه: "آخرها كان في أوائل شهر رمضان، عندما سقطت المساعدات في بركة الشيخ رضوان وهي مياه عادمة راكدة(..) خاطر بنفسه ونزل إلى البركة ليحصل أخيرًا على وجبتي طعام يسد فيهما رمق عائلته".

وينقل عن والدته أنّ "زين اشترى قبل إصابته بيوم بمصروفه الشخصي بيض بعدما انخفضت أسعاره في أسواق الشمال، كان سعيدًا لأنه حظي أخيرًا بالبيض بعد انقطاع لشهور طويلة، لكنه استشهد قبل أن يقضى نفسه من الأكلة التي يُحبها".

ويختم: "حرب جنونية بكل المقاييس، نموت فيها قصفًا بالصواريخ وقذائف الدبابات، وقنصًا برصاص الطائرات المسيّرة أو القناصة الذين يعتلون البنايات العالية، ومنذ أن حوصرنا صار هناك أسبابًا جديدة للموت في غزة إما جوعًا، أو في طريق بحثهم عن لقمة العيش".

يُذكر أن عددًا من الشهداء ارتقوا في عدة حوادث متفرقة سابقًا إثر سقوط صناديق المساعدات عليهم نتيجة عدم فتح المظلات التي تحملها، ومنهم من استشهد غرقًا أثناء محاولته الوصول إلى صناديق المساعدات التي أخطأت طريقها وسقطت في بحر غزة.