في خطوة تضامنية عبّرت عن الالتفاف الشعبي والتضامن الواسع مع أهالي الشهداء والمقاومين والأسرى، تمكنت حملة "إكرام الكرام" في بلدة دير الغصون شمال طولكرم من جمع نحو 55% من تكلفة بناء البناية المهدمة في البلدة، خلال عدة ساعات فقط.
وأطلق أهالي بلدة دير الغصون حملة "إكرام الكرام"، بهدف إعادة إنشاء البناية التي هدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 4 مايو/ أيار الجاري، خلال استهدافها عددًا من مقاومي كتائب الشهيد عز الدين القسام كانوا قد تحصنوا داخلها.
بدوره، أوضح المنسق الإعلامي للحملة أحمد الدرك، أن الحملة تمكنت خلال الساعات الأولى من جمع ما يقرب من 55% من تكلفة بناء وتجهيز البناية بالكامل.
وأضاف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "تنقسم الحملة لقسمين: الأول بإكرام الكرام من أهالي الشهداء والأسرى الذين هدمت منازلهم، ومساعدتهم من خلال التبرعات المالية التي يقدمها المواطنون من دير الغصون بشكل خاص وطولكرم بشكل عام".
أما الجزء الثاني من الحملة، فيشير ضيفنا إلى أنه يتمثل بالـ "الجمع الوطني، وهو أن نجمع أكبر عدد ممكن من الأهالي لمؤازرة أهالي الشهداء حتى نوصل رسالة لهم أنهم ليسو وحدهم، فالأشخاص الذين لم يستطيعوا تقديم دعم مادي استطاعوا تقديم الدعم المعنوي لهذه العائلات"، واصفًا إقبال المواطنين على الحملة بأنه كان رائعًا.
وبيّن الدرك، أن النشاط الذي شهدته القرية الأسبوع الماضي لجمع التبرعات، كان انطلاقًا لسلسلة من الأنشطة التي ستقام تحت حملة "إكرام الكرام"، سواء في دير الغصون أو خارج حدود الضفة الغربية من خلال جمع التبرعات من المغتربين.
وتابع: "استطعنا جمع 150 ألف شيكل نقدًا، وما يقارب من 60 ألف شيكل بشكل عيني في الساعات الثلاث الأولى، هناك من وضع مغلفا كتب فيه تبرع بالحديد أو الباطون، أو إيجار عامل أو ألمنيوم وخشب وما إلى ذلك من تبرعات عينية".
وأوضح، أنه تم جمع ما يقارب من 55 % من تكلفة البناء، وقال: "سنبني عمارة من طابقين، كل طابق شقتان، لإيواء 4 أسر، علمًا أن تكلفة بناء هذه البناية يقدر ب 800 ألف شيكل، لتكون مجهزة بشكل كامل".
ووصف "الدرك" الفكرة بأنها "ناجحة"، مشيرًا إلى أن الهدف منها كان "انطلاق نواة لهذه الأفكار خارج حدود طولكرم، لنستطيع إسناد أي أسرة تعرض منزلها للهدم، ونوصل رسالة بأن هذه الأسر ليسوا لوحدهم".
وأشار أن الحملة تهدف لتوفير كافة مستلزمات العائلات التي تم تهجيرها من البيت وهدمه حيث خرج أفرادها بملابسهم التي يرتدوها فقط، مؤكدًا: "سنعمل على بناء المنازل وتأثيثها وتوفير كافة احتياجاتهم الشخصية".
ووجّه المنسق الإعلامي لحملة "إكرام الكرام" رسالته بالقول: "قلوبنا مع أهالي الأسرى والرحمة لشهدائنا"، مضيفًا: "الأهالي كانوا على مستوى التحدي، وأثبتوا أنهم في المحن يمكن الاعتماد عليهم، فرغم الوضع الاقتصادي السيء إلا أننا استطعنا أن نحقق إنجازًا كبيرًا جدًا، والشكر لكل من ساعدنا ودعمنا ماديا ومعنويا".
وكانت الجرافات الإسرائيلية قد هدمت في الرابع من الشهر الماضي منزلاً لجأت إليه خلية تابعة لكتائب القسام في بلدة دير الغصون، قبل أن يتم الإعلان عن اعتقال شخص واستشهاد 5 مقاومين بعد اشتباك مسلح استمر لأكثر من 15 ساعة، رفض خلالها المقاومون تسليم أنفسهم.
والشهداء هم: تامر رأفت عبد الرحمن فقها (32 عاماً)، علاء أديب عبد الجابر شريتح (45 عاماً)، أسال بشير توفيق بدران (42 عاماً)، عدنان تيسير كامل سمارة (40 عاماً)، تم احتجاز جثامينهم، فيما نقلت طواقم الإسعاف شهيدًا خامسًا مجهول الهوية.