الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

إندبندنت: بايدن تسبب بمجاعة في شمال غزة

حجم الخط
مجاعة شمال غزة
لندن - وكالات

كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، استنادًا إلى وثائق مسربة وشهادات من مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، عن دور إدارة الرئيس جو بايدن في التسبب بمجاعة كارثية في شمال قطاع غزة، وهي أزمة إنسانية كان يمكن تفاديها بالكامل.

وأفادت الصحيفة في تقريرها وتابعته "وكالة سند للأنباء"، بأن جو بايدن وإدارته متهمون بالتواطؤ في تمكين حدوث مجاعة مدمرة في غزة، نتيجة لتجاهلهم المتعمد للتحذيرات المتكررة الصادرة عن خبرائهم ووكالات الإغاثة، وفشلهم في اتخاذ الإجراءات الكافية لمنع الكارثة.

وقالت، إن المقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووزارة الخارجية، ووكالات المعونة في غزة، بالإضافة إلى وثائق داخلية للوكالة، كشفت أن الإدارة الأمريكية رفضت أو تجاهلت الدعوات المتكررة لاستخدام نفوذها لإقناع حليفتها "إسرائيل"، المستفيدة من مليارات الدولارات من الدعم العسكري الأمريكي، بالسماح بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة لوقف المجاعة.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين السابقين قولهم؛ إن الولايات المتحدة قدمت أيضًا غطاء دبلوماسيًّا ‏لـ "إسرائيل"، لتهيئة الظروف للمجاعة من خلال عرقلة الجهود الدولية؛ للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو ‏تخفيف الأزمة، مما يجعل تسليم المساعدات شبه مستحيل.‏

وصرح جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي استقال احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة للحرب، لصحيفة الإندبندنت: "هذا لا يعني فقط التغاضي عن المجاعة التي تسببها أفعال البشر لشعب بأكمله، بل هو تواطؤ مباشر ومتعمد".

وحتى بداية نيسان/ أبريل الماضي، استشهد ما لا يقل عن 32 شخصا، منهم 28 طفلا، بسبب سوء التغذية ‏والجفاف في غزة، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش. وكان من الممكن منع وفاة هؤلاء الأطفال، ومن ‏المحتمل أن يموت كثيرون آخرون في المستقبل، لو كان رد فعل الرئيس بايدن أكثر قوة على المخاوف ‏المشتركة علنا وبشكل خاص.‏

وأوردت الصحيفة تصريحات المسؤولين التي أشارت إلى أنه منذ ظهور أولى علامات التحذير في كانون الأول/ ديسمبر، كان بالإمكان أن يؤدي الضغط الكبير من الولايات المتحدة على إسرائيل إلى فتح المزيد من المعابر البرية وتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، مما كان يمكن أن يمنع تفاقم الأزمة. ومع ذلك، رفض جو بايدن فرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لـ "إسرائيل".

وكشفت الصحيفة عن أن حكومة بايدن لم تتبع سوى حلول مساعدة جديدة وغير فعالة، مثل الإنزال الجوي والرصيف العائم، بدلاً من اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي للأزمة. وفي الوقت الحالي، يعاني حوالي 300 ألف شخص في شمال غزة من مجاعة "شاملة"، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، بينما يواجه سكان غزة بأكملها، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مستويات كارثية من الجوع.

وأكدت الصحيفة بأن مستوى المعارضة داخل الوكالة الحكومية الأمريكية المسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية المدنية ومكافحة الجوع العالمي، يعتبر غير مسبوق.

وذكرت الصحيفة أنه تم إرسال ما لا يقل عن 19 مذكرة معارضة داخلية منذ بداية الحرب من قبل العاملين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تنتقد الدعم الأمريكي للحرب في غزة.

وفي مذكرة معارضة جماعية داخلية صاغها هذا الشهر عدد من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، انتقد الموظفون بشدة الوكالة وإدارة بايدن، ملقين اللوم عليهما بسبب فشلها في تحقيق المبادئ الإنسانية الدولية وعدم التزامها بالتفويض المُكلَّف لها بإنقاذ الأرواح.

وطالبت مسودة المذكرة المسربة، التي حصلت عليها صحيفة "الإندبندنت"، الإدارة بمزيد من الضغط لإنهاء الحصار الإسرائيلي، الذي يُزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية ويُسهم في حدوث المجاعة.

وقدمت الصحيفة تصريحًا صادمًا لجيريمي كونينديك، مسؤول سابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الذي كان له دور بارز في منع المجاعات في اليمن وجنوب السودان، قال فيه إن "الولايات المتحدة لعبت دورًا فاعلًا بتقديم الدعم العسكري والدبلوماسي الذي ساهم في تفاقم المأساة الإنسانية في غزة".

وتوضح الصحيفة في هذا التحقيق سلسلة فشل متكررة لإدارة بايدن في التصرف بحزم، رغم وجود تحذيرات متكررة عن اقتراب مجاعة محتملة، ويظل هذا النقص في الاستجابة مستمرًا حتى يومنا هذا.

وتتواصل الحرب الإسرائيلية الشرسة، برعاية ودعم أمريكي، لليوم الـ 227 على التوالي، مخلفة 35 ألفًا و173 شهيدًا، بالإضافة لـ 97 ألفًا و61 مصابًا؛ منذ الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الماضي.