الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"التطبيب عن بعد"..

تجارب طبية جديدة في ظل حرب الإبادة على غزة لا تخلو من التحديات

حجم الخط
التطبيب عن بعد.jpg
غزة- هداية عصمت حسنين - وكالة سند للأنباء

مع زيادة انتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 9 أشهر، تتنامى الحاجة لتقديم الخدمات والاستشارات الطبية لأهالي القطاع، وفي الوقت نفسه نقف أمام تكدس المرضى بمراكز الرعاية الأولية رغم قلتها، ومعاناة الواقع الصحي عموما، لتبرز الحاجة لخطوة مساندة تعين على تقديم الخدمات الطبية لأهالي القطاع فكان اللجوء بمبادرات فردية ومؤسسية تحمل شعار "التطبيب عن بعد".

في هذا التقرير ترصد "وكالة سند للأنباء" نماذج حية تستثمر نظام تقديم الاستشارات الطبية عن بُعد بقطاع غزة، عن آلية تطبيقها، وكيف يبدو التفاعل معها، وماذا عن التحديات التي تواجهها؟

"مبادرة فردية"..

منذ قرابة شهرين، يستقبل الطبيب ماجد الطباع عبر حسابه على "واتساب" و"تيليغرام" عشرات الاستشارات الطبية من أهالي قطاع غزة في اختصاصه "الأمراض الجلدية والتجميل"، وعلى مدار الساعة بلا أي مقابل، وذلك بعد إعلانه عن مبادرته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعداده لتقديم الخدمة والاستشارة الطبية.

وفي سؤالنا للطبيب "الطباع" عن آلية تقديمه للاستشارات الطبية يجيب "يرسل لي المرضى شكواهم الصحية، وأتواصل معهم ويرسلون لي صورا إن احتجنا ذلك لتوثق حالتهم المرضية فأتمكن من تشخصيها جيدا وتوصيف العلاج المناسب للمريض، مضيفا أنه في بعض الأحيان يتواصل مع بعض المراكز الصحية والصيادلة من الأصدقاء والمعارف في مختلف مناطق قطاع غزة لتوفير العلاج المطلوب لبعض الحالات قدر المستطاع.

ويشرح "الطباع" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن المشكلات الجلدية التي يتلقاها مثل: حروق الشمس، و"الأكزيميا"، "الصدفية"، و"الثعلبة"، والحساسية... وغيرها، تتضاعف بشكل كبير في هذه الحرب؛ نتيجة الاضطراب والخوف وحياة النزوح والخيام وظروف المعيشة الصعبة.

وعن تفاعل الغزيين مع هذه الفكرة يقول "الطباع": "ببداية الأمر كنت أتلقى استشارتين أو 3 باليوم، ولكن بعد شهر من مبادرتي أصبحت أتلقى أكثر من 40 استشارة باليوم، وأصبحت بالكاد أن أستطيع ملاحقة التواصل مع كل الحالات بالوقت نفسه فأرتب الردود والتواصل والتشخيص والمتابعة تبعا لورود الحالات.

440763169_983572947105261_4274755667341586834_n.jpg
 

"نموذج أوسع"..

وعلى نظام أوسع ومؤسسي أكثر من مجرد مبادرة فردية لتطبيق "التطبيب عن بُعد" بقطاع غزة، تتحدث إيناس حمدان مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن خدمة الاستشارة الطبية التي تقدمها الوكالة، موضحة أنها تضم أكثر من 50 طبيبا بمختلف التخصصات الصحية.

وعن هدف إطلاق "أونروا" المبادرة تقول "حمدان" إنها تأتي لتسهيل وصول الخدمات الطبية لأكبر عدد ممكن من النازحين والمدنيين عموما، في ظل انهيار المنظومة الطبية بالقطاع وخروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة، وتكدس المرضى داخل مراكز الرعاية الأولية بما فيها "أونروا".

وتكمل حمدان " كل الظروف السابقة تضاعف التحديات أمام تقديم الرعاية الصحية للجميع وجاهيا فكان "التطبيب عن بعد" كإسناد ودعم طبي.

وحول تخصصات الأطباء الذين يقدمون خدمة التطبيب عن بعد، فإنها تشمل "الجراحة، والأعصاب، والنساء والتوليد، والباطنة، والقلب، والأطفال، والعلاج الطبيعي، والطب النفسي"، وفقا لـ "حمدان".

441959926_775293434746852_4461907907662584636_n.jpg
 

وتشرح "حمدان" آلية عمل الوكالة بالتطبيب عن بعد، فالنظام يشمل تشخيص الأمراض وإعطاء الإرشادات الطبية من خلال التواصل على أرقام "واتساب" التي نشرتها "أونروا" لطاقم الأطباء الذين يعملون بالوكالة سواء داخل أو خارج قطاع غزة.

وتضيف أن هذا النظام يربط بين الطاقم في كل قطاع غزة، فهناك حلقة تواصل بين الأطباء الذي يقدمون الخدمة الطبية، وبين المراكز الصحية بغزة، فإن احتاج المريض تحويلا لمركز علاجي ما، أو كان علاجه متوفرا بإحدى العيادات أو النقاط الطبية التابعة للوكالة أو الشريكة معها فيتم إحالة المريض إليه لتقديم ما يلزم.

"تحديات ومعيقات"..

وخلال حديثنا عن التحديات والصعوبات التي تعيق العمل في "التطبيب عن بُعد" في قطاع غزة بظل حرب الإبادة الجماعية، يتفق "ضيفا سند" أن الإنترنت وانقطاعه وظروفه السيئة بالقطاع تعد المعيق الأول والأساس.

فإن ظروف الإنترنت تحول دون الوصول لأفضل فهم لوضع الحالة المرضية وبالتالي يصعب تشخيصها وعلاجها أحيانا، أو حتى يؤخرها بعض الشيء في ظل انقطاع التواصل مع المريض كذلك، وفقا لضيفينا.

ويرى "ضيف سند" أن بعض الحالات يحتاج فيها "التطبيب عن بعد" وقتا أطول وجهدا أكبر من التطبيب الوجاهي، عدا عن أن النظر لبعض الحالات المرضية يحتاج معاينة مرئية دقيقة وخاصة، وهذا ما لا يتم التغلب عليه أحيانا حتى بالصور عبر التطبيب عن بعد.

"تجارب وآراء"..

الشابة سلمى عابد نازحة إلى وسط قطاع غزة، عانت من حساسية جلدية في هذه الحرب، تلقت خدمة الاستشارة الطبية عن بُعد، تقول: "كانت هذه الطريقة مناسبة لي، في ظل الأعداد الكبيرة للمرضى بعيادات الحكومة والوكالة هنا في دير البلح".

وتكمل الشابة "عابد" لقد اختصرت تجربتي بالتطبيب عن بعد عليّ الوقت فتواصلت مع الطبيب عبر واتساب، وتلقيت التشخيص الطبي بعد ساعات، وتم تحديد لي العلاج لي وبعض النصائح، وها أنا أتعافى شيئا فشيئا".

في حين يرى الممرض محمد بركة، النازح من غزة إلى مواصي خانيونس أن الاستشارة الطبية عن بعد تبدو أصعب بالحرب، في ظل انقطاع الإنترنت وصعوبة الوصول إليه كما هو الحال في منطقة نزوحه بالتحديد.

ويستدرك أنها في الوقت نفسه بالمناطق التي يتوفر فيها إنترنت جيد قد تخفف الضغط عن المراكز الصحية، وتضمن وصول المواطنين للاستشارة الطبية في مكان تواجدهم أينما كانوا.