كشف تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي تل الهوا والصناعة، غربي مدينة غزة، عقب عملية عسكرية استمرت نحو خمسة أيام، عن دمار هائل حوّل المنطقة إلى أطلال خاوية، إذ دمر الجيش مربعات سكنية بالكامل وجرف شوارع عدة، واستهدف البنية التحتية في تلك المنطقة الجغرافية.
ويوم الاثنين الماضي، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية على الأحياء الغربية لمدينة غزة، بالتزامن مع إصداره أوامر لسكان المدينة بالإخلاء والتوجه إلى دير البلح وسط القطاع.
ووصف الدفاع المدني بغزة في بيانٍ صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء"، اليوم الجمعة، المشهد بمنطقة الصناعة بـ "الصعب والمأساوي للغاية" بعد انسحاب جيش الاحتلال، موضحًا أن بالمنطقة عشرات الشهداء المتناثرة بالأزقة وداخل المنازل المدمرة إضافة إلى احتراق عديد من المنازل.
وأضاف الدفاع المدني، أن "طواقمه تمكنت من انتشال 36 شهيدًا حتى هذه اللحظة، من محيط منطقة الصناعة، حيث تم استهدافهم وقتلهم أثناء نزوحهم.
وأشار إلى أنه عثر على جثث شهداء متفحمة وبيوت أحرقت بالكامل في تل الهوا ومنطقة الصناعة، مؤكدًا أن الاحتلال قتل مواطنين توجهوا للحصول على مواد غذائية في المنطقة.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "تصلنا أخبار عن فظائع خطيرة ارتكبها الاحتلال في حي تل الهوا بمدينة غزة".
وأضاف "الإعلامي الحكومي"، أن قوات الاحتلال لا تزال متمركزة في مناطق رغم انسحابها من تل الهوا ومنطقة الصناعة.
وأظهرت مقاطع مصورة حجم الدمار الكبير والهائل في منطقتي تل الهوا والصناعة غرب مدينة غزة.
وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد تدمير مستشفى "أصدقاء المريض" في غزة للمرة الثانية.
وتندرج هذه العمليات ضمن منهجية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع، وسعي الاحتلال لجعل غزة منطقة غير قابلة للسكن لدفع أهلها إلى مغادرتها، وهو ما يعكس عملية تهجير قسرية باستخدام قوة التدمير المنهجية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت في الأيام الماضية عن وقوع 4 أحداث أمنية "صعبة" تعرّض لها جيش الاحتلال في منطقة تل الهوا، بينما أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة "حماس" تنفيذها عددا من الكمائن والعمليات النوعية التي قتلت وأصابت جنودا إسرائيليين.
"دمار الشجاعية"..
وكان جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة أعلن أمس الخميس، انتشال أكثر من 60 شهيدًا من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي عقب عملية برية استمرت نحو أسبوعين.
وشهدت عملية التوغل لجيش الاحتلال مواجهة عنيفة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية ومعارك ضارية أسفرت عن قتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال وتدمير كبير في الآليات والتي تركها جيش الاحتلال خلفه في حي الشجاعية، شاهدة على ضراوة المعارك التي وقعت هناك على مدار أسبوعين.
ولليوم الـ 280 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الإبادة الجماعية على قطاع غزة، حيث ارتقى 38 ألفًا و345 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى لـ 88 ألفًا و295 جريحًا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
