الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

جيشها أصبح منهكاً وموارده مستنفدة

ترجمة خاصة.. نيويورك تايمز: "إسرائيل" عاجزة عن هزيمة "حماس"

حجم الخط
جيش الاحتلال.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "إسرائيل" عاجزة عن هزيمة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية، رغم مضي عشرة أشهر على حرب الإبادة في قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أصبح منهكاً وموارده مستنفدة، في وقت يتكبد خسائر غير مسبوقة في تاريخه.

وأشارت إلى أن هذا الوضع المتدهور للجيش الإسرائيلي يأتي في وقت يتزايد فيه خطر اندلاع حرب شاملة مع حزب الله اللبناني.

مخاوف إسرائيلية متزايدة

ويقول القادة الإسرائيليون إنهم لا يريدون حرباً في لبنان، ولكن بلادهم مستعدة لأي سيناريو.

وفي زيارة للحدود اللبنانية الشهر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته "مستعدة لعملية مكثفة للغاية". وهدد وزير الجيش يوآف غالانت بإعادة لبنان "إلى العصر الحجري".

لكن وراء هذه التظاهرات، هناك مخاوف متزايدة داخل إسرائيل من أن جنودها أصبحوا منهكين ومواردها مستنفدة بعد أطول حرب خاضها منذ عقود، بحسب نيويورك تايمز.

فلم تنجح عشرة أشهر من الهجمات العقابية ضد حركة حماس في قطاع غزة في هزيمة الحركة، ولم يحدد نتنياهو المحاصر سياسياً استراتيجية للخروج بعد.

وفي لبنان، يحذر الخبراء من أن إسرائيل ستواجه عدواً أكبر حجماً وأفضل تسليحاً وأكثر احترافاً، فضلاً عن خطر الوقوع في مستنقع عسكري أعمق.

الحرب على جبهتين

وأبرزت "نيويورك تايمز" أن “إسرائيل تخوض حربًا على جبهتين منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم التالي لهجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة "حماس".

وفي غضون ساعات، بدأ مقاتلون من حزب الله، في شن هجمات على شمال دولة الاحتلال من لبنان، وهي بداية صراع حدودي متبادل تصاعد وانتشر إلى عمق الطرفين مع مرور كل شهر.

وتشمل الحوادث الغارات الجوية والقصف، وكذلك الطائرات بدون طيار، والمدفعية، والهجمات الصاروخية.

ويصر حزب الله على أنه لن يلقي سلاحه، أو يفكر في الانسحاب من الحدود الإسرائيلية، حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.

وفي العلن تقول “إسرائيل وحزب الله إنهما يفضلان الحل الدبلوماسي، ولكن لا يبدو أن أياً منهما مستعد لتقديم التنازلات التي يتطلبها مثل هذا الحل.

وبحسب "نيويورك تايمز" فإن النتيجة هي حالة من الجمود المتوتر، حيث تتزايد أعداد القتلى؛ وتظل المدن الحدودية مهجورة، وأشجار الفاكهة ومزارع الألبان فيها مهملة؛ وتتزايد الضغوط من جانب النازحين في دولة الاحتلال لحمل الحكومة على التحرك.

غياب الاستعداد الإسرائيلي

تقول جاييل تالشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية، إن نتنياهو، الذي تفاخر ذات يوم بقدرته على منع الحروب، "يعرف أن الجمهور الإسرائيلي ليس مستعدا لآلاف الصواريخ على تل أبيب".

وتضيف أنه بدلاً من وضع الاستراتيجيات، قام بـ"عزل" نفسه، وتجنب اتخاذ القرارات الصعبة من أجل كسب الوقت، وأحاط نفسه بالموالين الذين يفتقرون إلى الخبرة العسكرية.

ومنذ حل حكومة حربه، بعد رحيل بيني غانتس مؤخرا، ابتعد نتنياهو بشكل أكبر عن قيادات الجيش، بما في ذلك جالانت، الذي دفع منذ أشهر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى في غزة للسماح للجيش بالتركيز على لبنان، بحسب محللين.

وصرح غالانت الأحد الماضي، بينما كانت عشرات الصواريخ تسقط على دولة الاحتلال، بما في ذلك على قاعدة عسكرية استراتيجية في جبل ميرون: "هذه أيام حاسمة من حيث ممارسة قوتنا ضد [حزب الله]، الذي لا يرد إلا بالقوة".

ولم يكن الإسرائيليون القلائل الذين بقوا في شمال دولة الاحتلال بعد الثامن من أكتوبر/تشرين الأول للدفاع عن الحدود يتوقعون أن يظلوا في حالة من عدم اليقين لفترة طويلة.

وقال عمر سيمحي، الذي خدم لمدة تسعة أشهر في فرقة محلية في كيبوتس ساسا، وهي بلدة زراعية في الجليل الأعلى على بعد ميل من الحدود اللبنانية إن "العائلات متعبة".

وقال نتنياهو في قاعة مدرسة الكيبوتس التي دمرتها صواريخ حزب الله في ديسمبر/كانون الأول: "لا أعرف ما إذا كان سيكون هناك اتفاق دبلوماسي أو حرب، لكن ما أعرفه هو أن الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا النحو".

وقال رئيس المجلس المحلي موشيه دافيدوفيتش إن مئات المنازل تضررت أو دمرت في مختلف أنحاء شمال إسرائيل.

وهذا ليس سوى لمحة صغيرة من الدمار الذي من المرجح أن يلحقه حزب الله بدولة الاحتلال في حالة اندلاع حرب شاملة ــ والتي من المتوقع أن تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وهجمات صاروخية هائلة، ومعارك برية مكثفة ضد مقاتلين مدربين ومجهزين تجهيزاً جيداً يقاتلون على أرض مألوفة.

وبحسب "نيويورك تايمز" من المعتقد أن حزب الله لديه أكثر من ضعف عدد مقاومي حماس، وأكثر من أربعة أضعاف عدد الذخائر، بما في ذلك الصواريخ الموجهة. والآن يتم التعبير علناً عن المخاوف من عدم استعداد دولة الاحتلال.

وقال يائير جولان، زعيم حزب العمل الإسرائيلي ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، لمحطة إذاعية إسرائيلية الشهر الماضي: "لقد أصبحت قوات الاحتياطي والنظام العسكري النظامي منهكة حتى النخاع".

انهاك إسرائيلي شامل

يقول يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي يشغل الآن منصب باحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي: "تعتاد إسرائيل على خوض حروب قصيرة. ولكن بعد تسعة أشهر، أصبح الجيش الإسرائيلي منهكاً، وباتت المعدات بحاجة إلى عناية، واستنفدت الذخائر، وباتت كل أسرة إسرائيلية تتأثر بذلك".

وحتى الصراع المنخفض الشدة نسبيا على طول الحدود كان له أثر كبير على الجنود في الخطوط الأمامية.

فقد تم نشر جندي احتياطي إسرائيلي يبلغ من العمر 25 عاما، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته وفقا للبروتوكول العسكري، في شمال إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقال إنه تحت نيران العدو لمدة أربعة أشهر، تراكمت لديه حالة "الإرهاق".

وأضاف أنه عندما انتهت جولته "كان من الصعب العودة إلى الروتين". وطلب أن يأخذ استراحة من عمله كمدرس حتى يتمكن من إعادة التكيف مع الحياة المدنية.

والآن وهو يستعد لاستدعائه مرة أخرى، يتساءل عما إذا كان قادرًا على القيام بذلك. ويقول إن أصدقائه أيضًا يتصارعون مع هذا القرار.

ومنذ بدء الحرب في غزة، قُتل 326 جنديًا إسرائيليًا، وهو ما يزيد عن أربعة أضعاف عدد القتلى في حرب 2014 بحسب الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية.

وقد تفاقمت الخسائر بسبب الشعور المتزايد بالفشل الاستراتيجي. في أواخر الشتاء، أعادت إسرائيل معظم جنودها الاحتياطيين إلى ديارهم دون تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة: تدمير حماس وإعادة الأسرى من غزة.

ويقول الخبراء إن الحرب بين إسرائيل ولبنان ستكون كارثية لكلا الجانبين.

وبعد نشر لقطات من طائرة بدون طيار الشهر الماضي لميناء مدينة حيفا الإسرائيلية، حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله من حرب "بلا قواعد ولا سقف".

ويقول جوزانسكي إن الغزو الإسرائيلي للبنان قد يكون بمثابة "فخ" يجر إسرائيل إلى حرب أخرى شاقة بلا نهاية.

وأضاف أن هناك اعتقادا خاطئا في إسرائيل بأن الحرب في لبنان يمكن أن تنتهي خلال أيام أو أسابيع.

ومن شأن مشاهد الدمار في لبنان أيضاً أن تزيد الضغوط الدولية على إسرائيل وتزيد من التوترات مع واشنطن.

وفي الشهر الماضي، قال نتنياهو إن هناك "انخفاضًا كبيرًا في شحنات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الجيش الإسرائيلي"، وأن "كمية ضئيلة" فقط تم تسليمها منذ ذلك الحين - وهو ادعاء نفاه المسؤولون الأمريكيون بشدة.

وفي يوم الأربعاء، قال المسؤولون الأمريكيون إن بعض القنابل التي ظلت مجمدة منذ مايو في طريقها الآن إلى إسرائيل.

ولكي يتجنب الإسرائيليون حرباً في لبنان، يطالب المسؤولون الإسرائيليون ـ من خلال دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين ـ بأن يتراجع حزب الله مسافة عشرة أميال إلى الشمال من الحدود، بعد نهر الليطاني، وهو خط ترسيم عسكري تم الاتفاق عليه في نهاية حرب عام 2006 وهو ما يرفضه الحزب.