يعاني الأطباء والممرضات في غزة من ضغط القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع الذي مزقته حرب الإبادة المستمرة للشهر العاشر، في ظل استشهاد أكثر من 500 عامل رعاية صحية منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وتواجه المراكز الصحية نقصاً في الإمدادات الإنسانية والموظفين المتخصصين مع استمرار حرب الإبادة، حيث يتهم الأطباء القوات الإسرائيلية بشن هجمات على العاملين في المجال الطبي.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 274 عامل إغاثة ومئات العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك 138 ممرضة، استشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد الأطباء لصحيفة "ذا ناشيونال" الدولية، أنهم يخشون المستقبل وهم يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح والبقاء على قيد الحياة في غزة.
إصرار على الواجب الإنساني..
صرح الدكتور محمود حمد، مدير عام الشؤون الإدارية بوزارة الصحة في غزة "هذا هو أكبر عدد من الشهداء من الطواقم الطبية، هذه الحرب مختلفة، لقد أثرت بشكل كبير على معنويات العاملين في القطاع الصحي، بسبب الاستهداف المباشر للفرق الطبية ".
وأضاف أن الشهداء من المهنيين المؤهلين للغاية الذين لا يمكن تعويضهم، وأن "الفرق الطبية تخشى على حياتها أثناء تقديم الخدمات، وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على عملها.
قال الدكتور حمد إنه رغم الضغوط التي يتعرض لها الأطباء في القطاع والتهديدات التي تشكلها الغارات الإسرائيلية، فإن الأطباء "ما زالوا يؤدون واجبهم الإنساني".
استهداف ممنهج الطاقم الطبي..
كان الدكتور أحمد المغربي، رئيس قسم جراحة التجميل والحروق في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة، قد غادر القطاع في إبريل/نيسان بعد أن حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى. وهو الآن متواجد في مصر برفقة زوجته وأطفاله الستة.
وقال المغربي "لقد شهدت كيف تم استهداف الطاقم الطبي بشكل متعمد وغير أخلاقي، كما فقدت العديد من الزملاء الذين قتلوا مع عائلاتهم، وتم اعتقال آخرين، دون أي معلومات عن مكان وجودهم".
وأضاف أن القوات الإسرائيلية "تستهدف الطواقم الطبية عمدًا، وتعتقلهم وتقتلهم. ولا توجد حماية للأطباء، وهو أمر محبط للغاية بالنسبة لنا ويؤثر على جودة عملنا".
"الأطباء الأبطال"..
قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تمارا رفاعي إن الوكالة تستقبل ألف مريض يوميا عبر ثماني عيادات تابعة لها في غزة. ووصفت الأطباء العاملين في القطاع بأنهم "أبطال".
وذكرت الرفاعي "إن الإمدادات سوف تنفد خلال بضعة أسابيع إذا لم نتمكن من الحصول على المزيد من الإمدادات".
وأضافت أن الوكالة تواجه تحديين رئيسيين "الأول هو الوصول المحدود للغاية للأدوية الإنسانية، بما في ذلك تلك التي تحمل الإمدادات الطبية، والثاني عدم القدرة على التجول في جميع أنحاء قطاع غزة. لا نزال نحصل على تصاريح دخول إلى الشمال مرفوضة".
وأفاد ويليام شومبورج، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، بأن الأحداث المتكررة التي أسفرت عن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا جراء الهجمات الإسرائيلية قد أدت إلى استنزاف قدرة مستشفانا وجميع المرافق الصحية في جنوب غزة.
وأوضح شومبورج أن هذه الهجمات أثرت بشكل كبير على قدرة النظام الصحي في المنطقة على التعامل مع الإصابات التي تهدد الحياة، مما جعل الاستجابة لرعاية المصابين أكثر صعوبة.
وأضاف "أن وقوع حادث آخر يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من شأنه أن يضطر أطبائنا وممرضينا إلى اتخاذ خيارات بالغة الصعوبة".
وبيّن أن الاحتياجات الطبية الحالية للمدنيين تفوق بشكل كبير التوافر المحدود للإمدادات والاستجابة الصحية، حيث اضطرت المستشفيات مراراً وتكراراً إلى إغلاق أبوابها"