الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

35% من إجمالي الإصابات تعاني حروقا شديدة..

بالفيديو والصور "تبخّر جثامين وجروح غير معهودة".. أسلحة إسرائيلية خطيرة تُستخدم ضد المدنيين في غزة

حجم الخط
WhatsApp Image 2024-07-27 at 17.37.58.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

"تبخّر جثامين، رؤوس مقطوعة، أشلاء ممزقة، تشوهات، وجروح غائرة وغير معهودة"، كثيرة هي المشاهد الصعبّة التي توثق حجم الإجرام الإسرائيلي غير المسبوق بحق المدنيين في قطاع غزة، وتُثبت استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا في حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وعلى ضوء المجازر الإسرائيلية وما تُعاينه الطواقم الصحيّة يوميًا في المستشفيات، تكرر الحديث عن استخدام الاحتلال أسلحة غير تقليدية ومحرمة دوليًا وممنوعة من الاستخدام ضد البشر.

وفي بيانٍ نشره مؤخرًا مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، وصف هذه الأسلحة بالحرارية، وتعمل على تفاعل المواد الكيماوية مع الجلد وتتسبب مباشرة بتآكل الأنسجة في أجساد الشهداء والمصابين.

وتتسبب هذه الأسلحة بآلام شديدة وأضرار جسدية عميقة، إضافة لحروق قاتلة ومميتة خلال 27 ساعة أو أقل، وقد فُقد العديد من الشهداء بهذه الطريقة المأساوية، بحسب "الإعلام الحكومي".

في هذا الإطار، يؤكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة خليل الدقران، أنّ الاحتلال يستخدم أسلحة وصواريخ خطيرة للغاية لم تُستخدم في أي حرب سابقة؛ تسببت في تبخير جثامين الشهداء وتشوه كبير أجسادهم؛ عدا عن تهتك واضح في أجساد المصابين والتهابات حادة وتسمم في الجرح يؤدي للبتر في أغلب الأحيان.

photo_2024-07-27_17-55-41.jpg
 

ويُضيف الدقران في حديث خاص بـ "وكالة سند للأنباء": "غالبية الإصابات التي تصل إلى المستشفيات تكون في الرأس وفي المناطق السفلية من الجسم"، مشيرًا إلى أنّ 35%‎ من إجمالي الإصابات تعاني من حروق شديدة، لا يمكث أصحابها طويلًا في الحياة.

ويلفت إلى أنّ الوفود الطبية الخارجية التي شاركت في إسناد المنظومة الطبيّة في غزة أقرّت بعد معاينة حالات الضحايا باستخدام الاحتلال أسلحة محرّمة دوليًا ضد المدنيين في القطاع.

وعن تبخر أجساد الشهداء، يقول باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل: "نُلاحظ في كل استهداف وجود شخص أو اثنين تتبخر أجسادهم بالكامل، ولا يبقى منهم سوى بعض ملابسهم التي من خلالها يتم يتعرف عليهم من قبل عوائلهم".

photo_2024-07-27_17-55-43.jpg
 

وينوه بصل في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ هؤلاء الذين تتبخر أجسادهم عادةً ما يكونوا في دائرة الاستهداف الأولى من الصاروخ، بينما يصل بعض الشهداء بلا رؤوس، وأحشائهم متناثرة.

ويُبيّن أنّ "ظاهرة تبخّر جثامين الشهداء لم نلاحظها بهذا الشكل من قبل، ما يؤكد أن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليًا ومدمرة وفتّاكة".

ويشير بصل إلى أنّ الصواريخ تعمل أيضا على إحداث جروح غريبة ومتعددة لدى المصابين وتُحدث تشوهات وبتر قطعي في الأطراف.

وفي شهر نيسان/ ابريل، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها "إسرائيل"، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا.

إجرام غير مسبوق..

من جانبه يقول الطبيب في مستشفى شهداء الأقصى عبد المنعم الشرافي، إنّ المشاهد القاسية لجثامين الشهداء والمصابين، التي يُعاينها الأطباء على مدار الساعة في المستشفيات منذ شهور تؤكد حجم الإجرام الإسرائيلي غير المسبوق ضد المدنيين في القطاع.

ويتفق الشرافي في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، مع ما ذكره الدقران وبصل، أنّ الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة وخطيرة تؤدي إما للقتل فورًا أو لإصابات بليغة قد تُسبب إعاقات دائمة تحتاج لسنوات طويلة من العلاج.

ويوضح أنّ الفارق في هذه الحرب التدميرية النسبة العالية للحالات المصابة بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وغالبيتهم من النساء والأطفال، كما أنّ هناك حالات بتر تتصاعد في صفوف المواطنين نتيجة الإصابات التي تُصيب أطرافهم.

وبحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، فإنّ 11 ألف حالة بتر تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الحالية على قطاع غزة من بينها 4 آلاف طفل.

ويُشير الشرافي إلى أنّ العشرات من إصابات الحروق تنتهي بالوفاة لعدم قدرة الطواقم على إنقاذ حياة أصحابها؛ بسبب نوع الأسلحة المستخدمة والتي لا يُمكن مواجهة تداعياتها في ظل نقص المستلزمات الطبية وانهيار المنظومة الصحية التي تعمّد الاحتلال استهدافها منذ بداية الحرب.

بينما الجديد اللافت في نوع الأسلحة المستخدمة، فهي الشظايا التي تختبئ تحت الجد ولا يُمكن اكتشافها حتى بتصوير الأشعة، ما قد يؤدي إلى نزيف وتسمم حاد ينتهي بوفاة المصاب وهذا خطر إضافي تواجهه الطواقم الصحية في عملها، وفق الطبيب الشرافي.

ويؤكد ضيفنا أنّ الاحتلال يتعمّد ضمن سياسة انتقامية ممنهجة استخدام أسلحة خطيرة تترك آثارًا في صحة الإنسان لا يُمكن تجاوزها على مدار الزمن.

وفي شهادة أدلى بها مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص، أكد أنّ ما عايشه كطبيب في عدة حروب وجولات تصعيد منذ العام 2008 وحتى يومنا هذا، لا يُساوى مستوى الإجرام الذي يمارسه الاحتلال في حربه الحالية التي لا مثيل لها مطلقًا.

وتابع الهمص في مقابلة صحفية نُشرت اليوم السبت على موقع "ألترا فلسطين"، أنّ المجازر التي يرتكبها الاحتلال تسبب إعاقة وحالات بتر في أوساط المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، مؤكدًا أن الإصابات غير معهودة، وتشير إلى استخدام أسلحة جديدة وفتّاكة.

وأشار إلى أنّه وبالرغم من التدخلات الطبية التي لا تكاد تتوقف، إلا أن هناك حالات يطرأ عليها مضاعفات صحية، تُعيدهم مجددًا إلى أقسام المستشفيات، ما يؤدي لتكدس الجرحى بأعداد هائلة تفوق قدرة الأطباء على مواجهتها.

وأفاد أنّ 75%‎ من إجمالي الضحايا الحرب سواءً شهداء أو جرحى هم من الأطفال والنساء، أيّ أنهم الفئة الأكثر هشاشة بالمجتمع وهي فئة المدنيين الذين تستهدفهم "إسرائيل" في منازلهم والشوارع والأسواق وفي خيام ومراكز الإيواء.

وعن أثر إغلاق معبر رفح البري على الحالة الصحية في القطاع، أوضح أنّ لدى وزارة الصحة 14 ألف تحويلة طبية جاهزة لجرحى ومرضى هم بحاجة ملّحة للسفر من أجل العلاج بالخارج.

فيما يبلغ العدد الإجمالي لمن يحتاجون السفر سواءً مرضى أو جرحى أكثر من 35 ألف حالة، وهؤلاء يعصف بهم خطر الموت بأي لحظة، نتيجة إغلاق المعبر للشهر الثالث على التوالي، وفق الهمص، مضيفًا أن من بين حالتين لخمس حالات، يفقدون حياتهم يوميًا لعدم توفر العلاج اللازم لهم في القطاع.