شددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، على أن سجن "سديه تيمان" العنوان الأكبر لجرائم تعذيب الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة.
ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، المجتمع الدوليّ بكل مؤسساته الرسمية، للتدخل العاجل لوقف الجرائم المستمرة وغير المسبوقة بحقّ الأسرى والأسيرات منذ نحو عشرة شهور.
وطالب فارس في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم، بممارسة أشد أنواع الضغط لكبح جماح الاحتلال وردعه؛ "من خلال تشكيل لجنة تحقيق أممية عاجلة، على أن تمنح تفويضًا شاملًا وملزمًا للتوقف عند الجرائم الفظيعة التي يتعرض لها الأسرى بشكل عام، ومعسكر سديه تيمان بشكل خاصّ".
وقال إن "سديه تيمان شكّل المحطة الأبرز لجرائم التعذيب والاغتصاب"، مشددًا على أنّه كحيز يمثل منظومة الاحتلال بأكملها.
ووصف خطوة الشرطة العسكرية الإسرائيلية والتحقيق مع الجنود بـ "المسرحية الهزلية". مؤكدًا أن هدفها تضليل الرأي العام العالمي.
وأردف: "التحقيق في قضية اغتصاب واحدة، وتجاهل آلاف الجرائم الأخرى، إنما تهدف إلى تكوين انطباعات مضللة لدى العالم، بأن إسرائيل (دولة) قانون".
وجدد قدورة فارس التأكيد على أن جرائم "إسرائيل" بحقّ الأسرى والمعتقلين لم يعد لها حدود ولا سقف يمكن تصوره وهي تُشكل وجها لحرب الإبادة المستمرة.
كما دعا، المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحقّ قادة الاحتلال، معتبراً أن الاستمرار بالتردد في تنفيذ ذلك يندرج ضمن الضوء الأخضر الذي منح لإسرائيل على مدار عقود بمواصلة جرائمها.
بدوره، قال مدير نادي الأسير، عبد الله الزغاري، في بيانٍ صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء"، اليوم الإثنين، إن الجريمة التي وقعت في معسكر "سديه تيمان"، "واحدة من بين آلاف الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة، والتي تتسارع يومًا بعد يوم".
وندد الزغاري بتعرض أحد المعتقلين من غزة لاعتداءات جسدية وجنسية على يد مجموعة من السجانين. مؤكدًا أن الحادثة تكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية حول نية التحقيق في جرائم التعذيب في "سديه تيمان"، والتي تحاول السلطات الإسرائيلية تصويرها كمشكلة معزولة.
وأوضح أن السجون الإسرائيلية الأخرى، مثل سجن النقب، تشهد أيضًا ذات الجرائم البشعة، مما ينفي مزاعم الاحتلال عن استثناء معسكر "سديه تيمان" من هذه الممارسات.
وأضاف: "هذه الانتهاكات تؤكد فشل الاحتلال في تقديم سلوكيات السجانين والجيش على أنها تصرفات".
وفي ظل التصريحات العنصرية لقادة الاحتلال، مثل إيتمار بن غفير، التي تشجع على قتل الأسرى، يتضح أن هذه الانتهاكات تشكل جزءًا من حرب منظمة ضد الأسرى الفلسطينيين.
وأشار "الزغاري" إلى أن دعوات إغلاق المعسكر ونقل المعتقلين هي محاولات للتغطية على الجرائم المستمرة، وليس حلاً فعلياً.
ودعا إلى إجراء تحقيق دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال، في ظل عجز المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف الإبادة والجرائم بحق الأسرى.
وطالب الحقوقي الفلسطيني، بفتح جلسة طارئة لهيئة الأمم المتحدة لبحث الانتهاكات المستمرة، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من هذه الجرائم الوحشية.
وفي وقتٍ سابق اليوم، اقتحم محتجون إسرائيليون معسكر سدي تيمان بعد التحقيق مع جنود متهمين بتعذيب أسرى من غزة، وعبرت شخصيات حكومية وبرلمانية إسرائيلية عن تضامنها مع الضالعين في التعذيب.
وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية أوقفت 10 جنود من المعسكر للتحقيق معهم في تهم تعذيب أسرى من غزة.
وردا على الخطوة حصلت صدامات في معسكر سدي تيمان بالنقب بين محققين وجنود من وحدة متهمة بالتنكيل بالأسرى. ورفض الجنود المتهمون بالتنكيل بالأسرى التعاون مع الشرطة العسكرية.