كشف دبلوماسيون أمريكيون أن اغتيال دولة الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران الأسبوع الماضي، عطل اختراقا كان وشيكا بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن دبلوماسيين أميركيين قولهم إن المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال "كانت قريبة من تحقيق اختراق قبل وقت قصير من اغتيال هنية، والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر".
وذكرت الوكالة أن اغتيال هنية "سبب زيادة التوترات في مختلف أنحاء المنطقة، وهو التصعيد الذي اعتبر على نطاق واسع بمثابة ضربة لمحادثات وقف إطلاق النار".
استئناف قريب للمفاوضات
طالب زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر كل من الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" بالعودة إلى المفاوضات المتوقفة الأسبوع المقبل، وأكدوا أنه "لا يوجد مزيد من الوقت لإضاعته ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير."
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه "بناء على اقتراح الولايات المتحدة والوسطاء، سترسل (إسرائيل) في 15 أغسطس/آب فريق المفاوضات إلى مكان يحدد لاحقا من أجل الانتهاء من تفاصيل تنفيذ اتفاق الإطار".
وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم آل ثاني، الوسطاء في المفاوضات غير المباشرة لإنهاء عشرة أشهر من حرب الإبادة المدمرة في غزة، يوم 15 أغسطس/آب لإجراء المحادثات إما في الدوحة أو في القاهرة.
وقال مسؤول أميركي كبير تحدث للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة جهود الوسطاء، إن هناك أربعة أو خمسة مجالات خلافية فقط بشأن التنفيذ لا تزال بحاجة إلى حل بين الطرفين المتعارضين.
واستشهد المسؤول الأمريكي بتوقيت تبادل الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين في غزة كمثال على النقاط الخلافية المتبقية.
وقالت مصر والولايات المتحدة وقطر إن لديها مقترحا جاهزا لتقديمه في محادثات الأسبوع المقبل لحل القضايا المتبقية.
وبحسب الوكالة يتهم منتقدو نتنياهو بأنه يبطئ المحادثات لإنهاء الحرب في غزة
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن حماس قادرة على استئناف المفاوضات على الرغم من اغتيال هنية، الذي كان يرأس المحادثات نيابة عن الحركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن حماس كان لديها ممثلون آخرون إلى جانب هنية حضروا المحادثات والذين يمكنهم تولي المسؤولية الآن.
إنهاء حرب غزة السبيل الوحيد لتهدئة التوترات
قال مسؤولون أميركيون لموقع (Axios) إن اتفاق إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية التي وصلت إلى مستوى جديد بعد الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة.
وبحسب الموقع تحاول إدارة بايدن ردع إيران وحزب الله عن مهاجمة دولة الاحتلال الإسرائيلي كجزء من الرد على الاغتيالات، بينما تدفع أيضًا نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.
وأبرز الموقع تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة بسبب الشروط الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعمق اغتيال هنية الأزمة بشأن محادثات الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقال بايدن والشيخ تميم والسيسي في البيان "لقد حان الوقت فوراً، لوضع حد للمعاناة الطويلة الأمد لشعب قطاع غزة، وكذلك للأسرى وعائلاتهم. لقد حان الوقت لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمعتقلين".
وأكد الزعماء الثلاثة أن هناك اتفاقا إطاريا على الطاولة ولا يتبقى سوى الانتهاء من تفاصيل تنفيذه.
وقال البيان إن الوسطاء مستعدون "إذا لزم الأمر" لتقديم مقترح نهائي لتسوية الفجوات المتبقية المتعلقة بتنفيذ الاتفاق "بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف".
وقال مقر منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان: " إن هذا البيان الثلاثي للوسطاء يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة: الاتفاق هو السبيل الوحيد لإعادة جميع الأسرى إلى ديارهم".
وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين إن قرار نشر البيان المشترك وعقد القمة الأسبوع المقبل جاء نتيجة مكالمات هاتفية أجراها بايدن الثلاثاء مع أمير قطر ورئيس مصر.
وذكر المسؤول الأميركي أن المصريين والقطريين اقترحوا عقد القمة، وإن بايدن دعم ذلك.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن القمة كانت فكرة طرحتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، وإن الحكومة الإسرائيلية كانت على علم مسبق بالبيان المشترك للولايات المتحدة ومصر وقطر.
وقبل القمة الخميس المقبل، ستكون هناك محادثات تحضيرية بين فرق من جميع الأطراف لوضع الأساس، حسبما قال المسؤول الأمريكي الكبير.
وقال المسؤول الأميركي "ستستأنف المفاوضات يوم الخميس. ولا نتوقع التوصل إلى اتفاق يوم الخميس. هذه بداية وليست نهاية. هناك حاجة ملحة لإعادة هذه العملية إلى مسارها".
وأضاف أن الدعوة إلى القمة لا تتعلق بشكل مباشر بالتوترات الإقليمية، وأكد أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة بغض النظر عن ذلك.
وتابع "لكن إيران صرحت علناً بأن وقف إطلاق النار في غزة قد يؤثر على موقفها. وإذا بدأت طهران حرباً كبرى في الشرق الأوسط وشنّت هجوماً على (إسرائيل)، فإن هذا من شأنه أن يعرض أي فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة للخطر".