قال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، نحن الآن أمام حرب فيروسية يشنها الاحتلال على غزة إلى جانب عدوانه المستمر للشهر الحادي عشر على التوالي.
وأكد "أبو صفية"، خلال تصريحات إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء" أن هناك تعمدا واضحا من الاحتلال لتهيئة ظروف تفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة.
وطالب المؤسسات الإنسانية والدولية بالتدخل للحد من تفشي فيروس شلل الأطفال، مشددا على ضرورة تنفيذ هدنة إنسانية للعمل على إدخال لقاحات "شلل الأطفال" إلى قطاع غزة.
وفي السياق، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، صباح اليوم السبت، أن يدخل من لقاحات إلى قطاع غزة لا يفي بالحد المطلوب لمواجهة الأوبئة في القطاع.
وقال الهلال الأحمر بتصريحات إعلامية، تابعتها "وكالة سند للأنباء" إن قطع الاحتلال للإمدادات الصحية ولقاحات الأطفال يزيد من انتشار الأوبئة بالقطاع، مشيرا إلى أن كل الفئات العمرية يعانون من تبعات الواقع الصحي الصعب.
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال بقطاع غزة، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة مروان الهمص، في تصريح خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إنّ منظمة "يونسيف" أبلغتهم بتسجيل أول إصابة لطفل بـ "شلل الأطفال" بالقطاع، محذرًا من أنّ الإصابة سيكون مقابلها 200 حالة لم تكتشف بعد ولم تظهر عليها الأعراض.
وفي وقت سابق من مساء أمس، طلبت الأمم المتحدة اليوم هدنة في قطاع غزة لـ 7 أيام لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة ضد فايروس "شلل الأطفال"، الذي اكتُشف في مياه الصرف الصحي في القطاع مؤخرًا.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في الـ 29 من تموز/ يوليو المنصرم، أنّ غزة منطقة وباء لـ "شلل الأطفال" بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بمحافظتي خانيونس والوسطى؛ ما يُشكل "تهديدًا صحيًا لسكان القطاع والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا".
وفي تصريحٍ سابق مع "وكالة سند للأنباء" أفاد مدير عام الرعاية الصحية بوزارة الصحة موسى عابد أنّ القطاع بحاجة لـ 1.3 مليون جرعة لقاح لمكافحة فايروس "شلل الأطفال" لكن الاحتلال لا يزال يرفض إدخالها إلى غزة، وهو ما سيفاقم الأوضاع الصحية ويترك آثارًا خطيرة على صحة الأطفال وكبار السن والمرضى.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل رئيس عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة.
وفي أعقاب اكتشاف الفايروس، وصفت منظمة الصحة العالمية اكتشافه بـ "مقلق جدًا"، مرجحةً تفشيه بين الغزيين مع حرمان جميع السكان في القطاع من تدخلات أساسية في الصحة العامة من شأنها الوقاية من انتشار الأمراض.
وثمة أمراض عديدة انتشرت في قطاع غزة بعد خروجها عن السيطرة، في ظلّ انهيار المنظومة الصحية نتيجة استهدافها المتعمد طوال أشهر الحرب، أبرزها التهاب الكبد الوبائي وأمراض الجلدية.
وأكثر من مرة دعت وزارة الصحة ومنظمات حقوقية إلى وقف العدوان الإسرائيلي فورًا وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.
وحذرت منظمات دولية مرارا من أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وإجباره السكان على النزوح والاكتظاظ في مناطق ضيقة مع حجب إمدادات الغذاء والمياه، أدى إلى تصاعد خطر الأمراض والأوبئة القاتلة.