حمل مسئول إسرائيلي كبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسئولية عن قتل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بسبب عرقلته إبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ونقل موقع (Axios) الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "حذرنا نتنياهو ووزراء الحكومة من هذا السيناريو بالضبط لكنهم لم يستمعوا".
وأبرز الموقع أن المفاوضين الإسرائيليين ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات حثوا مرارا نتنياهو ومجلسه الأمني على مدى أشهر على التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة.
تفاقم الخلافات الإسرائيلية
أشار موقع (Axios) إلى أنه قبل يومين تحول اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إلى "مباراة صراخ" غير مسبوقة بين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت حول هذه القضية.
واعتبر جالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي ومدير الموساد ديفيد برنياع أن اقتراح نتنياهو بالتصويت على قرار للحفاظ على السيطرة الإسرائيلية الكاملة على طول ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة من شأنه أن يقوض أي اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقال جالانت لنتنياهو والوزراء الآخرين: "يتعين علينا الاختيار بين فيلادلفيا والأسرى. لا يمكننا الاختيار بين الاثنين. إذا صوتنا، فقد نجد أن الأسرى إما سيموتون أو سنضطر إلى التراجع لإطلاق سراحهم".
وتجاهل نتنياهو التحذيرات وطرح مشروع ممر فيلادلفيا للتصويت حيث صوتت أغلبية الوزراء لصالحه.
وقد أعلن مسؤولون إسرائيليون ان القوات الإسرائيلية عثرت على جثث ستة أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة، بينهم أمريكي.
وجاء ذلك في ظل استمرار تعثر الجهود للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة لإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 11 شهرا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن عملية الانتشال جرت بعد ظهر يوم السبت بالتوقيت المحلي لكن الأمر استغرق عدة ساعات لتحديد هوية الجثث رسميا وإخطار العائلات.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الإحباط يسود المؤسسة الأمنية بعد العثور على جثث الأسرى الستة.
غضب عائلات الأسرى
أصدر جيش الاحتلال مساء السبت بيانًا قصيرًا وعامًا مفاده أنه عثر على عدد من الجثث في غزة.
وأثار هذا التصريح ضجة غير مسبوقة بين عائلات الأسرى، الذين كانوا غاضبين بالفعل من قرار الحكومة، الذي اعتبروه خطوة متعمدة من جانب نتنياهو لتخريب الصفقة.
ودعت منظمة "منتدى عائلات الأسرى"، غير الحكومية إلى تضغط للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأسرى، إلى احتجاجات جماهيرية ضد نتنياهو يوم الأحد.
وقالت الجماعة في بيان "لقد تخلى نتنياهو عن الأسرى. هذه حقيقة الآن. ابتداء من الغد سوف تهتز البلاد. ندعو الجمهور إلى الاستعداد. سنوقف البلاد. لقد انتهى التخلي".
من جهته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، وأضاف أنه "لا يزال متفائلا" بشأن إطلاق سراح الأسرى في غزة ومحادثات وقف إطلاق النار.
من جهته قال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق، إن الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يتحملون مسؤولية موت الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، جراء العدوان المتواصل على القطاع.
وأشار الرشق في تصريح صحفي اطلعت عليه "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، يتحمل موت الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب الإدارة الأمريكية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان.
وأضاف الرشق: "الذي يقتل شعبنا يومياً هو الاحتلال بالسلاح الأمريكي"، مؤكدًا أن الأسرى الذين عثر على جثثهم في قطاع غزة، "لم يتم قتلهم إلا بالقصف الصهيوني".
وأردف: "على الرئيس بايدن إنْ كان حريصاً على حياتهم أن يوقف دعمه لهذا العدو بالمال والسلاح والضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه فوراً".