الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

التعليم يُمثّل أولوية لدى الغزيين..

عام دراسي جديد بلا تعليم في قطاع غزة و"أونروا" تُحذر من التداعيات

حجم الخط
مدرسة في قطاع غزة مستهدفة بقصف إسرائيلي.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

بينما يستعد الطلبة في مثل هذه الأيام من مختلف أنحاء العالم بينهم الضفة الغربية ومدينة القدس للعودة إلى مدارسهم بعد العطلة الصيفية، يُحرم طلبة قطاع غزة للعام الثاني على التوالي من حقهم في التعليم؛ جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بدء العام الدراسي الجديد صباح اليوم الاثنين، في المحافظات الشمالية، فيما لا تزال مشاهد القتل والدمار والتشريد تعصف بطلبة قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لقصفٍ متواصل منذ من 11 شهرًا.

ومع قدوم المدارس، تشير أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إلى أنّ الحرب حرمت 800 ألف طالب من جميع المراحل، من حقهم في مواصلة تحصيلهم العلمي للعام الثاني على التوالي.

وقال مدير عام المكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة إنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف 15 قطاعًا حيويًا في القطاع خلال حرب الإبادة، أهمها القطاع التعليمي الذي تعمد ملاحقته عبر مسارين دمويين.

وأوضح الثوابتة في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ المسار الأول يتمثل في تدمير المدارس والجامعات، حيث وثقت طواقمنا تدمير 122 مدرسة وجامعة بشكلٍ كلي، فيما جرى تدمير 334 مدرسة وجامعة جزئيًا.

بينما يتمثل المسار الثاني بملاحقة الهيئات التدريسية، حيث أزهقت آلة القتل الإسرائيلية أرواح 500 مدرس إلى جانب اغتيال 110 من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين الأكاديميين في القطاع.

أما عن الطلبة، فقد استشهد قرابة 9 آلاف طالب وطالبة من جميع المراحل، بينما يعاني البقية من ويلات الحرب المتمثلة بالإصابة والنزوح المتكرر، وفقدان العائلة، وسوء التغذية وعدم الشعور بالأمان، والسعي من أجل البقاء.

وفي هذا الإطار، أكد إسماعيل الثوابتة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يتبع من خلال التعطيل الممنهج للعملية التعليمية، سياسة التجهيل وهي بمثابة جريمة تاريخية تُرتكب بحق الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في القطاع، محملًا "إسرائيل" والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.

ووصف ما يجري بأنها "سياسة انتقامية وإجرامية" ينتهجها الاحتلال ضد الأطفال والطلبة الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي والمؤسسات ذات الصلة للقيام بدورها في حماية حقوقهم الأساسية ووضع حد لسياسة التجهيل المتبعة بحقهم منذ شهور.

جرافيك التعليم في قطاع غزة.jpeg
 

وأطلقت وزارة التربية والتعليم يوم الأربعاء الماضي موقعًا إلكترونيًا لتسجيل طلاب غزة في جميع المراحل التعليمية للتعلم بمدارس افتراضية (تعليم إلكتروني)، مبينةً أنّ ذلك يأتي ضمن سلسلة تدخلات المنتظر البدء فيها تزامنًا مع بدء العام الدراسي في الضفة الغربية.

غير أن هذه الخطة يعترضها الكثير من التحديات أبرزها توفر الكهرباء والإنترنت، وتدمير البنية التحتية وغياب البدائل الحقيقية، وفق ما تؤكده الجهات المعنية في القطاع، مشددة على ضرورة وقف العدوان كاملًا والبدء بإعادة الإعمار، كحلٍ جذري لمعاناة الغزيين.

التعليم يُمثّل أولوية لدى الغزيين..

وفي تقرير نشرته وكالة "الأسوشيتد برس" أول أمس السبت استعرضت فيه معاناة أطفال غزة مع قدوم المدارس، أفادت أنّ التعليم مثّل أولوية عالية بين الفلسطينيين في القطاع، فقبل الحرب كان معّدل الإلمام بالقراءة والكتابة يقارب 98% من إجمالي عدد السكان، وهي نسبة مرتفعة جدًا.

ونوّهت الوكالة إلى أنّ أكثر من 90% من مباني المدارس في قطاع غزة قد تضررت بفعل القصف والكثير منها بإدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وهو ما أكده المستشار الإعلامي للوكالة الأممية عدنان أبو حسنة، محذرًا من ضياع عام ثاني على مئات آلاف الطلبة؛ بسبب استمرار الحرب.

وأوضح أبو حسنة في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ 200 مدرسة من أصل 300 في القطاع تتبع لوكالة "أونروا" قد تضررت إما بشكلٍ كلي أو بليغ أو جزئي بفعل الحرب، وأصبحت الآن أماكن إيواء للفلسطينيين؛ بعد أن دمر الاحتلال منازلهم وأجبرهم على النزوح القسري تحت النار.

وتشير تقديرات أنّ الاحتلال أجبر نحو 1.9 مليون شخص على النزوح القسري وهم يُمثلون الغالبية العظمى لعدد سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون حاليًا في خيام ومراكز إيواء ومنازل مدمرة تفتقر غالبيتها لأدنى مقومات الحياة.

وأضاف أبو حسنة أنّ الضغوط النفسية التي يعانيها الفلسطينيون من مختلف الأعمار، وغياب الكهرباء والإنترنت والأماكن الآمنة واحتمالية القتل والتدمير التي تحدث في كل لحظة، تجعل من استئناف العملية التعليمية شبه مستحيلة وصعبة للغاية.

ولفت أنّ "أونروا" بدأت مطلع أغسطس/ آب الماضي بإعطاء بعض المدروس اللامنهجية المتعلقة بالتفريغ والمساندة النفسية، مؤكدًا أنّ جيلًا كاملًا يتعرض للضياع عبر فقدانه حقه في مواصلة التعليم.

وكانت "الأسوشيتد برس" نقلت في تقريرها عن عاملين في المجال الإنساني قولهم إنّ "الحرمان المطوّل من التعليم يُهدد بإلحاق أضرار طويلة الأجل بأطفال غزة"، مؤكدين أنّ جميع أطفال غزة البالغ عددهم قرابة 1.1 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدة نفسية واجتماعية.