أصبحت الحدود مع الأردن التي تعد الأطول والأكثر استقرارا تقليدياً لدولة الاحتلال الإسرائيلي تشكل على نحو متزايد مصدر قلق للسلطات الإسرائيلية.
ويأتي التصاعد في التوتر على الحدود الأردنية مع الضفة الغربية المحتلة في خضم تواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 11 شهرا.
وأبرز موقع Middle East Eye البريطاني عملية إطلاق النار التي نفذها مواطن أردني يوم الأحد، النار على ثلاثة إسرائيليين، في هجوم قرب معبر جسر اللنبي بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، ما أدى إلى مقتلهم .
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مطلق النار هو ماهر ذياب حسين الجازي (39 عاما)، من بلدة عدرا في محافظة معان جنوب الأردن، وهي بلدة زودت القوات للقتال في معركة القدس المحتلة عام 1948.
والجازي هو من نسل ماهر الجازي، قائد الجيش الأردني في معركة الكرامة عام 1968 بين القوات الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية والقوات المسلحة الأردنية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجازي "اقترب من المنطقة بشاحنة من الأردن وخرج من الشاحنة وفتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر" قبل أن يتم إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في مكان الحادث بعد أن أجرى فريق طبي عسكري محاولات إنعاش لهم.
وقال مدير المعبر الإسرائيلي إن حراس الأمن الثلاثة، الذين حددتهم وسائل إعلام إسرائيلية وهم يوحنان ششوري ويوري بيرنباوم وأدريان مارسيلو بودزامتسر، تعرضوا لإطلاق نار من مسافة قريبة من قبل السائق الذي يعبر من الأردن.
دعم شعبي أردني
وقع إطلاق النار بالقرب من منطقة شحن تجارية تسيطر عليها دولة الاحتلال، حيث تقوم الشاحنات الأردنية بتفريغ البضائع الداخلة إلى الضفة الغربية المحتلة من المملكة.
وأغلقت السلطات الأردنية معبر جسر اللنبي المعروف لدى الفلسطينيين بجسر الكرامة حتى إشعار آخر، بينما تقوم السلطات بالتحقيق في الحادث، بحسب وزارة الداخلية.
وخرج آلاف الأردنيين، مساء الأحد، من أمام المسجد الحسيني في البلدة القديمة في عمان للمشاركة في "موكب الشهداء" إثر عملية معبر الكرامة التي نفذها الجازي.
وشارك في المسيرة عدد كبير من الأردنيين، رغم أن ناشطين أفادوا بأن قوات الأمن منعت المشاركين في المسيرة من إدخال سيارة مجهزة بمكبرات صوت.
وقال مسؤول حدودي أردني لرويترز إن الجيش الإسرائيلي احتجز ما لا يقل عن عشرين سائق شاحنة أردنيا في منطقة التفريغ للاستجواب.
ويعد المعبر، الذي يقع شمال البحر الميت، نقطة الدخول الدولية الوحيدة للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة.
تسلل جماعي
ويأتي الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والأردن بسبب المخاوف من الطرد الجماعي للفلسطينيين إلى المملكة.
وفي الشهر الماضي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الأردن "لن يقبل أن يظل مستقبل المنطقة رهينة لسياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".
وندد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بدولة الاحتلال ووصفها بأنها "دولة مارقة"، محذرا من أن الضغوط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في غزة قد تؤدي إلى إشعال صراع إقليمي.
وفي أغسطس/آب، أورد تقرير لصحيفة معاريف العبرية أن أكثر من 40 ألف شخص اخترقوا الحدود مع الأردن إلى الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة.
وفي أعقاب التقرير، دعا إسحاق فاسرلاوف، وزير النقب والجليل الإسرائيلي، إلى عقد جلسة عامة للحكومة لمناقشة ما أسماه "التسلل الجماعي من الأردن" والذي يشكل "تهديدا حقيقيا" لدولة الاحتلال.
وزعم فاسرلاوف أن "الحدود المفتوحة تُستخدم كقناة لتهريب الأسلحة والمخدرات والمواد الخطيرة، وتسمح لأعدائنا بالتسلل إلى أراضينا".
القسام تبارك العملية
باركت كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأحد، عملية معبر الكرامة. واصفة إياها بـ "البطولية النوعية".
وقالت الناطق باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، في تغريدات له عبر منصته الرسمية على موقع "تيليغرام"، وتابعتها "وكالة سند للأنباء": "نبارك العملية البطولية والنوعية على معبر الكرامة التي نفذها الشهيد الأردني البطل ماهر الجازي؛ أحد أبطال طوفان الأقصى".
وشدد أبو عبيدة على أن "مسدس البطل الأردني في نصرة أقصانا وشعبنا كان أكثر فاعلية من جيوش جرارة وترسانة عسكرية مكدسة".
ونوه إلى أن "العملية تعبر عن ضمير أمتنا وعن مآلات طوفان الأقصى والكابوس الذي ينتظر الكيان الصهيوني من أبطال أمتنا".
وصرح الناطق باسم القسام، بأن مجاهدي الكتائب في قطاع غزة "أدّوا في عقدهم القتالية وكمائنهم وثغورهم صلاة الغائب على الشهيد بطل العملية".