أعلن المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، صادق الخضور، اليوم الإثنين، أنه سيتم اليوم تدشين المدارس الافتراضية بقطاع غزة، للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 اكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأفاد "الخضور" في تصريحات إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن لدى الوزارة خطة تعليمية خاصة لدمج عامين دراسيين لتعويض الطلاب بغزة عن العام الدراسي الماضي، مشيرا للعمل بجديّة؛ لإنقاذ العام الدراسي الذي انقضى جراء الحرب الإسرائيلية.
وحول ماهية عمل المدارس الافتراضية، فهي مدارس إلكترونية عن بُعد، توظّف الملخصات التعليمية الأساسية في المباحث جميعها، والهدف منها، الخروج من عبء تراكم عامين دراسيين، بحسب "الخضور".
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أنه ستكون هناك أكثر من مدرسة افتراضية، يُدرّس فيها معلمون ومعلمات ومتطوعون من الضفة الغربية، وفق برامج خاصة، مع التأكيد على احتساب هذه الفترة للطلبة.
وبشأن استهداف المنشآت التعليمية بالقطاع، أشار"الخضور" إلى أن "290 من أصل 307 منشآت تعليمية تضررت جراء الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الـ 12 تواليا.
وفيما يتعلق بحرمان الاحتلال طلبة غزة من التعليم، لفت أن 39 ألف طالب من غزة حرموا من امتحانات الثانوية العامة، و58 ألف طفل منعوا من الالتحاق بالصف الأول الأساسي.
وصباح اليوم الإثنين، انطلق العام الدراسي في مدارس الضفة الغربية، في ظل حرمان طلبة قطاع غزة من التعليم للعام الثاني على التوالي، جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية.
وبدأ العام الدراسي لهذا العام 2024-2025 بمحافظات الضفة، بينما حرم أكثر من 630 ألف طالب من مقاعد الدراسة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، بينهم أكثر من 58 ألف طفل حرموا من فرحة دخول الصف الأول بالمدرسة، بحسب بيانات لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
تحديات وصعوبات
وأطلقت وزارة التربية والتعليم، يوم الأربعاء الماضي، موقعًا إلكترونيًا لتسجيل طلاب غزة في جميع المراحل التعليمية للتعلم بمدارس افتراضية (تعليم إلكتروني)، مبينةً أنّ ذلك يأتي ضمن سلسلة تدخلات المنتظر البدء فيها تزامنًا مع بدء العام الدراسي في الضفة الغربية.
غير أن هذه الخطة يعترضها الكثير من التحديات أبرزها توفر الكهرباء والإنترنت، وتدمير البنية التحتية وغياب البدائل الحقيقية، وفق ما تؤكده الجهات المعنية في القطاع، مشددة على ضرورة وقف العدوان كاملًا والبدء بإعادة الإعمار، كحلٍ جذري لمعاناة الغزيين.
وفي تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" أول أمس السبت استعرضت فيه معاناة أطفال غزة مع قدوم المدارس، أفادت أنّ التعليم مثّل أولوية عالية بين الفلسطينيين في القطاع، فقبل الحرب كان معّدل الإلمام بالقراءة والكتابة يقارب 98% من إجمالي عدد السكان، وهي نسبة مرتفعة جدًا.
ونوّهت الوكالة إلى أنّ أكثر من 90% من مباني المدارس في قطاع غزة قد تضررت بفعل القصف والكثير منها بإدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وهو ما أكده المستشار الإعلامي للوكالة الأممية عدنان أبو حسنة، محذرًا من ضياع عام ثاني على مئات آلاف الطلبة؛ بسبب استمرار الحرب.
وأوضح أبو حسنة في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ 200 مدرسة من أصل 300 في القطاع تتبع لوكالة "أونروا" قد تضررت إما بشكلٍ كلي أو بليغ أو جزئي بفعل الحرب، وأصبحت الآن أماكن إيواء للفلسطينيين؛ بعد أن دمر الاحتلال منازلهم وأجبرهم على النزوح القسري تحت النار.
وتشير تقديرات أنّ الاحتلال أجبر نحو 1.9 مليون شخص على النزوح القسري وهم يُمثلون الغالبية العظمى لعدد سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون حاليًا في خيام ومراكز إيواء ومنازل مدمرة تفتقر غالبيتها لأدنى مقومات الحياة.
وأضاف أبو حسنة أنّ الضغوط النفسية التي يعانيها الفلسطينيون من مختلف الأعمار، وغياب الكهرباء والإنترنت والأماكن الآمنة واحتمالية القتل والتدمير التي تحدث في كل لحظة، تجعل من استئناف العملية التعليمية شبه مستحيلة وصعبة للغاية.
ولفت أنّ "أونروا" بدأت مطلع أغسطس/ آب الماضي بإعطاء بعض المدروس اللامنهجية المتعلقة بالتفريغ والمساندة النفسية، مؤكدًا أنّ جيلًا كاملًا يتعرض للضياع عبر فقدانه حقه في مواصلة التعليم.
وكانت "أسوشيتد برس" نقلت في تقريرها عن عاملين في المجال الإنساني قولهم إنّ "الحرمان المطوّل من التعليم يُهدد بإلحاق أضرار طويلة الأجل بأطفال غزة"، مؤكدين أنّ جميع أطفال غزة البالغ عددهم قرابة 1.1 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدة نفسية واجتماعية.