الساعة 00:00 م
الخميس 17 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.2 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الصحة لـ "سند": أي استهداف آخر للمنظومة الصحية بغزة يعني حكمًا بالإعدام على المصابين

المواشي ومنتجاتها.. الحرب تقضي على مصدر الرزق الوحيد لعائلات غزة

حجم الخط
مزارع في غزة ينقل مواشي نفقت بسبب الحرب.jpg
فاتن الحميدي- غزة- وكالة سند للأنباء

لا زال الخوف من فقدانٍ أكثر للمواشي في قطاع غزة، يشكل هاجساً لبعض العائلات التي تتخذ من الأغنام والأبقار والطيور، مصدر دخل ورزق لها، بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي شارفت على العام.

وتمثل الماشية مصدر رزق ودخل رئيسي لعديد الأسر في قطاع غزة، منذ أعوام، من قبل أن تفتك الحرب الطاحنة بجميع مصادر أرزاق وتبدل بعضها.

"رزق من ألبانها وأجبانها"..

يقول السيد عبد الله عودة (49 عاماً) لـ "وكالة سند للأنباء"، وهو أحد سكان وسط قطاع غزة، إنه يتخذ من الأبقار والخراف مصدراً للرزق "أباً عن جَد"، من خلال بيع الحليب والأجبان البلدية ومشتقاتها.

ويوضح "عودة" أنه كان يملك أكثر من 40 رأساً من الأغنام، و5 من الأبقار، بينما لم تزِد تكلفة إطعامها سابقاً عما يقارب 50 شيكلاً لـكيس العلف، إلى جانب الرعي الدائم، خاصة بتواجد عدة مساحات فارغة وخضراء شرق المحافظة الوسطى، أو بين البيوت.

ويقطع "عبد الله" الحديث قائلاً: "لكن الحال لم يبقَ كما كان، فقد حلَّت عدة أزمات علينا بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع".

أزمات بعضها فوق بعض..

ويستعرض "عودة" عدداً من الأزمات التي تمثلت بارتفاع أسعار العلاف والتي وصل سعرها في فترة من فترات العدوان إلى 200 شيكل لـ "الكيس الواحد".

ويبيِّن أن ارتفاع أسعار الأعلاف سيزيد أسعار منتجات الأغنام والأبقار من لحوم وأجبان، التي لن تجد من يشتريها إلا قليلاً، بينما لا توجد كهرباء لحفظها وبالتالي "خسارة وفساد منتج، وهنا تكون خسارة بعضها فوق بعض".

ويزيد أن المساحات الفارغة في المنطقة قد تقلصت جراء اتخاذها مأوى لخيام النازحين، والذي حال دون إمكانية الرعي، بينما سبب تواجد جيش الاحتلال في المناطق الشرقية للقطاع حائلاً آخر من الرعي هناك.

ويشير "ضيف سند" إلى أن أزمة إطعام المواشي والرعي بها، أدت بهم إلى بيع نصفها خوفاً من النفوق والموت، وفي ظل شح اللحوم الحمراء في أسواق القطاع، إذ لم يتبقَ بحوزته سوى ما يقارب الـ 15 رأساً.

ويستدرك: "كانوا يقولوا قليل دائم خير من كثير منقطع، لكن في الوقت الحالي لا القليل بقي ولا الدائم موجود، وبدنا نصرف على حالنا ونعيش".

"لم يبقَ من حلالي إلا حمار"..

وهذا شقيقه السيد جمعة عودة، والذي يملك 40 رأساً آخر منفصلاً، يبدأ حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، بـ "لم يبقَ من حلالي شيء إلا الحمار".

وفي تفاصيل ما جرى معه، يلفت ضيفنا النظر إلى أنه اتخذ من الأغنام والخراف مصدراً للرزق والتجارة، إما للبيع كأضاحي في الأعياد، أو للاستفادة من لحومها.

ويقول: "في فترة غلاء أسعار الأعلاف، كنا نأخذ الخبز الناشف ونقوم بطحنه وإطعامه للأغنام"، مضيفاً أنه "قد توفي له عدد قليل في بادئ الأمر".

ويملك "عودة" أرضاً واسعة بالقرب من شارع صلاح الدين تضم عدداً من بيوت أبنائه، كان يُطلق أغنامه فيها حسبما ذكر.

وبنبرة ملؤها الحزن يستكمل قوله: "في ليلة ما فيها قمر استهدفت طائرات الاحتلال الأرض ببراميل متفجرة، لم تُبقِ بعدها بيتاً ولا غنماً ولا شجراً إلا دمرته، ما أدى إلا مقتل جميع ما يملك من أغنام".

نَفَق 82 منها..

أما الراعي بلال من مدينة رفح، يقول إنه كان يملك قبل الاجتياح الإسرائيلي للقطاع أكثر من 95 رأسًا من الماشية، ولكنه بات يملك الآن 13 رأسًا فقط، وقد نفقت العديد منها بسبب الجوع ونقص الأدوية واللقاحات.

يُذكر أن حوالي 55% من المواشي المنتجة للحوم والألبان في قطاع غزة تم ذبحها أو استهلاكها أو فقدانها بسبب الحرب على القطاع، ولم يتبق سوى 45% من المجترّات الصغيرة، أي ما يعادل حوالي 30 ألف رأس، حتى مارس/ آذار، وفقاً لعدد من الإحصائيات.