الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"فتحات" الجدار العنصري.. طريق الرزق المغمس بالدم

حجم الخط
فتحات الجدار
خالد معالي- وكالة سند للأنباء

مع ساعات الفجر الأولى، يستعد العامل أحمد صوالحة من بلدة قراوة بني زيد شمال رام الله، لخوض غمار السعي وراء رزقه، عبر اجتياز الفتحات في جدار الفصل العنصري، التي أحدثها أهالي الضفة للوصول لأراضي الداخل الفلسطيني المحتل.

وبعد أن يجري اتصالاته مع عمّال آخرين سبقوه بعبور الفتحات، ينطلق "صوالحة" حاملا أمتعته في كفة، وروحه في الكفة الأخرى، بعد إعلان الاحتلال تشديد إجراءاته على تلك الثغرات في أعقاب عمليات إطلاق النار التي شهدتها تل أبيب والأراضي المحتلة في الآونة الأخيرة.

يقول "صوالحة" لـ "وكالة سند للأنباء" "إن الطريق للعمل محفوف بالمخاطر، لكن لا يوجد بديل آخر عن الفتحات، خاصة بعد رفض الاحتلال منحه تصريحًا للعمل في الداخل المحتل"، مشيرًا إلى عدم وجود مصدر رزق آخر يُعيل فيه أسرته.

ويتعرض العمال لإطلاق النار من قبل جنود الاحتلال خلال عبورهم الفتحات ما يُسفر عن إصابة عدد منهم بالرصاص الحي، في حين يتعرض العشرات منهم للإصابة نتيجة السقوط خلال قفزهم عن الجدار أو خلال هروبهم وملاحقتهم من الجنود بالقرب من الثغرات.

ويقدّر عدد الفتحات في الجدار العنصري بـ270 ثغرة موزعين في مختلف مناطق الضفة الغربية، تزيد وتنقص مع تشديدات الاحتلال، ويعبرها نحو 100 ألف عامل بحسب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

كرُّ وفرّ

بعناد وتحدّ للمخاطر التي تتلقفه في طريقه لكسب قوته يوم أطفاله، يذكر العامل سليم غنيمات من بلدة سنجل قرب رام الله أنهم يتعرضون كل يوم للملاحقة بالقرب من الفتحات، وإطلاق قنابل الصوت والغاز وأحيانا الرصاص الحي"، لافتًا إلى أن من يمسك به الجنود يتعرض للضرب المبرح أو الاعتقال".

ويُتابع لـ "وكالة سند للأنباء" أن "تحصيل لقمة الخبز وحليب أطفالنا بات يلزمه كر وفر ومراقبة تحركات الجنود على الجدار، وللتواصل بين العمال وكأننا في معركة، نتيجتها إما أن تنجح باختراق الجدار، أو يتم إعادتك بعد وجبة ضرب أو حتى اعتقالك أو إصابتك".

ويبرر "غنيمات" حاجته للعمل في الداخل، بانعدام فرص العمل في الضفة، وإن وجدت فالراتب لا يكفي لسد حاجات عائلته في ظل الغلاء الذي عمّ الأسواق.

ويُضيف: "سنبقى بين كر وفر مع جنود الاحتلال، حتى لو أصابونا بالرصاص أو اعتقلونا، وفتحات الجدار حتى وإن أغلقوها، سيقوم العمال بإعادة قص السياج مرة تلو أخرى".

خسائر متوقعة

بدوره، يقول الأمين العام لاتحاد عمال فلسطين شاهر سعد، إن العمال الفلسطينيين يتعرضون للقمع والتنكيل من قبل قوات الاحتلال، ويتم استهدافهم يوميا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبقنابل الغاز المسيل للدموع، مشيرا لتصاعد استهدافهم خلال الأيام الأخيرة.

ويُحذر "سعد" في تصريحاتٍ إذاعية، من تداعيات خسائر عمّال محافظة جنين على وجه التحديد، عقب العقوبات التي فرضها وزير جيش الاحتلال بيني غانتس على المحافظة قبل يومين، منبهًا إلى أن الاحتلال منع بالمطلق خروج عمال المحافظة إلى الأراضي المحتلة، سواء من خلال الفتحات أو ممن يملكون تصاريح عمل.

وأمس الأحد، طالب "غانتس" مجلس وزراء الحكومة الإسرائيلية، بالموافقة على 360 مليون شيكل للعمل على الجدار الفاصل، في أعقاب هجومين دخل فيهما مسلحون فلسطينيون إلى عمق الداخل من خلال فجوات في السياج، حسب ادعاءات الاحتلال.

وقال "غانتس" لصحيفة "هارتس" الإسرائيلية "نحن نتقدم في العمل في المشروع في ضوء الاحتياجات التشغيلية العاجلة، وأن العمل سيبدأ هذا العام ويستمر في السنوات المقبلة".

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال لم تكمل بناء جدار الفصل العنصري بشكل نهائي، حيث بدأت عام 2002 بالعمل على طول 525 كم، وما تم بناؤه حتى الآن يقدّر بحوالي 470 كم.

وبتوجيه من المستوى السياسي، اتخذت سلطات، قرارا بنشر كتائب إضافية من جيش الاحتلال على طول الجدار الفاصل، وقرب الفتحات التي يستخدمها العمال، بعد الأحداث الأخيرة التي تصاعدت منذ مارس/ آذار المنصرم.