قال موقع The National News)) الإخباري الدولي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الهرب للأمام من الضغوط المتزايدة عليه داخليا وخارجيا من بوابة دفع التصعيد أكثر على جبهة الحرب في لبنان.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال تشكل هدفا رئيسيا للحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحدد نتنياهو هدفه بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني عقد ليلاً بعد ساعات من زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوشتاين ، بهدف تهدئة التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان على موقعه الإلكتروني إن "العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم" أصبحت الآن هدفا رسميا للحرب، مضيفا "ستواصل (إسرائيل) العمل لتحقيق هذا الهدف".
تقويض للوساطات
يشكل هذا الهدف المزعوم انتكاسة للجهود الأميركية والأوروبية لمنع تبادل إطلاق النار اليومي تقريبا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي من التصعيد إلى حرب شاملة.
وبدأ حزب الله هجماته في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول دعماً للمقاومة في غزة وتعهد بمواصلة الهجمات حتى توقف (إسرائيل) حربها في غزة.
وقد فشلت حتى الآن الجهود المبذولة للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة، حيث قالت الولايات المتحدة إنها تخطط لتقديم اقتراح آخر قريباً.
وفي محادثات مع المبعوث الأمريكي أمس الاثنين، قال نتنياهو إن هناك حاجة إلى "تغيير جذري" على الحدود مع لبنان.
وقال مكتبه إن "(إسرائيل) تقدر وتحترم دعم الولايات المتحدة، لكنها في النهاية ستفعل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بسلام".
وتصاعدت وتيرة القتال عبر الحدود مع حزب الله في الأشهر الأخيرة، مع وصول المخاوف من اندلاع حرب شاملة إلى ذروتها في أغسطس/آب بعد اغتيال الاحتلال للقائد فؤاد شكر في بيروت في نهاية يوليو/تموز.
ضغوط إعادة النازحين الإسرائيليين
تم تهجير حوالي 60 ألف شخص من منازلهم في مختلف أنحاء شمال دولة الاحتلال في بداية الحرب، على الرغم من أن بعض السكان اختاروا البقاء في المنطقة، مع نزوح حوالي 100 ألف شخص في جنوب لبنان.
وأسفر التصعيد عبر الحدود عن استشهاد 623 شخصا في لبنان. وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان المحتلة، أعلنت السلطات عن مقتل 24 جنديا و26 مدنيا على الأقل.
وتعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات منتظمة بسبب ما وصفه المسؤولون والسكان النازحون بالتقاعس عن إعادتهم إلى منازلهم.
وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية والمحلل الإقليمي آفي ميلاميد: "يواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة من شركائه في الائتلاف وأنصاره من يمين الوسط لاستعادة الهدوء في المنطقة الشمالية".
وأضاف "يعتقد أنصار نتنياهو أن حزب الله لن يلتزم أبدا بالمنطقة العازلة المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 1701 (الذي ينص على بقاء قوات حزب الله شمال نهر الليطاني) إلا إذا تعرض لضربة حاسمة في المستقبل القريب."
وبينما هدأت المخاوف الأولية من اندلاع حرب شاملة في الشهر الماضي، ألمح مسؤولون إسرائيليون إلى اتخاذ إجراءات أخرى ضد لبنان في الأسابيع الأخيرة، حيث قال وزير الجيش يوآف غولانت لهوششتاين إن الوقت "ينفد" لإبرام صفقة مع حزب الله.
وقالت وزارة الجيش الإسرائيلية في بيان عقب الاجتماع: "الطريقة الوحيدة المتبقية لضمان عودة المجتمعات الشمالية في (إسرائيل) إلى ديارها ستكون من خلال العمل العسكري".
كما غذت الخلافات حول الحرب مع لبنان شائعات حول تعديل وزاري، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو من المقرر أن يحل محل جالانت بوزير العدل السابق جدعون ساعر.
وعلى الرغم من تعليقات جالانت للمبعوث الأمريكي، فإنه يُنظر إليه على أنه يتبنى موقفًا أكثر تحفظًا بشأن الحرب الشاملة مع الجبهة الشمالية.
وفي الوقت نفسه، عارض ساعر أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما أثار قلق أسر الأسرى الإسرائيليين والدبلوماسيين من أن الحرب في غزة سوف تستمر.
وفي حين قال منتدى الأسرى وعائلات المفقودين الإسرائيليين إن تعيين ساعر سيكون بمثابة "حكم بالإعدام" على الأسرى في غزة، قال سفراء أوروبيون لصحيفة هآرتس إنهم "ليس لديهم سبب للتفاؤل".
وقال السفير الأوروبي الذي لم يكشف عن اسمه "لقد رأينا تصريحات واضحة للغاية منه بشأن هذه القضية، ولم تترك لنا أي سبب للتفاؤل"، وأضاف "سيكون الأمر محبطًا للغاية إذا وجدنا أنفسنا نعمل مع وزير جيش إسرائيلي يعارض مثل هذه الصفقة".
ومع اقتراب الحرب في غزة من ذكراها الأولى، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة يوم الثلاثاء في جولة أخرى من الجهود لإحياء محادثات وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تعمل مع وسطاء على أحدث مقترحاتها لإنهاء الحرب.
وقالت حركة حماس إنها مستعدة للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار استنادًا إلى إعلان الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735، دون شروط جديدة أو مطالب إضافية.
جاء ذلك خلال لقاء وفد الحركة، برئاسة خليل الحية، مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأربعاء الماضي.
وأكدت حماس أنها ملتزمة بتجاوبها مع جهود الوسطاء، ورحبت باستمرار دورهم في العمل نحو تحقيق وقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، وتوفير الإغاثة للشعب، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار.