قال الخبير بالشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، إن الجبهة الشمالية تتجه نحو التصعيد، وإن فرص اندلاع الحرب أصبحت كبيرة وقريبة.
وأضاف مرداوي في تحليل له حول القتال بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، اطلعت عليه "وكالة سند للأنباء" أنه "لا يوجد في الأفق مسار سياسي في ظل حكومة نتنياهو يشكل مخرجًا لمنع الحرب".
والسبت الماضي، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توسيع العملية العسكرية بجبهة الشمال.
ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله إنه قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية، مضيفًا: "نحن بصدد عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية".
وأوضح القيادي مرداوي، أن ضباطًا كبارًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقدون أن الحل في الجبهة الشمالية لن يكون إلا عسكرياً، ويؤيدون تنفيذ ذلك في الوقت الحاضر لعدة أسباب، أولها الانتخابات الأمريكية التي تجبر الولايات المتحدة على عدم ترك الكيان والوقوف لجانبه وتقديم السلاح والذخائر المطلوبة، وفق قوله.
أما السبب الثاني فهو قرب الشتاء، الذي يدفع باتجاه تنفيذ العملية قبل الغرق في وحل لبنان، إضافة إلى أن نزوح المستوطنين من المستوطنات يسهّل على الجيش تنفيذ العمليات المطلوبة.
كما أرجع مرداوي تأييد ضباط بجيش الاحتلال للحل العسكري إلى "نزوح اللبنانيين بنسب عالية من القرى الحدودية، ومعرفة فرقة الرضوان والبناء على ما تم من إنجازات خلال ال 11 شهراً الماضية".
إضافة لذلك، العجز عن إجبار حزب الله الانسحاب ونزع السلاح من الجنوب بدون عملية عسكرية، في الوقت الذي يرفض المستوطنين العودة دون ضمان عدم وجود عناصر حزب الله في الجنوب.
كما أن قدرة الجيش على الاستعداد لإزالة خطر حزب الله بعد اتفاق سياسي لن يكون أسرع من قدرة حزب الله بإعادة بناء ما خسره وتطوير أسلحته بما يتوافق مع متطلبات المواجهة والدروس المستقاة من الحرب، الأمر الذي يجعل من فرصة حل تحدي حزب الله في الأيام القادمة فرصة لن تتكرر، وفق مرداوي.
وأشار القيادي بحماس، إلى أن الكابينيت الإسرائيلي سيصادق في الساعات القادمة على اعتماد عودة المستوطنين النازحين في الشمال هدفاً من أهداف الحرب.
ولفت إلى أن ذلك سيترتب عليه تغييرات جذرية، حيث عقد الاحتلال الخميس الماضي اجتماعاً اعتبره استراتيجياً، دعا في نهايته لتبني استراتيجية جديدة في التعامل مع الشمال بنيت على تقدير موقف آنذاك".
وبيّن أن تقدير الموقف بني حينها على "قدرة الإدارة الأمريكية على إنهاء الحرب باتفاق ضعيفة جداً، وأن أي اتفاق مع حزب الله في أي صيغة كانت لن ترضي المستوطنين النازحين في العودة إلى مستوطناتهم.
إضافة لذلك فإن حزب الله يرفض نزع سلاحه وسحب فرقة الرضوان بعد الليطاني، علماً أن جزءًا كبيرًا من الفرقة انسحب لكن البنية التحتية لا زالت قائمة كما يقول العدو، تبعًا لمرداوي.
وأكمل: "موقف نتنياهو والجيش يرى أن حزب الله يُجبر فقط من خلال القوة العسكرية على نزع السلاح وإعادة القوات، وغالنت في الساعات الأخيرة تبنى هذا الموقف وأبلغه للموفد الأمريكي هوكشتين الذي حذّر بدوره غالنت من انفجار حرب إقليمية سيكون لها تداعيات كبيرة وآثار مدمرة".
وتشهد جبهة القتال بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة قصفًا متبادلًا منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الثاني 2023، حيث شكّلت ضربات حزب الله اللبناني جبهة دعم وإسناد لمعركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من الشهر ذاته.
قال موقع ( The National News) الإخباري الدولي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول الهرب للأمام من الضغوط المتزايدة عليه داخليا وخارجيا من بوابة دفع التصعيد أكثر على جبهة الحرب في لبنان.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال تشكل هدفا رئيسيا للحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحدد نتنياهو هدفه بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني عقد ليلاً بعد ساعات من زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوشتاين ، بهدف تهدئة التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان على موقعه الإلكتروني إن "العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم" أصبحت الآن هدفا رسميا للحرب، مضيفا "ستواصل (إسرائيل) العمل لتحقيق هذا الهدف".