طفلٌ كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم يجري كالفهد مسرعاً أمامه الكُرة، لكن صاروخاً إسرائيلياً بدد حلماً لطالما كان يراوده، وآخر لم يتجاوز الثالثة من عمره قضت شظايا الصواريخ على طفولته التي لم تبدأ بعد، وعشرات ممَّن هُم مثلهم لم يُعرف مصيرهم بَعد (..)
تلاشى الحُلُم..
الطفل وحيد الغلبان (13 عاماً)، أصابته شظايا صاروخ ألقته المقاتلات الحربية الإسرائيلية على إحدى الأهداف القريبة منه بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في نيسان/ أبريل الماضي لتودي بعينه وقدمه ويده من نصف جسده الأيمن، ويتغير بعدها مجرى حياته.
تحول حلم الطفل الصغير "وحيد" من لاعب كرة قدم إلى استكمال علاجه في الخارج، وتركيب أطراف صناعية تعيد له الأمل والحلم من جديد.
وترصد "وكالة سند للأنباء" ظروف إصابة الطفل "وحيد" الذي قال إنه أصيب بقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء ذهابه لتفقد منزله بمدينة خان يونس بعد ورود أنباء آنذاك عن انسحاب جيش الاحتلال من المدينة.
ويضيف في حديث تابعته "وكالة سند للأنباء" أن "القصف أدى إلى بتر قدمي ويدي وقلع عيني، وإصابات في جسدي، حيث لا تزال شظايا عالقة في رئتي، فيما أصيب الكثيرون معي، حيث بترت أطراف لهم".
أما عن السيدة أمل الغلبان والدة الطفل، فتوضح في مقابلة صحفية لها أن تحاول تقديم الدعم النفسي لـ"وحيد" في محاولة منها للتخفيف من وطأة الضغوط النفسية التي أثقلت كاهله بعد إصابته.
وتحاول "الغلبان"، "استبدال الطاقة السلبية لدى طفلها المُصاب بروح إيجابية تمنحه الحياة مجدداً"، وفق قولها.
وتطالب السيدة "أمل" بضرورة سفر نجلها لتلقي العلاج خارج قطاع غزة؛ وليعيش كباقي أطفال العالم، ويعود إلى مقعد الدراسة ولعب كرة القدم التي يحبها.
لم يتجاوز الثالثة..
ولا يختلف حال الطفل جهاد يوسف ( 3 أعوام) الذي يعاني من بتر في قدميه وأصابع يده اليسرى، جراء إصابته في مجزرة مواصي خانيونس في التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري.
وفي مقابلة مصوّرة نشرها الصحفي حسن اصليح وتابعتها "وكالة سند للأنباء"، تقول والدة الطفل "جهاد" إن صغيرها لا ينام من شدة الألم، ولديهم عجز في علاجه بسبب إصابة والده في المجزرة نفسها، مناشدةً المؤسسات الدولية لمساعدة طفلها للعلاج في الخارج.
وتشير إلى أن الوضع الصحي لطفلها في انحدار، أما عن نفسيته فتصفها قائلة " نفسيته صعبة وما زال الطفل مصدوم بعد القصف".
نقص حاد..
ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية والغذاء وحليب الأطفال، نتيجة الحرب والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وتغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر، الذي سيطرت عليه في 7 أيار/ مايو الماضي ودمرته، ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن 12 ألف جريح بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج.
وكشفت صحيفة " ذا غارديان" البريطانية في 11 تموز/ يوليو الماضي، أن "شظايا الأسلحة الإسرائيلية ساهمت في ارتفاع معدلات عمليات بتر الأعضاء لدى الفلسطينيين بشكل مثير للقلق منذ بدء الحرب على قطاع غزة".
وفي السياق، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن أطفال غزة "بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.. لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية".
بينما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.