تحدث الناشط الفلسطيني عبود بطاح عن تفاصيل اعتقاله في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، بعد اقتحامه من جيش الاحتلال في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، مؤكدًا أنّه سيواصل فضح الجرائم الإسرائيلية رغم التنكيل والتهديد الذي تعرض له.
وفي وقتٍ سابق من اليوم أفرج الاحتلال عن الناشط عبود بعد ساعات من احتجازه والتحقيق معه رفقة العشرات من النشطاء والإعلاميين والمواطنين المتواجدين داخل مستشفى كمال عدوان.
وفي مقطع مرئي نشره الناشط "عبود" على حسابه في "انستغرام"، اليوم الجمعة، اطلعت "وكالة سند للانباء" عليه، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت مستشفى كمال عدوان شمال غزة منذ ساعات الصباح الباكر، ثم قامت باقتحام المستشفى واعتقال كل من كان فيه من طواقم طبية وصحفيين وطواقم دفاع مدني، وتم اقتيادهم إلى شرق مدينة غزة بالقرب من السياج الفاصل.
وأوضح أن قوات الاحتلال نكلت بجميع المعتقلين، من خلال شتمهم وضربهم بشكل مبرح، وأضاف أن "أحد الجنود عرفني، وقال أنت الذي تنشر على (تيك توك) عن المقاومة والسنوار، فبدأ بضربي وشتمي وشتم أهلي".
وأكد "بطاح"، أن جنود الاحتلال قالوا له بأنه لن يخرج اليوم من هنا وستموت وأدفنك هنا، لكن تم اطلاق سراحه فيما بعد".
وشدد على أنه لن يتوقف عن فضح جرائم الاحتلال، ونشر ما يقوم به من مجازر على منصات التواصل الاجتماعي حتى يراها العالم أجمع، وسنبقى مستمرون.
وكان رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، قال إن جيش الاحتلال اختطف "عبود" وعرضه للتنكيل، ثم اقتاده إلى جهة مجهولة، مشيرا إلى أن "هناك مخاوف جدية على حياته".
واشتهر عبد الرحمن (عبود) بطاح (18 عاما) بسبب طريقة تغطيته الصحافية للعدوان على غزة منذ بدايته، والتي تميزت بحسه الفكاهي، واكتسب شهرة كبيرة رغم صغر سنه.
واقتحم جيش الاحتلال فجر اليوم مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، بعد ساعات من حصاره وقصفه؛ ما أدى لخروجه عن الخدمة؛ في ظل عملية إبادة ممنهجة يتعرض لها شمال قطاع غزة منذ أكثر من 20 يومًا.
واحتجزت قوات الاحتلال غالبية الشباب المتواجدين في مستشفى كمال عدوان، وحققت معهم، ونكلّت بهم، ولاحقًا أُفرج عن عدد منهم فيما بقي مصير البقية مجهولًا.
وتعرض "كمال عدوان" الذي يعد أحد المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع، للاستهداف مرات عدة في الآونة الأخيرة، عبر قصفه بالقذائف الدخانية والرصاص، واستهداف المناطق المحيطة به والطرق المؤدية إليه، فضلًا عن إعاقة عمل الطواقم الطبية ومنع وصول الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيله.
يُشار إلى أنّه ومنذ 5 أكتوبر الجاري يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي العنيف لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة؛ ضمن محاولات إسرائيلية حثيثة لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري تنفيذًا لما يُعرف بـ "خطة الجنرالات".
وبحسب مصادر طبية أدت الجرائم الإسرائيلية لاستشهاد 820 فلسطينيًا وإصابة وفقدان المئات في جباليا وشمال القطاع، بالإضافة لاعتقال العشرات من المدنيين وقد أظهرت مشاهد مصورة وهم مقيدين ومعصوبي الأعين، دون معرفة مصيرهم.