الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

أمضى 47 يوما في الجوع والضرب والإذلال

بالفيديو المحرر سعادة: الاحتلال استخدمنا دروعا بشرية للكشف عن الأنفاق

حجم الخط
الأسير المحرر محمد سعادة يتحدث عن الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها فترة اعتقاله لدى الاحتلال1.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

لا يستطيع الأسير المحرر محمد عبد الفتاح سعادة (20 عاما)، من جباليا شمال قطاع غزة، نسيان الأيام العصيبة التي عاشها رهن الاعتقال وما صاحبها من تعذيب وتجويع وإذلال.

47 يوما أمضاها "سعادة" رهن الاعتقال، كأنها 47 عاما كما يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، ولم يتوقع أن يعود منها على قيد الحياة، ففي كل يوم كان يرى الموت بعينيه.

نزح "سعادة" مع عائلته من جباليا هربا من شدة القصف، واستقر بهم الحال في رفح جنوب القطاع، لكن والده استشهد هناك، فانتقل مع عائلته إلى خانيونس، وبات هو مسؤولا عن عائلته باعتباره الأكبر بين إخوته.

وبدأت معاناة "سعادة" مع الأسر عندما توجه في 23 يونيو/ حزيران رفقة عدد من الأشخاص إلى المعبر بحثا عن عمل أو توفير مساعدات لعائلته، لكنهم وقعوا في قبضة جيش الاحتلال.

وقال: "كنا 19 شخصا رهن الاعتقال، فوضعونا داخل خيام على الحدود لمدة 3 أيام، قبل أن يأتي محقق ويشرع بالتحقيق معنا حول المقاومين وعن أماكن الأنفاق وأي معلومات عن الأسرى الإسرائيليين".

وأضاف: "أخبرناه أننا من جباليا، ولا نعلم شيئا في جنوب القطاع".

وعلى إثر ذلك تم وضعهم نهارا كاملا على الرمال وتحت أشعة الشمس وهم مقيدو الأيدي إلى الخلف ومعصوبو الأعين، وفي المساء تم نقلهم إلى غرف للجيش، ووضعوا كل اثنين في غرفة، وبعد يومين، جاء جندي يتحدث العربية، أخبرهم أنهم سيرافقون الجيش لتصوير المنازل في غزة.

وقال "سعادة": "رفضنا ذلك بطبيعة الحال، لكنهم أجبرونا تحت التهديد بقتلنا نحن وأهالينا إن رفضنا".

وأوضح أن جنود الاحتلال ألبسوهم الزي العسكري وخوذة رأس عليها كاميرا تصوير، وأجبروا على الدخول إلى المنازل فيما كانت طائرات "كواد كابتر" تحوم فوقهم والدبابات تحيط بهم وتطلق قذائفها.

خرج "سعادة" في 15 مهمة من هذا القبيل، لكن آخر مهمة كانت مختلفة عن سابقاتها.

وقال: "ذات صباح، أخبروني أني سأذهب إلى تدريب للجيش، لكن كانت المهمة الدخول إلى دبابة تركها الجيش سابقا وتصويرها من الداخل".

وأضاف: "رفضت القيام بهذه المهمة، خوفا من أن تكون الدبابة مفخخة فأذهب أنا الضحية".

وعندما رفض، ضربه الجندي ببندقيته على ظهره، وأنزلوه من دبابتهم، وقالوا له: "روح بلاش نطخك".

ويصف سعادة لـ"سند" لحظات الرعب التي عاشها في تلك اللحظة، قائل: "كنت أسير وأنا خائف، وفجأة شعرت بنخزة في صدري وبدأت أنزف، قبل أن يغمى علي".

صحا "سعادة" في اليوم التالي ليجد نفسه داخل مستشفى، وبعد يومين أخرجوه من المستشفى وصلت إلى معبر "كرم أبو سالم"، يوم 9 أغسطس/ آب، واستقبلته هناك مركبة إسعاف فلسطينية.

وأكد أنه لم يتوقع أن يتركوه حيا، وقال: "فقط أني بعد كل هذه المدة قلت لهم "لا" ضربوني بطلق ناري، فما بالك لو قلت "لا" من أول يوم؟ ربما قتلوني".

وتحدث ضيف "سند" عن ظروف الاعتقال والاحتجاز التي مر بها، مؤكدا أن الجنود كانوا يضربونهم باستمرار بسبب وبدون سبب، كما جوعوهم وقدموا لهم القليل من الطعام.

وأوضح أن المعتقلين كانوا ينامون كل اثنين على فرشة واحدة ملقاة على الأرض، ويتعمد الجنود الدعس عليهم كلما مروا من فوقهم.

وقال إن كل يوم في الاعتقال مر كأنه سنة كاملة، نتيجة ما عايشوه من خوف وتعذيب وقلة طعام والماء.

وأوضح أنهم طيلة فترة الاعتقال لم يتمكنوا من الاستحمام أو حتى غسل شعورهم، مضيفا أن "الذباب والبعوض أكلت أجسادنا، ولم نكن نعرف أن ننام ليلا".

ويبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"مقاتلين غير شرعيين" الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1618 معتقلا، وهذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة، وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.