نظمت الطواقم الطيبة بمستشفى غزة الأوروبي بخانيونس جنوب قطاع غزة، اليوم الخميس، وقفة تضامنية مع مشافي شمال القطاع التي تتعرض لاستهداف ممنهج خلال أكثر من شهر من الحصار المطبق.
وندد مدير التمريض والمتحدث باسم مستشفى غزة الأوروبي، صالح الهمص، بتعطيل المنظومة الصحية قسراً في شمال القطاع، وبإطلاق النيران واستهداف سيارات الإسعاف وتعطيل المستشفيات.
ونوه "الهمص" في بيان صحفي وصل "وكالة سند للأنباء" على هامش الوقفة التضامنية، إلى أن جرائم الاحتلال بحق المنظومة الطبية بالشمال اعتداء على القيم الإنسانيّة، وانتهاك سافر لكل القوانين الدولية.
وأكد أن التعرّض للطواقم الطبيّة والمرضى والجرحى والطواقم الإسعافية بأساليب الإرهاب والترويع والقتل؛ يكشف عن عجز منظومة الاحتلال التي تستهدف المستشفيات التي تقدم الخدمة الإنسانية فقط.
وشدد على أن استهداف المستشفيات وتدميرها، والتنكيل بالمرضى والأطقم الطبية، والتي كان آخرها حصار واقتحام واستهداف مستشفيات شمال القطاع يعد جريمة مركبة، وانعكاس لسياسة ممنهجة ضد المستشفيات.
وأطلق "الهمص" نداء استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية وكل الدول العربية والإسلامية؛ لإنقاذ مرضى وجرحى وأطفال غزة من الموت المحقق بعد تعطل المنظومة الصحية في الشمال.
وطالب منظمة الصحة العالمية، وكل المنظمات الدولية بمعاينة الأوضاع الخطيرة التي يعيشها شمال القطاع، والاطلاع عن كثب على الواقع الصحي الصعب، والذي توقف عن الخدمة؛ بسبب اقتحام المستشفيات، واستهداف الطواقم الطبية والإسعافية.
ودعا المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية وكل دول العالم الحر إلى إدانة هذه الجرائم المستمرة بحق المرضى والجرحى والأطفال، وبحق المستشفيات والمنظومة الصحية.
وصباح اليوم، حذر مدير المستشفيات الميدانية بغزة، مروان الهمص، من الواقع الطبي المتهالك بشمال قطاع غزة، مشددا على أنه "أكثر من كارثي ولا خدمات صحية بالمستشفيات"، تزامنا مع الحصار المطبق للشهر الـ 2 تواليا.
وقال مدير المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بغزة، فضل نعيم، صباح اليوم الخميس، إن أزمة حقيقية تعصف بمرضى الأورام في شمال القطاع، في ظل انعدام العلاج الكيماوي والإشعاعي، وعدم القدرة على إجراء العمليات اللازمة.
وسبق أن صرح مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أمس الأربعاء، أن الجرحى الفلسطينيين يفقدون حياتهم لعدم وجود تخصصات جراحية قادرة على إنقاذهم، في شمال قطاع غزة، لافتا إلى أن الوضع ما زال صعبا جدا.
وخلال أكثر من شهر من الحصار على شمال غزة، واصل الاحتلال استهداف المرافق الصحية، حيث تعرضت مستشفيات "كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي" لقصف مباشر، ما ألحق أضرارًا كبيرة بها، وخرجوا عن الخدمة في أكثر من مرة.
ومرارا وتكرارا، جددت وزارة الصحة مناشداتها بضرورة إيفاد فرق طبية وجراحية عاجلة لمستشفيات شمال غزة، وخاصة مستشفى كمال عدوان التي تعرضت لعداون ممنهج خلال العملية العسكرية المتواصلة منذ أكثر من شهر، لكن "دون جدوى" حتى الآن.
وفي وقت سابق، صرح مدير المستشفيات الميدانية بغزة، مروان الهمص، بأنه لا يوجد أي خدمة طبية جراحية في شمال قطاع غزة؛ نتيجة إجبار الاحتلال الأطباء المتخصصين إما بالنزوح نحو مدينة غزة، أو اعتقالهم مثلما فعل مع جراحي كمال عداون.
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي حصاره المطبق على شمال قطاع غزة، لليوم الـ 34 تواليا، تزامنا مع ارتكابه أبشع المجازر ضد المدنيين لا سيما في معسكر جباليا وبيت لاهيا بشمال القطاع.
وارتقى أكثر من 1800 شهيد، و4 آلاف جريح، وفقد المئات، خلال شهر من الحصار على شمال القطاع بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فيما اعتقل أكثر من 600 فلسطيني وفقا لمؤسسات الأسرى.
ويعاني شمال قطاع غزة أوضاعًا صعبة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية، ومنع إدخال المساعدات، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات التجريف والنسف، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
ودخلت حرب "إسرائيل" العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد المدنيين في قطاع غزة، اليوم الخميس، اليوم الـ 398 على التوالي، تزامنًا مع استمرار حصار شمال القطاع وارتكاب جرائم إبادة.
وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 إلى 43,391 شهيدا، و102,347مصابا بجروح متفاوتة.