لم يعدم الغزيون الوسيلة على مدار شهور الحرب الـ14، فالحاجة أم الاختراع، ورغم كل محاولات الاحتلال لإطباق الحصار على أهالي قطاع غزة منذ بداية الحرب، تظهر العديد من الأفكار والمشاريع والمبادرات يوماً بعد يوم للتخفيف من الواقع الأليم بجهود ذاتية، واستغلال المعاناة كحافز للإبداع والابتكار.
وبأدوات محلية بسيطة استطاع الشاب ضياء الدين أحمد (24 عاماً)، تحويل موهبته منذ الصغر في إنتاج أدوات منزلية والتي بدأت تتلاشى من السوق، في ظل منع الاحتلال من إدخالها كما بقية الأصناف والمواد الأساسية التي يحتاجها السكان، ما خلق أزمة كبيرة في صفوف المواطنين.
سلة ستي..
ويقول أحمد، إن فكرة مشروع "سلة ستي" تولدت لديه عقب حاجة المواطنين والنازحين الملحة للأدوات المنزلية، والتي يمنع الاحتلال دخولها منذ بداية الحرب، في الوقت الذي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني وغير مسبوق.
ويضيف أحمد في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، وهو أحد النازحين من شمال القطاع إلى مدينه دير البلح وسط القطاع، أن المشروع أصبح بمثابة دخل محدود له ولعائلته في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، حيث تباع القطعه ما بين خمسة إلى ثمانية شواكل.
أنواع متعددة..
ويبين، أن فكرة المشروع تقوم على إنتاج مشغولات يدوية منسوجة من الأشرطة البلاستيكية التي تستعمل في ربط البضائع، ينتج منها ما تحتاجه العائلة مثل سلات الزينة، سلات الأفراح، وسلات ورد وسلات ملابس، وسلات تسوق، ومقاعد خشبية للجلوس.
ويلفت أحمد، إلى أنه ينتج أيضاً أي أنواع أخرى حسب رغبة المواطنين وطلبهم.
ويبين، أن المشروع يواجه عقبات من حيث توفير المواد الخام وضيق مساحة الخيمة التي يقطن بها ويتخذها مكاناً للعمل، وفي نفس الوقت مبيتاً له ولعائلته المكونة من سبعة أشخاص.
ويطالب "ضيف سند"، بدعم مثل هذه المواهب ومحاولة توفير مكان له، لتوسيع المشروع وإنتاج كميات أكبر في المستقبل.
أزمات خطيرة
وفي السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الحصار الإسرائيلي التعسفي والمتواصل وإغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، ومنع وعرقلة إدخال الإمدادات الإنسانية، أدى إلى تراكم خطير لمجموعة من الأزمات التي تهدد بشكل مباشر حياة وصحة سكان قطاع غزة.
وأشار الأورومتوسطي في بيان له في أغسطس/آب الماضي، أن "إسرائيل" تفرض على سكان غزة حصارًا تعسفيًا خانقًا بقصد الإهلاك العمد لهم، عبر التجويع، ومن خلال حشرهم في بيئة بمساحات جغرافية ضيقة، ومنع الأدوية ومواد التنظيف عنهم، وحرمانهم من القدرة على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والاستخدام الإنساني.
وجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل دخول العناصر الأساسية الغذائية وغير الغذائية الضرورية للاستجابة للوضع الكارثي الذي يعاني منه سكان القطاع بأكمله، وبشكل فوري وآمن وفعّال.