تحاول إسرائيل في كل مرة، تزييف الحقائق، وتجميل صورتها القبيحة أمام العالم، وإظهار ديمقراطيتها، ونظافة يدها الملطخة بدماء الأبرياء، والإدعاء بأنها الضحية التي تواجه العنف والأرهاب، مستخدمةً في ذلك ما يعرف بـ "البروباغندا السياسية والإعلامية".
وبما أن الرياضة، وبما فيها كرة القدم تنأي بنفسها عن السياسة، إلا أن "إسرائيل"، توظف وتسيس كل ما يدور حول العالم من وقائع وأحداث لصالحها، في محاولة منها للتأثير على الرأي العام الدولي، والذي بات يعتبرها منبع الفاشية والعنصرية.
وحاولت "إسرائيل" بعد مرور 10 سنوات فقط على تأسيسها، وعقب احتلال الأراضي وتنفيذ المجازر والمذابح بحق العرب والفلسطينيين، إقناع العالم بأنها حمامة السلام في المنطقة، لكن قوبلت تلك المحاولات بـ "مقاطعة" في كافة المجالات السياسية والثقافية، وأبرزها "الرياضية" التي لعبت دوراً فعالاً في نبذ "الاحتلال"، وفضح جرائمه حيث في عام 1958 رفضت بعض الدول اللعب أمام إسرائيل ضمن تصفيات كأس العالم بسبب انتهاكات جيشها المحتل.
وبدء المنتخب التركي مسلسل المقاطعة وانسحب أمام منافسه الإسرائيلي رفضاً للتطبيع، بينما رفضت أندونيسيا اللعب في تل أبيب، ولم يوافق "فيفا" حينها على نقل المباراة إلى ملعب محايد، وعلى إثر ذلك انتقلت إسرائيل إلى المرحلة الثانية من التصفيات التي دمجت آنذاك دول آسيا مع أفريقيا، فكان عليها أن تلاعب مصر التي رفضت بالطبع المواجهة في ظل احتدام الصراع بين البلدين، وكان موقف السودان مماثلاً أيضًا.
ولأن قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لم تسمح لإسرائيل بالتأهل دون لعب أي مباراة في التصفيات، كان عليها أن تلعب مباراة فاصلة مع دولة أوروبية من الدول التسع التي لم تستطع التأهل مباشرة من مجموعاتها.
كانت ويلز قد فقدت الأمل في اللحاق بكأس العالم بالسويد، بعد احتلالها المركز الثاني بمجموعتها القوية، لكنها مُنحت فرصة جديدة للتأهل إذا ما انتصرت على إسرائيل في حين ساعدت العلاقات القوية بين بريطانيا على إقامة هذه المباراة.
وأُقيمت المباراة بالفعل في يناير 1958، حيث استضافت إسرائيل منتخب ويلز في مواجهة تم تسييسها بشكل كبير، إذ حرصت دولة الاحتلال التي رفض الجميع اللعب معها على أن تُظهر نفسها پأفضل صورة، فاستقبلت اللاعبين الويلزيين أفضل استقبال، ومنحت كل لاعب صندوق هدية من برتقال يافا، وانتهت المباراة بفوز ويلز بهدفين مقابل لا شيء، لتستغل الحدث الرياضي الكبير في تجميل صورتها القبيحة أمام العالم.