يمضي الشاب محمود سكر وقته وحيدا داخل خيمة في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، يقلب عبر شاشة هاتفه المحمول صور أفراد عائلته الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وقال "سكر" لمراسل "وكالة سند للأنباء"، بينما كان يحمل 17 شهادة وفاة لأفراد عائلته: "أهلي كلهم استشهدوا ولم يبق لي أحد.. وبقيت أنا لوحدي".
وأخذ "ٍسكر" يعرض شهادات الوفاة واحدة تلو أخرى، ومع كل واحدة منها يتذكر مواقف تذكره بصاحبها، ويقول: "أبي كان السند كله الله يرحمه.. أمي هي الكون كله، وهذه شهادة أخي الكبير رياض الله يرحمه".
ويقف عند شهادة وفاة أخيه محمد، ويقول: "محمد توأم روحي، كان يقول لي: عندما سنتزوج سنعمل عرسنا مع بعض وندعو كل الناس لفرحنا".
ويضيف بحرقة: "راح سندي وتوأم روحي".
ويتذكر "سكر" وهو من مدينة غزة، تفاصيل الليلة التي فقد فيها عائلته دفعة واحدة، ويقول: "في لية 23/10/2023 كنت خارج البيت، فاتصل بي صديقي وطلب مني الحضور إلى المستشفى، وقال لي أن كل أهلي بانتظاري هناك".
وأضاف: "وصلت إلى المستشفى فوجدت جثامين أهلي موضوعة بجانب بعضها البعض".
ويؤكد "سكر" أنه ورغم مرور ما يزيد على سنة على استشهاد أفراد عائلته، إلا أنه لا ينساهم، ولا يغيبون عن باله دقيقة واحدة.
ويقول: "الأم لا تعوض، هي النَّفَس في كل الحياة كلها، وبعدها انطفأت الحياة".
وتُواصل "إسرائيل" حربها العدوانية على قطاع غزة، منذ 441 يومًا على التوالي، تزامنًا مع الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر المروعة.
وأشارت أحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أمس الخميس، فإن 1,413 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,455 شهيداً.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45 ألفًا و206 شهداء و107 آلاف و512 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة اليوم الجمعة.