أظهرت معطيات رسمية فلسطينية أن عدد الوحدات السكنية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال عام وشهرين، بلغ أكثر من ربع مليون وحدة سكنية، صُنّفت ما بين هدم كلّي، وجزئي غير صالح للسكن، وآخر جزئي صالح للسكن.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الأشغال العامة والإسكان لجريدة "الأخبار" اللبنانية، أن الاحتلال دمر 70% من قطاع الإسكان، منها 170 ألف وحدة بشكل كلي، و80 ألف مبنى سكني بشكل جزئي بالغ، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية التي دُمّرت بشكل جزئي ولكنها صالحة للسكن، 200 ألف.
وأشار إلى أن الخسائر المالية الأولية لقطاع الإسكان، بما في ذلك البنية التحتية والطرق الإقليمية (شارع الرشيد وشارع صلاح الدين) تُقدَّر بأكثر من 20 مليار دولار.
ولفت أن الأرقام المشار إليها تبقى أولية وقابلة للتحديث بسبب عدم قدرة الطواقم الفنية على معاينة بعض الأحياء والمربعات السكنية لصعوبة الوصول إليها، في ظل استمرار حرب الإبادة على معظم المناطق في قطاع غزة، فيما ثمّة مناطق أخرى لم يَعُد ممكناً الوصول إليها بعدما أقام عليها جيش العدو قواعده العسكرية.
وعمد الاحتلال إلى نسف مربعات وأحياء سكنية بأكملها لطرد السكان الفلسطينيين من أماكن سكنهم، ولإجبارهم على عدم العودة إليها، فضلاً عن تقطيع أوصال القطاع عبر تدمير أكثر من 80% من الطرق والشوارع الرابطة بين المحافظات والمدن والأحياء المختلفة، وفق المصدر ذاته.
ورغم فداحة الكارثة، تقول وزارة الأشغال العامة والإسكان إن لديها بالتعاون مع جهات الاختصاص الحكومية، تصوُّراً تعتقد أنه قابل للتحقيق في ظلّ وجود إرادة دولية.
ويقول المسؤول إن التصوّر يشتمل على مرحلة الإنعاش وإغاثة المواطنين بمساكن معيارية مؤقتة، يتم تركيبها في مناطق وأراضي واسعة لاستيعاب أصحاب البيوت المتضرّرة بشكل كلّي والبيوت غير الصالحة للسكن، على أن تلي ذلك مرحلة التعافي والبدء بإعادة الإعمار.
لكنه أكد أنّ العائق والتحدّي الأكبر للإعمار هو الاحتلال، موضحاً أنه في حال وضع الاحتلال قيوده الجائرة على الإعمار بتقييد دخول الدعم المالي ومواد البناء، فهذا سيؤخّر عجلة البناء لسنوات طويلة.
وشدد على ضرورة ممارسة ضغط دولي على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة والإسراع في عملية الإعمار وإعادة السكان إلى منازلهم.
ويواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حربه التدميرية وجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ ٤٤٦ تواليًا، في ظل استمراره بارتكاب المجازر بحق المدنيين وإجبارهم على النزوح مرارًا وتكرارًا تحت القصف وبظروف قاسية محفوفة بالخوف والخط.