استشهد صباح اليوم الأربعاء، الأسير المحرر إسماعيل طقاطقة (40 عاماً)، المفرج عنه قبل 5 شهور من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد تبيُّن إصابته بمرض سرطان الدم نتيجة الجرائم الطبية التي تعرض لها في السجون.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان تلقته "وكالة سند للأنباء"، إن الأسير المُحرر "طقاطقة" تعرض لجريمة طبيّة ممنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أدت إلى استشهاده صباحاً في المملكة الأردنية، إذ تبين بعد الإفراج عنه في 29 آب/ أغسطس 2024 إصابته بمرض سرطان الدم.
واعتبرت الهيئة ونادي الأسير، أنّ الشهيد طقاطقة، ضحية جديدة للجرائم الطبية الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون، بحقّ الآلاف من الأسرى.
والشهيد "طقاطقة" متزوج وأب لأربعة من الأبناء، وبحسب عائلته لم يكن يعاني من مشاكل صحية قبل اعتقاله في شهر آذار/ مارس عام 2024.
وفي آخر مدة من اعتقاله في سجن عوفر في شهر آب 2024 وقبل الإفراج، بدأ وضعه الصحي بالتدهور بشكل مفاجئ.
وتفاقمت الحالة الصحية للشهيد "طقاطقة" ووصل لمرحلة صعبة جرى نقله إلى مستشفى (هداسا)، وأفرج عنه بشروط، ونقل إلى مستشفى جامعة النجاح حيث مكث فيها مدة قبل نقله إلى الأردن.
وأكدت مؤسسات الأسرى أن الأسرى الفلسطينيين تعرضوا ويتعرضون لعمليات تعذيب ممنهجة، بشكل -غير مسبوق- منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأوضح البيان أن الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج، هما الأداة الأبرز لتنفيذ عمليات إعدام ممنهجة بحقّ العشرات من الأسرى منذ بدء الحرب، واستُخدمت الجرائم كافةً في سبيل قتل المزيد من الأسرى.
ظروف مأساوية وتعذيب ممنهج..
وتتعمد إدارة السجون فرض ظروف احتجاز قاسية ومأساوية، وتعذيب الأسرى وتنفيذ اعتداءات ممنهجة بحقهم، والتعمد بإصابتهم بأمراض من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الصحية، وتجويعهم، وتحويل حاجتهم للعلاج أداة للتعذيب.
وأظهر البيان المشترك أن قضية الشهيد "طقاطقة" تفرض تساؤلا كبيراً ومتجدداً بشكل لحظيّ على مصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسرى المرضى الذين لم يعد بمقدور المؤسسات حصر أعدادهم.
وأشارت الهيئة والنادي، إلى أنّ غالبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم بعد الحرب على غزة وحتّى اليوم، يُعانون من مشاكل صحية، استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم.
وأضافتا أنه تبين لاحقاً معاناة المُفرج عنهم من مشاكل صحيّة مزمنة لم يكن يعانون منها قبل الاعتقال، وذلك استناداً للفحوص الطبيّة التي خضعوا لها بعد الإفراج، عدا عن الأعراض الصحيّة العامة التي اشتكوا منها بعد الإفراج، وذلك استنادا لشهاداتهم.
ولم يكتفِ الاحتلال بجريمته بحقّ الأسرى داخل السجون، بل يواصل ذلك بأدوات أخرى منها حرمان المواطن الفلسطيني من العلاج في المستشفيات في أراضي الداخل المحتل بذرائع أمنية، وفقاً للبيان.
وفي تفاصيل ما جري مع الشهيد "طقاطقة"، كشف البيان أن الأخير بحاجة إلى زراعة نخاع، حيث رفض الاحتلال نقله إلى أراضي الداخل المحتل لاستكمال علاجه، كما عرقل نقله إلى الأردن.
وبحسب ما ذُكِر، فقد ساهمت المماطلة التي فرضها الاحتلال قبل نقل "طقاطقة" إلى الأردن لاحقا، إلى تفاقم وضعه الصحيّ إلى أنّ اُستشهد صباح اليوم في الأردن.
وفي هذا الإطار أكدت مؤسسات الأسرى أن مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال، مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية لهم، والتّسبب بأمراض حتّى للمعتقلين والأسرى الأصحاء.
وتابعت أن الاحتلال يتعمد نشر الأوبئة بين صفوف الأسرى وأبرزها مرض "الجرب و السكايبوس"، ما يشكّل نموذجاً واضحاً للجرائم الطبية؛ بهدف قتلهم والتسبب لهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها لاحقا.
وحمّلت مؤسسات الأسرى إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير السابق "طقاطقة"، وعن مصير آلاف الأسرى الذين يواجهون إجراءات ممنهجة تهدف إلى قتلهم.
ودعت عائلات الأسرى المفرج عنهم أن يسارعوا بعمل الفحوصات اللازمة، كخطوة أولى بعد الإفراج، وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحيّة والاحتفاظ بالتقرير.
وجددت الهيئة والنادي مطالبتها المتكررة للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز المرعبة أمام استمرار حرب الإبادة والتي يُعد أحد أوجهها تنفيذ الجرائم بحق الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال.