الساعة 00:00 م
السبت 24 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.87 جنيه إسترليني
5.08 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.09 يورو
3.6 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

لا يمكن تحقيق السلام عبر تجاهل الفلسطينيين

ترجمة خاصة.. Foreign Affairs: الخطط الإسرائيلية والأمريكية في غزة مصيرها الفشل المحتوم

حجم الخط
غزة.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أكدت مجلة Foreign Affairs الأمريكية أن الخطط الإسرائيلية والأمريكية والتي وصفتها بالعدوانية في قطاع غزة مصيرها الفشل المحتوم، وأنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر تجاهل الفلسطينيين.

وقال المجلة إن الرؤية الإسرائيلية بشأن غزة خاطئة أخلاقيا: فالفلسطينيون لديهم حق لا لبس فيه في تقرير المصير. وهي أيضا غير قابلة للتطبيق، فمهما حاولت (إسرائيل) والولايات المتحدة، فلن تتمكنا من تحقيق السلام من خلال تجاهل الفلسطينيين. والواقع أن محاولة القيام بذلك هي التي أوصلتهما إلى المأزق الحاصل في المنطقة.

وأشارت المجلة إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية دمرت غزة وأعادت المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة إلى مستويات عام 1955. وقد قدر البنك الدولي ومنظمات الأمم المتحدة أن إعادة بناء الشرق الأوسط وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية سيكلف ما بين 350 و650 مليار دولار. وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن إعادة بناء غزة وحدها تتطلب ما لا يقل عن 40 إلى 50 مليار دولار.

لكن المجلة شدد على خطأ الخطط الإسرائيلية والأمريكية بالتركيز على الأمن على حساب السلام ومن دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وهي خطط فشلت مرارًا وتكرارًا.

وشددت على أنه حتى يتحقق الاستقرار، ينبغي للدول الإقليمية المؤثرة أن تخلق إطاراً سياسياً يعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وإلا فلن يكون هناك أي أهمية للمبالغ التي ينفقها العالم على إعادة الإعمار. وسوف تظل المنطقة محطمة.

انحراف أمريكي

قالت المجلة إن النهج الأميركي في الشرق الأوسط يركز على إضعاف إيران، المنافس الإقليمي الرئيسي لواشنطن، وتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية على أمل فتح الباب أمام استثمارات جديدة. وترغب واشنطن في المساهمة في إعادة بناء غزة، رغم اعتقادها بأن الأموال لابد أن تأتي إلى حد كبير من الدول العربية.

لكن الخطة الأميركية تدعو إلى إعادة الإعمار دون أي أفق لحل سياسي للفلسطينيين. واليوم، فإن غزة التي تتخيلها واشنطن إما أن تكون مساحة مطهرة عرقياً من الفلسطينيين أو فراغاً سياسياً غير خاضع للحكم من شأنه أن يظل مستقراً بطريقة أو بأخرى.

من جهتهم فإن الإسرائيليين يشتركون في هذا الخيال. ولكن بعضهم يريد أن يكون أكثر عدوانية عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. فالإسرائيليون يؤيدون الحرب في غزة على نطاق واسع، وحتى بعد وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني، يرغب كثيرون منهم في العودة إلى القصف.

وتريد الحكومة الإسرائيلية إعادة إعمار غزة فقط بعد أن يتم "نزع التطرف" عن الفلسطينيين، على حد تعبير المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين أموس يادلين وأفنير جولوف، وإثبات قدرتهم على "الحكم الفعّال". ولكن بعض المسؤولين الإسرائيليين لا يريدون إعادة إعمار غزة على الإطلاق.

فخلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى كرئيس، أقنعت الولايات المتحدة البحرين والمغرب والسودان والإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" كجزء من اتفاقيات إبراهيم، مما أدى إلى خلق ما كان يأمل ترامب أن يكون اتفاقا أمنيا وتجاريا واستثماريا بقيادة دولة الاحتلال.

وفي الوقت نفسه، كثفت "إسرائيل" بناء المستوطنات، وزادت من القمع، ووسعت سلطتها على الأراضي الفلسطينية. وردا على ذلك، شنت حماس هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي أعقاب الحملات الجوية الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا واليمن، أصبحت شعوب المنطقة تنظر الآن إلى دولة الاحتلال باعتبارها الطرف الأكثر تطرفاً وتدميراً في الشرق الأوسط.

لا عدالة لا سلام

في الشرق الأوسط، لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لإنهاء الصراعات أو إعادة بناء ما تم خسارته. إن الحروب التي ابتليت بها المنطقة تشترك في العديد من الخصائص، ولكن لأنها مستمرة منذ سنوات، فقد طورت ديناميكياتها الخاصة.

إن التحديات التي تواجه غزة أشد عمقاً. فقد تكون هناك سابقة تاريخية لحجم ومدى الدمار الذي لحق بالقطاع. ولكن على النقيض من الأماكن الأخرى التي تحولت إلى خراب، فإن غزة ليست دولة. فهي لا تسيطر على حدودها. وهي محاصرة، ومعزولة عن الخارج وتفتقر إلى كل أنواع الموارد الأساسية، بما في ذلك المياه والغذاء والأراضي اللازمة للإنتاج الزراعي أو الصناعي.

وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن جعل غزة صالحة للسكن، ناهيك عن كونها قابلة للاستمرار اقتصادياً. ولا توجد خطة واضحة لتحديد من سيتولى زمام المبادرة في إعادة بناء القطاع.

وفي غياب التسويات السياسية، سيكون توزيع أموال إعادة الإعمار صعباً للغاية. والواقع أن تقديم المساعدة قد يؤدي إلى خلق حالة من التوتر. وكثيراً ما يتلاعب الفاعلون المحليون والإقليميون بتسليم المساعدات، الأمر الذي يؤدي إلى خلق اقتصاد منحرف يترك بعض الناس يشعرون بالمرارة ويشجع آخرين.

لا شك أن الشرق الأوسط الجديد في طور التشكل. ولكن في غياب الحل السياسي، لن تحقق إعادة الإعمار أي شيء يذكر على المدى البعيد. فهي لن تتمكن من إصلاح اختلالات التوازن في القوة، أو المؤسسات المكسورة التي تتسبب في إراقة الدماء المستمرة. ولن تتمكن من دفع القوى الأجنبية إلى العمل معا، بدلا من العمل على تحقيق أهداف متعارضة.

وربما تساعد هذه العملية الناس حرفيا على إعادة بناء منازلهم ومتاجرهم ومدارسهم. ولكن إلى أن يتحقق السلام الدائم، فقد تنهار هذه المباني من جديد عندما يعود الصراع حتما.