قال المحامي المختص في شؤون القدس، خالد زبارقة، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض واقعٍ جديد في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة تضييقات يفرضها بشكلٍ استباقي على الفلسطينيين.
وحذر زبارقة في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" من تصعيد إسرائيلي غير مسبوق بمدينة القدس خلال شهر رمضان على ضوء الإجراءات الاستباقية التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين كالإبعاد ومنع الوصول للأقصى وتقليل عدد المصلين.
وأوضح أنّ القرار الإسرائيلي بمنع الأسرى المحررين من دخول الأقصى خلال شهر رمضان، خطوة تعكس تصعيدًا خطيرًا يهدف لإفراغ المسجد من الوافدين إليه وحرمانهم من تأدية شعائرهم الدينية بحرية.
وأشار إلى أن هناك تصاعدًا كبيرًا في قرارات الإبعاد التي تستهدف المقدسيين وخاصة أولئك الذين يحرصون على الرباط في المسجد الأقصى، "وهذا يعكس نيّة الاحتلال في فرض واقع جديد خلال الشهر الفضيل".
وأكد زبارقة أن هذه التشديدات لا تقتصر على الأقصى فقط، بل تشمل إجراءات قمعية في عموم القدس والضفة الغربية، حيث يتم منع آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، إضافة إلى حملات الاعتقال والاستجواب والمضايقات التي تستهدف المصلين.
وشدد أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة واضحة لإحكام السيطرة على القدس خلال شهر رمضان. محذرًا من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والمواجهة، في ظل إصرار الفلسطينيين على ممارسة حقهم في العبادة والدخول إلى الأقصى.
ويحل شهر رمضان هذا العام في الأول من آذار/ مارس المقبل، ويكتسب أهمية خاصة لدى الفلسطينيين باعتباره الأول الذي يحلُّ منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية تخوفا كبيرا لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خشية أن تنتقل الأحداث والمواجهة خلال شهر رمضان من غزة إلى القدس انطلاقا من بوابة الأقصى، وذلك بعد تدهور الأوضاع في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.