في قطاع غزة، نساء استثنائيات ينتزعن الحياة من وسط البؤس والدمار، يواصلن العيش بما تبقى لهنَّ من أمل بين الركام، ليُربينَ أجيالاً على الصبر والحلم والجَلَد.
ففي الثامن من مارس/ آذار لكل عام يحتفي العالم بيوم المرأة، لكنه لم يَعْدُ كونه يوماً عادياً أمام نساء غزة اللاتي يقفنَ أمام مزيج من المعاناة وانتزاع ملامح الحياة.
فبعد قرابة 16 شهرا من حرب إبادة لم يشهد التاريخ مثيلا لها، أعادت الحرب تشكيل دور المرأة بشكل كلي، فهي زوجة الشهيد وأخته وابنته، وهي النازحة من آلة الحرب، التي وضعت على عاتقها مسؤوليات ثقيلة، والمثابرة التي تواصل انتهال العلم، والأم التي لا زالت تودع فلذات أكبادها، وكُلهن يواصلن المسير في الحياة ما استطعنَ إليها سبيلاً.
وفي يوم المرأة رصدت "وكالة سند للأنباء" بعضاً من نماذج المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، الممزوج بين كد وتعب ومعاناة ونجاح عاشته خلال الحرب الوحشية على القطاع طيلة عام.
وأظهر مقطعاً مُصوراً نُشِر على مواقع التواصل الاجتماعي، سيدة فلسطينية قد افترشت إحدى مستشفيات القطاع – في يومها العالمي-، مودعةً نجلها الذي ارتقى صباح اليوم في قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع.
ولا تُنسَ بطلة غزة الطبيبة أميرة العسولي، التي غامرت بروحها تحت أزيز الرصاص لإنقاذ جريح مُلقىٍ على قارعة الطريق، في مشهد تتجلى فيه شجاعة المرأة الفلسطينية.
الطبيبة الفلسطينية الدكتورة "أميرة العسولي" استشاري نساء و توليد في مجمع ناصر الطبي، غامرت بحياتها لإنقاذ جريح فلسطيني استهدفه قناص اسرائيلي امام بوابة المستشفى في خان يونس بغزة pic.twitter.com/mV5Ybzj2wO
— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) February 10, 2024
أما الشابة آية حسونة، تُهدي طموحها وإكمالها لمسيرتها التعليمية في الدراسات العليا إلى روح زوجها وأبنائها الشهداء، وقد كتبت على حسابها الشخصي في فيسبوك بتاريخ 9 يناير/ كانون الثاني 2025:
"بفضل الله حصلت على درجة الماجستير تخصص الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية؛ عنوان الدراسة (إدارة الخدمات الصحية الحكومية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية في قطاع غزة)، ووهبت دراستي صدقة لروح زوجي وأبنائي الشهداء وإلى شهداء فلسطين".
"هي الأم التي تربي أبناءها على الإقدام والتضحية، والزوجة التي تدفع زوجها إلى ميادين الدفاع عن المستضعفين، والأخت التي تشجع شقيقها على بذل روحه في سبيل الله والوطن.. وراء كل نصر في غزة امرأة".
هي الأم التي تربي أبناءها على الإقدام والتضحية، والزوجة التي تدفع زوجها إلى ميادين الدفاع عن المستضعفين، والأخت التي تشجع شقيقها على بذل روحه في سبيل الله والوطن.. وراء كل نصر في غزة امرأة. pic.twitter.com/ZfDUxeE9IH
— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) January 18, 2025
إلى نساء #غزة .. الصابرات المجاهدات الطاهرات
— د. سعاد محمد الصباح (@suad_alsabah) October 28, 2024
1
سلامٌ عليكنَّ.. يا سيدات الندى والسماح
سلامٌ على الشجن المقدسي
وستر العباءات عند الصباح
سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير،
أو حين يبدأ عصف الرياح
سلامٌ عليكن في كل وقتٍ..
فقد سقط الفرق بين جمال العيون،
وبين جمال السلاح..
2… pic.twitter.com/qUU5jCnvdc
وها هي الأسيرة المحررة أسماء شتات- اسليم (42 عاماً)، تتخذ من الطباشير سلاحاً لنشر العلم والحق بين صفوف الطالبات وسط قطاع غزة، عازمةً العودة إلى عملها، بعد أن تنسمت حريتها في 27 فبراير/شباط المنصرم، من سجون الاحتلال.
أما النساء العاملات في قطاع غزة في جميع المجالات، وعلى رأسهنَّ الزميلات الصحفيات، يواصلن الليل بالنهار لإيصال الرسالة وإيضاح الحقائق، وكلٌّ منهنَّ "بطلةً" في مجالها تواجه كدر الحياة والموت والحرب.
#متابعة| 🔻رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف:
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) March 8, 2025
الاحتلال "الإسرائيلي" قتل 24 صحافية فلسطينية أثناء حرب الإبادة في القطاع، ولم يشفع لهن كونهن نساء أمام الجيش المجرم، كما لم تحمهن حصانة صحافية أمام الكيان القاتل".
- جرائم قتل الصحفيات تمثل جرائم ضد القانون الدولي… pic.twitter.com/Wcy3FZOmm4
نساء غزة في أرقام..
ونشر المكتب الإعلامي الحكومي بمناسبة يوم المرأة العالمي، صباح اليوم السبت، إحصائيةً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة، بحق نساء غزة.
وبحسب "الإعلامي الحكومي" فقد قتل جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة على غزة، 12 ألفًا و316 فلسطينية، بينما فقدت نحو 14 ألف امرأة زوجها ومعيل أسرتها.
وتبين الأرقام أن 17 ألف أم أصبحن ثكالى بفقدان أبنائهن بفعل عدوان الاحتلال، فيما اضطرت 50 ألف حامل لوضع مواليدهن في ظروف قاسية غير إنسانية.
وتشير إحصائيات "الإعلامي الحكومي" إلى إصابة 162 ألف امرأة غزية بأمراض معدية، فيما بترت أطراف ألفي امرأة، جراء قصف الاحتلال.
وبحسب "الإعلامي الحكومي" فإن آلة الحرب الإسرائيلية تسببت باستشهاد 24 صحفية خلال حربها على قطاع غزة.
وتواصلت معاناة نساء غزة، باعتقال قوات الاحتلال العشرات منهن، وتعرضهن للتعذيب في معتقلاتها.