وقّعت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، اتفاقاً مع فصائل ووجهاء محافظة السويداء جنوبي البلاد، يقضي بدمج المحافظة في مؤسسات الدولة السورية بالكامل.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاتفاق ينصّ على إلحاق الأجهزة الأمنية في السويداء بوزارة الداخلية السورية، ودمج الفصائل المسلحة في المحافظة ضمن وزارة الدفاع، وتعيين الإدارة السورية محافظا وقائداً للشرطة ونائباً له في السويداء، ونائباً ثانياً من أبناء المحافظة، وأن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء المحافظة.

كما يتضمن الاتفاق دخول 300 عنصر من الأمن العام إلى المحافظة بشكل فوري، بالإضافة إلى إعادة 600 عنصر إلى سلك الشرطة من أبناء المحافظة الذين سووا أوضاعهم.

وحظي الاتفاق بتأييد قادة ووجهاء محافظة السويداء، فيما غابت جماعة الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، عن هذا الاتفاق.

وأبرز الفصائل الموقّعة على الاتفاق هي "حركة رجال الكرامة"، و"لواء الجبل"، و"أحرار الجبل"، وقدّمت هذه الفصائل إلى الحكومة السورية أسماء 3000 عنصر ليكونوا ضمن هياكل وزارة الدفاع، وأسماء 400 عنصر آخرين إلى وزارة الداخلية ليكونوا ضمن قوات الأمن العام.

ورفع ناشطون في ساحة الكرامة العَلم السوري فوق مبنى محافظة السويداء بعد اتفاق بين الحكومة السورية وأهالي ووجهاء السويداء.

إلى ذلك، أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنّ الرئيس السوري أحمد الشرع التقى محافظ السويداء مصطفى البكور، وعدداً من نشطاء السويداء في قصر الشعب بدمشق، وتبادلوا الحديث حول القضايا الوطنية والمحلية المهمّة.

وأضافت أنّ المجتمعين أكدوا أهمية "هذه المرحلة التاريخية من عمر سورية والتي يصبو خلالها السوريون الأحرار إلى وطن تسوده العدالة والقانون والتمثيل العادل لكل أطياف الشعب السوري، رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة والمخططات التي تحاك ضد وحدة سوريا أرضاً وشعباً".

ومساء أمس الاثنين، أعلنت الرئاسة السورية عن توقيع اتفاق يقضي بإدماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

ويشكّل الدروز، ومعقلهم الرئيسي في سوريا محافظة السويداء، نحو 3% من سكان البلاد.

وأثارت تصريحات لوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع ماري/ آذار الجاري بلبلة في سوريا، هدد فيها بالتدخل العسكري في سوريا بحجة حماية الدروز، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.

وقوبلت تصريحات كاتس بالرفض من قادة ومرجعيات دينية درزية، والذين أكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على "إسرائيل" للانسحاب الفوري من مناطق توغلها بجنوب سوريا.