تعيش أم محمد الهربيطي وطفليها أوضاعا صعبة داخل خيمة النزوح في خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد أن فقدت نصف أسرتها في حرب الإبادة الجماعية.
وقبل 8 شهور استشهد أبو محمد الهربيطي واثنين من أبنائه، واليوم، تجد أم محمد نفسها مسؤولة عن طفليها اللذين نجيا معها.
وتقول أم محمد إن الظروف الصعبة التي تعيشها تحتاج أن يكون زوجها إلى جانبها "لكن الاحتلال حرمنا أن تعيش حياتنا كباقي الأسر".
وتضيف: "ابني محمد الكبير (16 عاما) كنت أحلم أن يواصل تعليمه ويكون طبيبا كبيرا".
ولا تزال أم محمد تتجرع مرارة فقد زوجها وابنيها الذين لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى جثامينهم أو انتشالهم وإلقاء نظرة الوداع عليهم.
وتذكر أم محمد تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل تعرضهم لهجوم الاحتلال، وقالت: "كنا نضع راية بيضاء على باب الخيمة، ومع ذلك تم محاصرتنا، ومع طلوع النهار استهدفونا بالرصاص العشوائي".
وأضافت: "الدبابة دعست أولادي وزوجي أمامي وبلمح البصر خطفتهم الثلاثة دفعة واحدة".
وأوضحت أنها حاولت النجاة بنفسها بعد أن أصيبت، واضطرت للزحف مع ابنتها مسافة 2 كيلومتر.
وأشارت إلى أنها ومنذ استشهاد زوجها زادت الأعباء على كاهلها وتبدلت أحوالها بشكل كبير، وقالت: "أولادي هم كل حياتي وزوجي هو السند والمسؤول عن كل شيء في البيت".
وأضافت: "الحياة لم يعد لها طعم نهائيا بدونهم، وبمرور الأيام يزداد الوجع".
ولفتت إلى أن ابنها الصغير إبراهيم بقي وحيدا، وهو ما أثر عليه كثيرا، ولم يعد هناك من يلعب معهم.
وتحدثت عن معاناتها كونها مصابة هي وابنتها الصغيرة، وقالت: "عندما أذهب للمستشفى أواجه مشكلة في المواصلات، واضطر أحيانا لطلب مساعدة الناس لحمل ابنتي التي لا تستطيع المشي".