الساعة 00:00 م
الثلاثاء 01 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.8 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.02 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الأسير المقدسي أكرم القواسمي الحاضر الذي غيبته سجون الاحتلال

عائلة حنني.. جميع الأبناء في السجون وصورة لم تكتمل في العيد

41 شهيدًا وعشرات الإصابات بقطاع غزة

عيد برائحة النزوح والفقد يخيّم على مخيمات جنين وطولكرم بالضفة الغربية

حجم الخط
النزوح من مخيمات الضفة.jpeg
جنين - وكالة سند للأنباء

"بأي حال عدت يا عيد".. غاب الأحباب وهُدِّمت الديار، وتشتت من نجا، فلا بيت قائم تدخله الفرحة، ولا بهجة تنعش القلب الحزين على ما حلّ بالبلاد والعباد.

هكذا بدا حال النازحين بمخيمات طولكرم وجنين شمال الضفة الغربية، بعد أن هدّمت منازلهم وهجّروا منها عنوة، منهم من نجا بروحه وبما يرتديه من ملابس فقط، ومنهم من فقد أحبة رحلوا إلى السماء شهداء عند ربهم، أو أسرى عند عدوهم.

بخطى مثقلة ووجع كبير، تسير النازحة من مخيم جنين السيدة غادة مرعي في أحد شوارع بلدة قباطية جنوب جنين، والتي نزحت إليها بعد أن هدم منزلها وتشردت عائلتها، تتلقفها الآلام وذكريات عيد صار من الماضي الذي لن يعود، عندما كان أبناؤها حولها يجمعهم حضن المخيم ودفئ منزل العائلة.

خسرنا البيت ومصدر رزقنا..

"خسرنا كل شيء، حالنا انقلب رأسًا على عقب"، بهذه الكلمات بدأت السيدة غادة حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، وهي تبحث في أسواق قباطية عن أي طعام تعود به لعائلتها، وتردف: "خرجنا بأواعينا، بيتنا من 6 طوابق تم نسفه بالكامل، وفي البناية نفسها كانت محددة ابني، خسر مكان عمله ورزقه وكل عدّة عمله التي يتجاوز ثمنها 45 ألف شيكل".

وبألم يعتصر قلبها تروي لنا: "بعد أن كنا نعيش في بيتنا معززين مكرمين، أصبحنا الآن ننتظر المساعدات من الناس، ومن لجان الخدمات التي لا تنصفنا بشيء ولا توفر لنا ما يلزمنا بعد ما حلّ بنا".

ونزحت عائلة "مرعي" من منزلها خلال العملية الواسعة التي شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية في جنين، حيث تعرض منزلها لإطلاق نار وإلقاء القنابل، واستشهدت على أعتابه الصحفية شذى الصباغ خلال تلك الأحداث.

وعن ذلك تحدثنا: "أجبرنا عن النزوح من البيت تحت النار، وخسرنا فيه كل شيء، كان ابني قد جهّز شقته ليتزوج، لكنها نسفت بالكامل، وخسر محددته، وأصبح الآن بحالة يرثى لها بعد أن أصبح دون منزل ولا عمل يمكنه من إتمام زواجه من خطيبته".

ووصل عدد النازحين من مخيم جنين جراء العملية العسكرية المتواصلة، إلى 21 ألف نازح، فيما أصبحت 3,250 وحدة سكنية بمخيم جنين غير صالحة للسكن بفعل التدمير والحرق خلال العدوان المستمر.

وأسفر عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها المستمر منذ 65 يوماً عن 36 شهيداً وعشرات الإصابات.

وقال رئيس بلدية جنين، نضال العبيدي، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر نحو 600 منزل والبنية التحتية بشكل كامل في مخيم جنين، خلال عدوانه على المدينة ومخيمها لليوم الـ67 على التوالي.

وأكد "العبيدي"، في تصريحات إعلامية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن منطقة المخيم أصبحت غير صالحة للحياة بالمطلق، مشيراً إلى أنّ الاحتلال يفرض حصاراً مشدداً على محافظة جنين التي يقطنها 360 ألف نسمة، حيث أغلق جميع المداخل المؤدية إليها.

"عيد دون أبنائي وبيتي"..

ومن وسط النزوح والفقد والتهجير، التقت "وكالة سند للأنباء" بالسيدة أم محمود السعدي، التي نزحت من منزلها في مخيم جنين، وهي والدة شهيد وأسيرين أحدهما في سجون الاحتلال والآخر في سجون السلطة.

وتقول السيدة "أم محمود": "خرجنا من منازلنا رغمًا عنا، حالنا يرثى لها، ابني أشرف شهيد، ومحمود معتقل عن الاحتلال ومحمد معتقل عند السلطة ولا اعلم عنهما أي شيء، وابنتي ديما (20 عامًا) مريضة وبحاجة لعلاج دائم، وفوق ذلك كله زوجي لا يعمل".

وبعيون دامعة وصوت تخنقه الآلام، تقول: "كل شيء صعب بغياب أولادي، لا بهجة للعيد ولا نشعر بأي فرحة في هذا الوضع"، وتتساءل: "على ماذا نفرح؟ على وضع غزة وما يحدث هناك من إبادة؟ أم على حالنا وما صرنا إليه من نزوح من بيت لآخر؟ تشتتنا وخسرنا كل شيء".

وأجبرت عائلة "السعدي" على النزوح من منزلها تحت أزيز الرصاص، بينما صدر قرار بنسفه مع منازل أخرى بالمخيم، وعن ذلك تحدثنا ضيفتنا: "بيتنا سيذهب بالهدم، حاولت أكثر من مرة أن أصل للبيت وأُخرِج منه ذكرى لابني الشهيد أشرف، وأي شيء لأبنائي لكني لم أستطع، فالجيش متواجد بالمخيم ويمنعنا من الوصول لمنازلنا".

"نور شمس".. المخيم الذي فقد أهله كلهم..

وبنكبة جديدة، يستقبل أهالي مخيم نور شمس عيد الفطر هذا العام، وقد تشتتوا جميعهم دون أن تبقى عائلة على حالها.

وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أهالي المخيم على إخلاء منازلهم تحت تهديد القصف وإطلاق النار، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على المخيم للشهر الثاني على التوالي، مسفرًا عن نزوح آلاف المواطنين وتدمير منازلهم.

وانقلب حال أهالي مخيم نور شمس بين ليلة وضحاها، وجاء العيد ليقلّب عليهم مواجع التهجير والظلم الذي تعرضوا له، فالبيوت التي يسكنوها الآن ليست بيوتهم، المنازل تبدلت، وغابت أصوات أطفال الحارة بالمخيم، وتشتت العائلات، وتباعد الجيران.

وبصوت يملؤه القهر، يروي لنا أمجد جبالي، أحد النازحين من مخيم نور شمس: "لم يبقى في المخيم من يوحّد الله، كلنا رحلنا، وضعنا كارثي، لم يمر علينا أصعب من هذه الأيام".

ويضيف جبالي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "صحيح أن العيد لربنا ويجب أن نفرح، لكن الأمر ليس بيدنا، خسرنا كل شيء، خسرنا بيوتنا، وأعمالنا توقفت منذ 7 أكتوبر ونحن لا نعمل".

وجبالي، أب لطفلين، اضطر للنزوح مع عائلته واستئجار منزل خارج المخيم، ويسرد: "نعيش برحمة الله، ومن يرضا يعيش، نحاول أن نوفر قوت أطفالنا بشق الأنفس، ولا نشكوا إلا لله".

وهُدم منزل "جبالي" في مخيم نور شمس، بعد أن أمهلتهم قوات الاحتلال ساعة واحدة لإخلائه، ويقول: "لم نستطع أن نُخرج كل شيء من المنزل، بقيت نصف ممتلكاتنا وأغراضنا داخل المنزل، والحمدلله على كل شيء".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ 62، وعلى مخيم "نور شمس" لليوم الـ 49، في ظل تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.

وأسفر هذا العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 ألف فلسطيني من مخيمي "نور شمس" وطولكرم، وفق ما أفادت به اللجنة الإعلامية في طولكرم.

وأسفرت العملية الإسرائيلية أيضًا عن تدمير 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي في مخيم طولكرم ومخيم نور شمس، كما قام الاحتلال بإغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية.