شهران مثقلان بالدماء والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ما بين قتل للأرواح وهدم وتدمير للمنشآت والممتلكات الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، وحملات الاعتقال والملاحقة اليومية؛ عدا عن اعتداءات المستوطنين المتصاعدة.
وفي تقرير مفصّل نشره مركز "رؤية" للتنمية السياسية، اليوم السبت واطلعت عليه "وكالة سند للأنباء" استعرض فيه بالأرقام والوقائع التفصيلية، إجمالي انتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة وقطاع غزة خلال شهرَيْ يناير/ كانون ثاني وفبراير/ شباط الماضيين.
الشهداء والجرحى في الضفة والقدس..
وثق التقرير استشهاد 94 مواطنًا خلال الشهرين الماضيين، بينهم 16 طفلًا، و3 أسرى و3 سيدات، وتصدرت محافظة جنين تسجيل النسبة الأعلى من الشهداء بواقع 42 شهيدًا، تلتها طوباس بـ 18 شهيدًا، ثم طولكرم بـ 14 شهيدًا.
ومن بين الشهداء 39 فلسطينيًا ارتقوا في عمليات اغتيال نفذها جيش الاحتلال، فيما اغتال 21 آخرين خلال اقتحاماته لمدن وقرى فلسطينية، بالإضافة لإصابة 356 آخرين بينهم 66 طفلًا و9 سيدات بينهم صحفية.
الاعتقالات والاقتحامات..
اعتقل الاحتلال ألف و823 مواطنًا في الضفة الغربية والقدس بينهم 64 طفلًا، و9 مواطنات، و5 طلبة جامعيين، ومواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتركّزت الاعتقالات في مدينة الخليل بواقع 377 حالة اعتقال، تلتها نابلس بـ 225 معتقلًا، ثم رام الله وطولكرم بـ 210 معتقلين لكل منهما، وجنين بـ 193 معتقلًا، والقدس بـ 150 معتقلًا، وتوزعت بقية الاعتقالات بين طولكرم، وقلقيلية، وطوباس، وسلفيت، وبيت لحم، وأريحا.
فيما نفّذ جيش الاحتلال ألفي و766 عملية اقتحام لمناطق سكنية فلسطينية متفرقة في محافظات الضفة والقدس، وتركّزت في نابلس بواقع 477 اقتحامًا، ثم رام الله بــ 462 اقتحامًا.
فيما توزعت بقية الاقتحامات على محافظات القدس، وجنين، وطوباس، وطولكرم، وقلقيلية، وسلفيت، وأريحا، وبيت لحم، والخليل.
وأشار تقرير "رؤية" إلى العملية العسكرية التي يشنّها الاحتلال في شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير بدأها في جنين ثم امتدت لتشمل مخيمي اللاجئين في طولكرم، وهي الأطول والأعنف منذ نحو عقدين في الضفة.
وأسفرت عن تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وإلحاق أضرار فادحة في البنية التحتية والممتلكات، فيما لا تزال عمليات الهدم في المخيمات الثلاثة مستمرة دون التوصل إلى إحصائية دقيقة بعدد المنازل المدمرة.
هدم المنازل والمنشآت..
هدمت آليات الاحتلال خلال الشهرين الماضيين نحو 272 منزلًا ومنشأة تجارية في الضفة الغربية وقطاع غزة، من بينها حظائر أغنام وغرف زراعية ومنشآت تجارية أخرى.
وتركّزت معظم عمليات الهدم خلال فبراير في محافظة جنين، إذ خلّفت 73 منزلًا ومنشأة مهدومة، تلتها محافظة الخليل بواقع 61 منزلًا ومنشأة مهدومة، ثم طولكرم بـ 30 منزلًا ومنشأة.
مصادرة الأراضي وتجريفها:
صادرت سلطات الاحتلال خلال شهر يناير 284 ألفًا و788 دونمًا من خلال 4 أوامر استملاك إسرائيلية، فيما صادرت خلال فبراير 13 ألفًا و206 دونمات كما أصدرت تسعة أوامر عسكرية، ثلاثة منها أوامر وضع يد، وستة أخرى لتخصيص أراضٍ لرعي المستوطنين.
النشاط الاستيطاني..
ولم يتوقف النشاط الاستيطاني أيضًا خلال الشهرين الماضيين، إذ درست سلطات الاحتلال في يناير 31 مخططًا هيكليًا، يهدف إلى توسعة مستوطنات الضفة والقدس، وتضمنت المخططات بناء 943 وحدة سكنية جديدة على مساحة 9881 دونمًا من الضفة، و3512 وحدة سكنية أخرى على مساحة 441 دونمًا من أراضي مدينة القدس.
أما في فبراير طرحت سلطات الاحتلال 27 مخططًا هيكليًا، 22 منها لتوسعة مستوطنات الضفة، إذ تمت المصادقة على نصفها وإيداع النصف الآخر، فضلًا عن 5 مخططات أخرى في القدس، صادقت سلطات الاحتلال على 3 منها.
اعتداءات المستوطنين:
أما في يخص اعتداءات المستوطنين، فقد رصد تقرير "رؤية" 388 اعتداءً على القرى والتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية (236 في يناير، و152 في فبراير)
وشملت هذه الاعتداءات اقتحام الأراضي الزراعية وزراعتها للسيطرة عليها أو إتلاف محاصيل وأشجار الفلسطينيين، وهجمات ممنهجة على القرى والبلدات الفلسطينية، وإطلاق النار تجاه المنازل وحرق المركبات، فضلًا عن سرقة ومصادرة ممتلكات المواطنين.
غزة وتداعيات حرب الإبادة..
بعد 470 يومًا من الحرب التي شنّتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الفائت، وأسفرت مخلفةً استشهاد 47 ألفًا و348 فلسطينيًا، وإصابة 111 ألفًا و761 آخرين، فضلًا عن 14 ألفًا و222 مفقودًا تحت الركام لم يعثر على آثار 2840 منهم بسبب احتراق أجسادهم نتيجة استخدام أسلحة محرّمة دولية.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار وحتى 25 فبراير/ شباط، انتُشل 722 جثمانًا من تحت الركام، في مناطق لم يتيسر الوصول إليها في السابق بسبب العدوان، فيما استشهد 18 فلسطينيًا بنيران الجيش الإسرائيلي، بين 17 و25 فبراير، وفق توثيق "رؤية".
وتسبب الحرب في تدمير نحو 88% من القطاع الإسكاني والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، فيما تجاوزت الأضرار في البنية التحتية نسبة 70% من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي في شمال غزة، مما تسبب في تقليص وفرة المياه إلى ثلاثة لترات فقط للشخص في اليوم.
وبلغت كمية الأنقاض التي خلفتها الحرب في القطاع 50,773,496 طنًّا بحلول 1 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وهو ما يمثل زيادة تبلغ 17 ضعف مجموع الأنقاض التي خلفتها الحروب الإسرائيلية على غزة منذ عام 2008.
للاطلاع على مزيد من التفاصيل التي أوردها تقرير مركز "رؤية" اضغط هنا