يخيم شبح النزوح مجددا على أهالي قطاع غزة، مع صدور أوامر إخلاء جديدة أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد 57 يومًا من تهدئة "هشة" دخلت حيز التنفيذ يوم 19 كانون ثاني/ يناير 2025.
ومع بزوغ شمس يوم أمس الثلاثاء، قرر الكثيرين من سكان المناطق الحدودية، النزوح إلى مناطق أخرى في عمق القطاع بحثا عن الأمان، حيث عادت مراكز الإيواء للامتلاء من جديد.
يقول المواطن أحمد علي وهو يهم بترك مكان سكنه من رفح، يقول لـ"وكالة سند للأنباء"، "كل الحي نزح، ما نمنا طول الليل، طخ طول الليل، كانت ليلة صعبة على الناس وفي منهم طلع بنص الليل".
ويتابع:" ما صدقنا نرجع لبيوتنا، وين بدنا نروح، الحرب شلت تفكيرنا، وضعنا لا يوجد له وصف، بدور على مكان أنصب فيه خيمتي بعد ما فكيتها من أنقاض بيتي في رفح".
وشابه هذا النزوح نزوح آخر اتجه نحو مراكز الإيواء، التي عادت للامتلاء من جديد، فتقول مواطنة نزحت من مدينة بيت حانون شمالا: "ما لحقنا نستقر في بيوتنا المدمرة أصلا، صرنا زي البدو الرحل".
وتستطرد:" بدي انزح على جباليا بدي أنصب خيمتي فيها، بعد ما زبطتت داري وسكرتها بالشوادر، اليهود حكولنا إخلو، مش عارفين وين نروح".
وهدد جيش الاحتلال سكان أحياء بيت حانون شمال القطاع، وخربة خزاعة، وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبا، معتبرا ان المناطق المحددة “تعتبر مناطق قتال خطيرة”، وطالبهم بالإخلاء فورا.
واضطرت عوائل فلسطينية للنزوح في بداية الهجمات الجوية العنيفة لجيش الاحتلال، التي استهل بها عودة الحرب، وذلك لضرب الغارات مناطق قريبة من سكنهم.
واستأنفت حكومة الاحتلال، حرب الإبادة الجامعية ضد غزة، حيث كثفت منذ فجر أمس الثلاثاء، وبشكل مفاجئ وعنيف من جرائم بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق قطاع غزة واستهداف المدنيين وقت السحور، ما خلف مئات الشهداء والجرحى والمفقودين.
بينما يعيش الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، أوضاعاً كارثية، نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، منذ مطلع مارس/ آذار الجاري.
